استنكرت العديد من العواصم الغربية والعربية، اليوم الأحد، هجمات سريلانكا الدامية، التي ضربت كنائس وفنادق في العاصمة كولومبو، حيث أقيمت قداسات بمناسبة عيد الفصح، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 207 أشخاص وجرح أكثر من 450 آخرين، بينهم 35 أجنبيا.
ترمب يعرض المساعدة
وأدان الرئيس الأميركي دونالد ترمب "الهجمات الإرهابية"، قائلا على حسابه بموقع التدوينات القصيرة (تويتر) "تعازينا الحارة لشعب سريلانكا في الهجمات الإرهابية المروعة على الكنائس والفنادق... نحن مستعدون للمساعدة".
ومن موسكو، بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برقية تعزية إلى نظيره السريلانكي، مايثريبالا سيريسينا، قائلا "موسكو لا تزال شريكا يمكن الاعتماد عليه لسريلانكا في الحرب ضد الإرهاب الدولي"، وأعرب بوتين عن ثقته بأن "مرتكبي هذه الجريمة الوحشية والساذجة في احتفالات عيد الفصح والعقول المدبرة لها سيأخذون العقوبة التي يستحقونها".
وقال البابا فرنسيس الأول، بابا الفاتيكان، أمام عشرات الآلاف من المسيحيين الذين احتشدوا في الفاتيكان بمناسبة الاحتفال بعيد القيامة، إنه شعر بـ"الألم والأسى" لدى سماعه أنباء وقوع سلسلة التفجيرات في سريلانكا. وأضاف البابا فرنسيس "أعرب عن تقارب صادق مع المسيحيين الذين تضرروا وهم محتشدون للصلاة، ولجميع ضحايا مثل هذا العنف المروع".
كما أعرب رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، عن إدانته الشديدة للتفجيرات الإرهابية، مقدما تعازيه الحارة لعائلات الضحايا الذين "تجمعوا لأداء طقوسهم الدينية بسلام أو جاءوا لزيارة تلك الدولة الجميلة"، مؤكدا "مستعدون لتقديم الدعم". بدوره، قال دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي على (تويتر) "عيد قيامة مأساوي في سريلانكا، صلواتي مع عائلات الضحايا، ومع من يقاتلون من أجل الحياة".
وفي لندن، قالت رئيس الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، على حسابها بموقع "تويتر" إن "أعمال العنف التي استهدفت الكنائس والفنادق في سريلانكا مروعة حقا. أعرب عن تعازيّ الحارة لكل المتضررين في تلك اللحظة المأساوية"، مضيفة "علينا أن نقف معا لضمان ألا يمارس أحد معتقداته في خوف".
ميركل ترفض التعصب والكراهية
وفي برلين، أكدت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، أنه لا يجب السماح للكراهية أو التعصب بأن ينتصرا، وأضافت ميركل في برقية عزاء لرئيس سريلانكا مايثريبالا سيريسينا "إنه لأمر مروّع أن يصبح أشخاص تجمعوا من أجل قضاء عيد القيامة معا هدفا لهذه الهجمات الغادرة".
وفي الرياض، عبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية عن إدانة السعودية واستنكارها لسلسلة التفجيرات الإرهابية التي وقعت في سريلانكا، مقدما خالص التعازي والمواساة لذوي الضحايا ولحكومة وشعب سريلانكا، مشددًا على ضرورة تضافر الجهود الدولية للقضاء على الإرهاب الذي يهدد الأمن والاستقرار في كل أنحاء العالم دون استثناء، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس".
