قفزت "وول ستريت" بأكثر من واحد في المئة، الخميس، الرابع من فبراير (شباط)، وسجل مؤشرا "ستاندارد آند بورز 500" و"ناسداك" مستويات إغلاق قياسية بعد دفعة من النتائج المالية المتفائلة إضافة إلى توقعات بقرب حزمة الدعم التريليونية.
وارتفع مؤشر "داو جونز" الصناعي 332.26 نقطة أو 1.08 في المئة إلى 31.055.86 نقطة، وزاد "ستاندارد آند بورز" 41.57 نقطة أو 1.09 في المئة إلى 3871.74 نقطة، بينما قفز مؤشر "ناسداك" بواقع 167.20 نقطة أو 1.23 في المئة إلى 13777.74 نقطة.
حزمة الدعم
ويواصل مؤشرا "داو جونز" و"ستاندارد آند بورز" ارتفاعهما للجلسة الرابعة على التوالي، ويسود تفاؤل في أوساط المستثمرين في إمكان إقرار حزمة دعم بحجم 1.9 تريليون دولار يسعى الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تمريرها في الكونغرس، وهناك موافقة من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي على اقتراح بايدن، ما يعني أن إمكان تمريره أصبح ممكناً في ظل تمتع الحزب الديمقراطي بعدد كاف من المؤيدين لتحويل الاقتراح إلى قانون نافذ.
وقال مدير المحفظة في شركة "كينغزفيو لإدارة الاستثمار لـ"رويترز" إن البيانات الاقتصادية وأخبار الأرباح ومحادثات حزمة التحفيز البالغة 1.9 تريليون دولار كلها "جيدة لوول ستريت، لهذا السبب نرى السوق تواصل الارتفاع."
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
نتائج تفوق التوقعات
وأدت النتائج التي فاقت التوقعات، حتى الآن، في الربع الرابع إلى زيادة زخم التداولات، وتتجه شركات "ستاندارد آند بورز" إلى تسجيل نمو في أرباح الربع، على عكس التوقعات التي كانت افترضت أنها ستنخفض، وتفوقت أرباح الشركات التي تعتمد العمل عبر الإنترنت على كل توقعات المحللين، مثل شركة التجارة الإلكترونية "إيباي" ومنصة الدفع "باي بال"، وتسبب وباء كورونا في زيادة الاعتماد على هذا النوع من الشركات للتسوق عبر الإنترنت، خصوصاً في موسم العطلات، وارتفعت أسهم "باي بال" بنسبة 7.4 في المئة، بينما زادت أسهم "إي باي" بنسبة 5.3 في المئة.
هدوء موجة التقلبات
وكان ملاحظاً هدوء موجة الشراء الأخيرة المدفوعة من المستثمرين الصغار الذين حركوا الاستثمارات عن طريق تواصلهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصاً تطبيق "ريديت"، وبدا أن سيناريو التقلبات السريعة قد خفت في هذا الأسبوع مقارنة مع الأسبوع الماضي.
وكانت هذه التقلبات دفعت إلى التساؤل عما إذا ما كانت الرقابة الحكومية ستتدخل لمنع سقوط صغار المستثمرين في موجة من المضاربة العشوائية وعمليات الاحتيال، وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، إنها ومشرعي الأسواق المالية بحاجة إلى "فهم عميق" لما حدث في موجة تجارة التجزئة الأخيرة قبل اتخاذ أي إجراء.
ومن المقرر أن تلتقي يلين رؤساء لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (SEC) ومجلس الاحتياطي الفيدرالي، وبنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، ولجنة تداول السلع الآجلة.
وأفادت "بلومبيرغ" بأن لجنة الأوراق المالية والبورصات (SEC) تراجع منشورات وسائل التواصل الاجتماعي بحثاً عن علامات احتيال محتملة.
انقسام مستثمري "غيم ستوب"
وكانت أسهم شركة "غيم ستوب" لبيع ألعاب الفيديو بالتجزئة، التي كانت نجمة التقلبات الأسبوع الماضي، تراجعت، الخميس، بنسبة 42 في المئة لتصل إلى 53.50 دولار، بعيداً عن ذروتها عند 483 دولاراً قبل أسبوع. كما فقدت شركة "آي سي أم انترتيمنت" نحو ثلثي قيمتها بعد أسبوعين من التقلبات الشديدة.
وكانت البورصات شهدت ما يشبه المعركة بين متداولين صغار هواة راهنوا على ارتفاع أسهم شركات معينة، بشكل معاكس تماماً لما راهنت عليه صناديق التحوط، التي وضعت أسعاراً منخفضة لهذه الأسهم.
وقال كبير مسؤولي الاستثمار في "بوكيه كابيتال بارتنرز" كيم فورست لـ"رويترز"، إن "مستثمري التجزئة الذين تعرضوا لإحباط شديد بسبب شرائهم عند المستويات المرتفعة للأسهم، من المرجح أنهم أصبحوا أكثر حذراً في دخول موجة جديدة".
وكان المنتدى الشهير "وول ستريت بيتس" في تطبيق "ريديت"، الذي ساعد على ترويج رهانات صغار المتداولين على ارتفاع أسهم مثل "غيم ستوب"، قد شهد جدلاً كبيراً بين أصحاب الحسابات فيه، وعبّر البعض عن إحباطهم بانخفاض سهم "غيم ستوب" بشكل كبير، بينما طالب آخرون بالصمود والاحتفاظ بالسهم.
وحجة الصامدين أنه على الرغم من انخفاضات هذا الأسبوع، ظلت أسهم "غيم ستوب" مرتفعة بنسبة 184 في المئة حتى الآن في عام 2021، بينما لا تزال أسهم "إي أم سي" صاعدة بنسبة 200 في المئة، وأسهم شركة "كوس" أكثر من 400 في المئة حتى الآن.