أفادت معلومات أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، يحضر للقيام بجولة انتقامية في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، بعد انتهاء محاكمة عزله الثانية أمام مجلس الشيوخ، وذلك بهدف شن حملة على أعضاء الحزب "الجمهوري" الذين يعارضونه.
وقد تلقى ترمب نصائح بعدم الإقدام على هذه الخطوة قبل انتهاء المحاكمة، لأن الوقوف ضد الأعضاء الجمهوريين الراهنين الآن لن يكون بالخطوة الحكيمة، على الرغم من أن تبرئته تكاد تكون أمراً مفروغاً منه في هذه المرحلة.
أحد أعضاء الحزب الجمهوري وهو من المقربين من الرئيس الأميركي السابق، قال لموقع "إنسايدر" Insider: "حتى هو بات يدرك أننا نعاني مما يمكن أن نطلق عليه "إرهاق ترمب"، كما يعلم أنه يمكننا أن نتعرض لوطأة مفرطة، وأنه سبب إجهاد الناخبين. وكان ذلك جزءاً من المشكلة. فمن الواضح أنه أرهق البلاد نتيجة سلوكه في مرحلة ما بين الانتخابات وحفل التنصيب".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف العضو الجمهوري قائلاً إن "تويتر قدم خدمة لترمب"، في إشارة إلى منع المنصة العالمية الرئيس السابق من التغريد عبرها مدى الحياة. ومع ذلك، ما زال مستشاروه يشجعونه على المضي قدماً والتحدث علناً في وقت قريب حتى لا يفقد قبضته المحكمة على الحزب.
في المقابل، أبلغ أحد المستشارين السابقين لحملة ترمب موقع "إنسايدر"، أنه كلما طالت مدة بقاء ترمب متحصناً في ناديه في منتجع "مارلاغو" جنوب فلوريدا، تلاشت لديه صفة المنافس الجاد في انتخابات الرئاسة المرتقبة في 2024.
يشار إلى أن الغالبية العظمى من ناخبي الحزب الجمهوري ما زالت تؤيد دونالد ترمب. وقد أكد ذلك أحدث استطلاع للرأي أجراه مركز استطلاعات جامعة "كوينيبياك" في الرابع من فبراير (شباط) الحالي، الذي خلص إلى أن 86 في المئة من الجمهوريين يرون أن على مجلس الشيوخ الأميركي أن يبرئه، وأن 76 في المئة منهم يصدقون كذبة حدوث عمليات تزوير واحتيال واسعة النطاق للانتخابات. علماً أن غالبية الأميركيين في الإجمال، 59 في المئة، لا يعتقدون ذلك.
وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن جولة الرئيس الأميركي السابق ستركز على الأعضاء الجمهوريين العشرة في مجلس النواب الذين صوتوا إلى جانب موضوع عزله. ومن أبرز الأهداف المحتملة أنطوني غونزاليس، الذي يمثل منطقة خارج كليفلاند في ولاية أوهايو، وهي مقاطعة فاز فيها ترمب بنسبة 57 في المئة من الأصوات في انتخابات عام 2020. وكان أداء غونزاليس أفضل بقليل، بحيث حاز قرابة 63 في المئة من أصوات المقاطعة، في أول محاولة لإعادة انتخابه.
ترمب– الذي يقدر الولاء أكثر من أي شيء آخر- يستعد أيضاً ربما للشروع في محاولة إطاحة أي عضو من أعضاء مجلس الشيوخ قد يصوت على اتهامه في المحاكمة المقبلة لعزله، أو العمل على تجاوزه بطريقة أو بأخرى.
وقد سبق أن حض حاكمة ولاية "ساوث داكوتا" كريستي نويم، على مواجهة السيناتور جون ثون في السنة 2022، بسبب انتقاداته محاولات ترمب إلغاء الانتخابات. ثون كان قد فاز بإعادة انتخابه في الولاية في عام 2016 بنحو 72 في المئة من الأصوات، بينما فاز ترمب بالولاية في عام 2020 بنسبة 10 في المئة أقل من المقترعين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ليزا موركوفسكي عضو مجلس الشيوخ عن ولاية آلاسكا، قد تكون هي كذلك عرضةً لاستهداف الرئيس السابق، لأنها كانت من بين أكثر المنتقدين "الجمهوريين" صراحة لدونالد ترمب خلال فترة توليه منصبه، وكانت من ضمن خمسة جمهوريين صوتوا الشهر الماضي إلى جانب الأعضاء الديمقراطيين لإبطال قرار يزعم أن محاكمة عزل رئيس سابق هي خطوة غير دستورية. وكان ترمب قد فاز في عام 2020 بولاية آلاسكا بنسبة 52.8 في المئة، في مقابل 42.8 في المئة لمصلح جو بايدن.
وحتى في ظل الجهود المنكبة على وضع الخطط المقبلة، فقد قال المتحدث باسم ترمب جايسون ميلر لموقع "إنسايدر" إن "من السابق لأوانه مناقشة أي نشاط محدد متصل بحملة السنة 2022".
وأثناء تواري ترمب في فلوريدا، فازت إحدى أبرز خصومه التي صوتت على عزله، وهي ليز تشيني رئيسة "المؤتمر الجمهوري في مجلس النواب"، بتأييد 145 من زملائها للبقاء في منصبها، بحيث صوت 61 عضواً فقط لإخراجها منه. وجاء ذلك بعد ما فرض جناح الحزب الأكثر ولاء لترمب تصويتاً على مسألة بقائها في المنصب، في اعتقاد منه أنه يمتلك ما يكفي من الأصوات للتخلص منها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال جمهوريون مقربون من ترمب، إن من المرجح أن يكون هذا الأمر قد أثار غضب الرئيس السابق، لأنه يترقب بصبر نافد الظهور علناً لانتقاد النواب الجمهوريين في الكونغرس، الذين يعتقد أنهم خانوه.
وفي سياق آخر، سارع محامو الرئيس السابق إلى رفض طلب قدمه الأعضاء الديمقراطيون في مجلس النواب، بأن يقوم ترمب بالإدلاء بشهادته تحت القسم خلال محاكمة عزله في مجلس الشيوخ. لكن على الرغم من تفويته فرصة التحدث هذه، يرى بعض الذين لديهم مصادر معلومات داخلية، أن ترمب لن يتوانى عن صب جام غضبه على أعدائه المحتملين عاجلاً وليس آجلاً.
دوغ هاي المتحدث السابق باسم "اللجنة الوطنية الجمهورية" RNC، قال لموقع "إنسايدر" إن ترمب "صدم بشكل واضح من ردود الفعل الصادرة على أحداث السادس من يناير (كانون الثاني) وفقدانه حسابه على محرك تويتر... ولا نعرف كم من الوقت سيدوم ذلك، لكن من الآمن أن نفترض صدور موقف له في مرحلة ما".
© The Independent