ستطلب بريطانيا من المسافرين الذين يصلون إلى المملكة المتحدة، أن يخضعوا لاختباري "كوفيد" أثناء وجودهم في الحجر الصحي وذلك ضمن سلسلة من الإجراءات الجديدة الأكثر صرامة (التي تتخذها المملكة المتحدة) في مواجهة تفشي وباء كورونا. وأوضحت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية أنه تم تشديد الإجراءات لمنع أنواع جديدة من الفيروس من دخول البلاد.
ويُفترض بالمسافرين إلى بريطانيا، بموجب الإجراءات الجديدة، إجراء اختبارين بشأن "كوفيد"، وذلك بعد اليوم الثاني واليوم الثامن من فترة حجرهم الصحي التي تبلغ 10 أيام. إضافة إلى الطلب منهم إبراز دليل على نتيجة اختبار سلبي من بلد المغادرة قبل 72 ساعةً من سفرهم، كي يتمكنوا من دخول المملكة المتحدة.
وأشار متحدث رسمي بريطاني في هذا الصدد إلى أن "تعزيز نظام الاختبار في البلاد ليشمل جميع الوافدين أثناء فترة عزلهم، من شأنه أن يؤمن مستوى إضافياً من الحماية، ويمكننا من أن نتتبع بشكل أفضل أي حالات جديدة قد تدخل إلى المملكة المتحدة، ويمنحنا مزيداً من الفرص للكشف عن المتغيرات الجديدة للفيروس".
هذه الخطوة الجديدة تأتي على أثر إعلان السلطات البريطانية الأسبوع الماضي أن رعايا المملكة المتحدة العائدين من وجهات تشهد ارتفاعاً كبيراً في تفشي فيروس كورونا، سيخضعون لتدبير الحجر الصحي الإلزامي في فنادق معتمدة من الحكومة، اعتباراً من الخامس عشر من فبراير (شباط) الجاري.
ومن شأن هذا الإجراء أن ينعكس يومياً على نحو ألف شخص من سكان المملكة المتحدة، العائدين من دول "القائمة الحمراء" شديدة الخطورة وبائياً، بما فيها عدد من بلدان أميركا الجنوبية وأفريقيا، حيث تم اكتشاف متغيرات جديدة لعدوى "كوفيد" لدى أعداد كبيرة من الناس.
لكن في إطار التحضيرات الإجرائية لتطبيق القيود الصحية المستحدثة، وقبل 5 أيام فقط من دخول القاعدة الجديدة حيز التنفيذ، كشفت رئاسة الحكومة في "داونينغ ستريت"، عن أنه لم يتم بعد توقيع عقود مع سلاسل الفنادق، لتأمين غرف الحجر الصحي الإلزامي للوافدين.
وقال متحدث رسمي باسم رئيس الوزراء بوريس جونسون في إفادة إعلامية أجريت في "وستمنستر" (الحي الحكومي وسط لندن)، إن "وزارة الصحة حددت مؤخرا مواصفات تجارية للفنادق القريبة من الموانئ والمطارات". وأوضح أنها شملت تقديم مقترحات في ما يتعلق بطريقة تأمين الفنادق مرافق الحجر الصحي وإدارتها. ولم يتم حتى الآن منح أي عقود رسمية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقد انهالت الانتقادات على الحكومة بسبب تأخرها في هذا الإطار، أبرزها جاء على لسان وزير الداخلية في حكومة الظل "العمالية" نيك توماس سيموندز، الذي قال إنه "لا يمكن تصديق كيف أنه قبل أيام قليلة فقط من بدء تطبيق نظام الحجر الصحي، لم يتم إبرام أي اتفاقات مع الفنادق".
أما زعيم حزب "العمال" البريطاني المعارض السير كير ستارمر، فاعتبر أن من المهم بالنسبة للمملكة المتحدة أن تتم "حماية حدودنا" بعد بروز مخاوف من أن لقاح "أكسفورد - أسترازينيكا" قد لا يكون فاعلاً بما يكفي، لمواجهة السلالة المتحورة من فيروس كورونا الآتية من جنوب أفريقيا. وقال: "أعتقد أن الفيروس الجنوب أفريقي المتحول يشكل الخطر الأكبر في الوقت الراهن. لذا من المهم جداً أن نؤمن حدودنا".
وأضاف ستارمر: "لقد علمنا منذ مدة بالمتغير الجنوب أفريقي. فهل يمكنكم تصديق أن الأمر تطلب 50 يوماً من لحظة أخذ العلم بهذه السلالة المتحورة، حتى فرض القيود على الحدود والحجر الصحي في الفنادق. علاوةً على ذلك، وقد يكون هذا من أكثر الأمور أهمية، فإننا بتنا نعرف الآن أن الفيروس الجنوب أفريقي موجود في الوقت الراهن في عدد من الدول الأخرى، وهذه البلدان ليست حتى مدرجةً ضمن خطة الحكومة للحجر الصحي في الفنادق".
ورأى زعيم المعارضة البريطانية أن "هذا الواقع يترك ثغرة مفتوحة في خضم مرحلة حيوية من المعركة ضد الفيروس".
وكان رئيس الوزراء بوريس جونسون قد تحدث قبل أيام عن إمكان زيادة الضوابط على الحدود، لكن فقط بعد تخفيض المملكة المتحدة معدل الإصابات بالفيروس على أراضيها بشكل ملحوظ.
واعتبر جونسون أن "إجراءات ضبط الحدود تكون أكثر فاعلية، عندما يتم خفض نسبة الإصابة بالمرض في البلاد. وكي تُحدث هذه التدابير على الحدود حقاً الفارق في النهاية بحيث يمكن عزل المتغيرات الجديدة للفيروس فور ظهورها، ويتعين أن تكون الإصابات بالعدوى أقل بكثير، ما يسهل مسألة تتبعها أثناء انتشارها".
(ساهمت وكالة "برس أسوسييشن" في إعداد محتوى هذا التقرير)
© The Independent