يتحوّل الأساتذة صوب تناول الكحول والأدوية المهدّئة للتأقلم مع التنمّر في مكان العمل، وفق استطلاع جديد.
ووقع أربعة أساتذة من كل خمسة ضحايا للتنمّر خلال العام الماضي بحسب ما أعلنت "الرابطة البريطانية لاتحاد المعلمين"، بعد ظهور نتائج استطلاع شمل قرابة ألفي أستاذ.
ووجد الاستطلاع أنّ 45 في المئة زاروا أطبائهم طلباً لمساعدتهم على التأقلم مع التنمّر، فيما تحوّل آخرون إلى تناول أدوية مهدئة حصلوا عليها بوصفات طبيّة (18 في المئة) والكحول (17 في المئة).
وفكّر بعض المعلّمين في إيذاء أنفسهم، بينما ترك آخرون المهنة بسبب التنمّر.
وأبلغ أحد المدرّسين "اتحاد المعلّمين" أن "الأمر كان رهيباً. فكّرت جدياً في أذيّة نفسي كي لا أُجبر على الذهاب إلى العمل".
وأضاف آخر أنّ "التنمّر دمّرني عقلياً، وتُركت من دون خيار سوى الاستقالة من أجل صحّتي العقلية".
وأفاد أربعة مدرّسين من أصل خمسة ممّن شملهم الاستطلاع، أنّهم عانوا القلق نتيجة التنمّر الذي اختبروه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واعتبر أكثر من نصف المستطلعين (52 في المئة) أنهم عانوا إحباطاً جرّاء التنمّر، كما بيّن 41 في المئة منهم أنّ ذلك أثّر على قدرتهم في إعطاء دروس عالية الجودة.
وورد أنّ غالبيّة الحوادث ارتُكبت من قبل مدراء المدارس وكبار القادة في المدارس.
وأورد مدرّس آخر أنّه واجه "التنمّر على مدار العامين الماضيين... عليك أن تكون قوياً بشكلٍ كبير لتتمكّن من الاستمرار يومياً وتلقّف ما يُرمى عليك باستمرار. التعليم مجال سيء وقاسٍ وغدّار للعمل فيه."
واعتبرت كريس كياتس، الأمينة العامة لـ"الرابطة البريطانيّة لاتحاد المعلمين" أنّ "الأدّلة على انتشار التنمّر في المدارس والكليّات تدعو إلى القلق. في حين يتعامل عدد من المدارس مع طواقم عملها بلطفٍ واحترام، يخبرنا المدرّسون أنّ ثقافة التنمّر وسوء معاملة المدرّسين شائعة جداً في كثيرٍ من الأحيان. التنمّر يدمّر الصحّة البدنيّة والعقلية لعديد من الأساتذة ويؤدّي ببعضهم إلى مغادرة مدارسهم أو المهنة بشكلٍ تام".
ودعت كياتس إلى وقف "الإساءة والتنمّر والنبذ والتقويض" تجاه المعلّمين.
وأفاد متحدّث بإسم وزارة التعليم أنّه "لا يجب على الأستاذ أن يواجه التنمّر أو سوء المعاملة في مكان العمل، ومن واجب المدارس أن تحمي طاقم عملها. تركّز استراتيجية توظيف المعلمين والاحتفاظ بهم التي أُطلِقت في يناير (كانون الثاني) على رفاهية طاقم العمل في المدارس والكليات، مع تشديد خاص على أهمية تطوير ثقافات داعمة. يقع على عاتق أرباب العمل واجب قانوني في ضمان صحّة وسلامة ورفاهية موظّفيهم ويشمل ذلك الحدّ من خطر الأمراض الناتجة عن الضغط العصبي".
© The Independent