في خروج عن موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس حول تشكيل قائمة موحدة لحركة "فتح" للانتخابات التشريعية المقبلة، بدأ عضو اللجنة المركزية ناصر القدوة تشكيل قائمة مستقلة، في مؤشر على تكرار سيناريو انتخابات العام 2006.
معارضة عباس
وتحوّل مكتب القدوة في رام الله إلى خلية نحل للبحث في تفاصيل تشكيل القائمة للانتخابات المقررة في مايو (أيار) المقبل، حيث رصدت "اندبندنت عربية" حضور عدد من قيادات "فتح" المعروفة بمعارضتها نهج عباس.
وتأتي هذه الخطوة عقب مقاطعة القدوة قبل يومين اجتماعاً للجنة المركزية للحركة احتجاجاً على السياسة التي يتبعها عباس، وكبداية لتشكيل قائمة بعيدة من اللجنة المركزية.
وكان عباس توعد باستخدام القوة ضد أي كادر أو قيادي من حركة "فتح" ينضم إلى قائمة أخرى.
وأبلغت ثلاثة مصادر "اندبندنت عربية" أن القدوة بدأ بالفعل تشكيل القائمة بالتواصل مع شخصيات محسوبة على مروان البرغوثي، العضو في اللجنة المركزية لـ"فتح"، والمعتقل لدى إسرائيل منذ نحو 20 عاماً.
ورفض القدوة الإجابة عن سؤال خاص في شأن عزمه تشكيل قائمة مستقلة عن "فتح"، مضيفاً أنه لن يعلق على ذلك.
قائمة "فتح"
وفي تعليقه على مقاطعة القدوة اجتماع اللجنة المركزية قبل يومين، قال أمين سر الحركة جبريل الرجوب إن ذلك يعود "لعتبه على مسار وأولويات التنظيم"، لكنه أشار إلى أنه لا يزال جزءاً من اللجنة المركزية وملتزم بقراراتها.
وأضاف الرجوب أنه عندما تختار اللجنة المركزية قائمتها الانتخابية بموافقة النصف زائد واحد، "فإن لا أحد يستطيع تعطيلها"، واصفاً الحركة بـ "البلدوزر"، وأن "من ستختاره للانتخابات سيحمل سيفها".
وأوضح الرجوب أن "فتح" لن تسمح بتكرار تجربة انتخابات العام 2006 عندما ترشح عدد من قياداتها خارج قوائمها، مما أسهم حينها في هزيمتها أمام حركة "حماس".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وشدد الرجوب على أن حركة "فتح" لن يكون لها إلا قائمة واحدة يتم اختيارها "بمعايير مقنعة وتستطيع الفوز"، مشيراً إلى أنها ستكون على "قلب رجل واحد".
وطالب الرجوب كل من "لديه طموح أن يحققه عبر أطر الحركة"، مضيفاً أنه لن يكون هناك مرشحون من اللجنة المركزية أو المجلس الثوري في الانتخابات التشريعية.
ولم يستبعد الرجوب تشكيل قائمة انتخابية مشتركة مع حركة "حماس" إذا التزمت بهدف قيام دولة فلسطينية على حدود العام 1967.
لكن القدوة أوضح قبل أسابيع رفضه تشكيل قائمة مشتركة مع "حماس"، لأن "رائحة الانتهازية والمصالح الشخصية تفوح منها على حساب مصالح الشعب"، مضيفاً أن تلك القائمة ستكون "غير ديمقراطية وغير ممكنة سياسياً، وتتجاهل كل ما حدث في السابق".
وشدد القدوة في بيان له على أن "الانتخابات بحد ذاتها لا تحقق الوحدة، وأنها وإن جرت في ظل الانقسام فإنها قد تسهم في تكريسه"، محذراً من "توجه حالي لتأجيل المسائل الجوهرية كافة إلى ما بعد الانتخابات، وهو ما سيشكل خطورة كبيرة على مجمل الواقع الفلسطيني".
وكان القيادي الفتحاوي حاتم عبدالقادر قال إن مروان البرغوثي يعتزم الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في يوليو (تموز) المقبل، مضيفاً أنه لن يترشح للانتخابات التشريعية.