كما أدانت وزارة الخارجية الإماراتية الهجمات الإرهابية، مؤكدة موقف أبوظبي الثابت والرافض لمختلف أشكال العنف والإرهاب والذي يستهدف الجميع دون تمييز بين دين وعرق أيا كان مصدره ومنطلقاته. ودعت الإمارات المجتمع الدولي إلى التكاتف لمواجهة هذه الآفة الخطيرة التي تهدد أمن واستقرار دول العالم واجتثاثها من جذورها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأيضا دانت مصر التفجيرات الإرهابية، وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، إن "هذه التفجيرات لا تستهدف دولة بعينها وإنما تستهدف الإنسانية كلها، وعلينا جميعاً، كلٌ في مكانه، أن نقف اليوم أمام مسؤوليتنا التاريخية تجاه هذه الأعمال المتجردة من كل معاني الإنسانية". كما أعربت وزارة الخارجية المصرية في بيان على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، عن خالص التعازي لأسر الضحايا، متمنيةً سرعة الشفاء للمصابين، ومؤكدةً على وقوف مصر حكومة وشعبا مع حكومة وشعب سريلانكا الصديق في تلك المحنة.
من جانبه، أدان شيخ الأزهر، أحمد الطيب، التفجيرات الإرهابية، قائلا "لا أتصور آدميا قد يستهدف الآمنين يوم عيدهم، هؤلاء الإرهابيون تتناقض فطرتهم مع تعاليم كل الأديان، أدعو لذوي الضحايا بالصبر وللمصابين بالشفاء".
وأيضاً، أدانت الكنيسة الكاثوليكية بمصر الانفجارات التي استهدفت الاحتفالات بـ"أحد السعف". ونعت الكنيسة في بيان لها "شهداء الانفجارات بسريلانكا"، موضحة أنها تصلي من أجل الشفاء العاجل للمصابين، وأن تسود ثقافة الحب والسلام على ثقافة الموت والإرهاب.
وفي أنقرة، أدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الهجوم الإرهابي، قائلا على حسابه بموقع (تويتر) "أدين بأشدّ العبارات الهجمات الإرهابية في سريلانكا، إن هذا يعد هجوما على الإنسانية جمعاء".
ماذا حدث في سريلانكا؟
وصباح اليوم، لقي ما لا يقل عن 207 أشخاص مصرعهم، بينهم 35 أجنبيا، وأصيب أكثر من 450، في ثمانية اعتداءات استهدفت فنادق فخمة وكنائس، حيث أقيمت قداسات بمناسبة عيد الفصح، حيث وقعت التفجيرات في 4 مدن، ثلاث منها استهدفت 3 فنادق كبرى في العاصمة كولومبو، بينما استهدفت 3 تفجيرات أخرى 3 كنائس في 3 مدن مختلفة، اثنتين منها على الساحل الغربي للجزيرة شمال العاصمة كولومبو، والثالثة على الساحل الشرقي.
وأفادت الشرطة بوقوع 6 انفجارات استهدفت 3 فنادق فخمة وكنيسة في كولومبو وكنيستين أخريين قريبتين من العاصمة، إحداها إلى شمال كولومبو والثانية في شرق الجزيرة، وبعد نحو ساعات وقع تفجيران آخران ليصبح العدد الإجمالي 8 تفجيرات. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها.
ونقلت وكالة "أ.ب." الأميركية، عن مسؤول إن اثنين من الانفجارات يُشتبه في أنهما نُفذا من قبل مفجرين انتحاريين. كما قالت صحيفة "ديلي ميرور" السريلانكية المحلية إن التحقيقات الأوليّة للشرطة أظهرت أن اثنين من منفذي الهجمات حجزا غرفة في فندق شانجريلا بكولومبو، الأول من أمس، وأنه تم استعمال متفجرات من طراز "سي.4"
وبحسب "أ. ب."، هزّ انفجار كنيسة "سان أنتوني" في العاصمة كولومبو، أثناء قداس عيد الفصح، وقال أليكس أجيليسون، الذي كان بالقرب من الكنيسة، إن المباني اهتزت جراء الانفجار، وإن عددا من الجرحى نُقلوا في سيارات الإسعاف، بينما هزّ انفجار آخر كنيسة "سان سيباستيان" في نيججومبو، وهي بلدة تقع إلى الشمال من العاصمة.
وجاء في نداء بالإنجليزية نشرته كنيسة "سان سيباستيان"، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) "اعتداء على كنيستنا، نرجوكم أن تأتوا لمساعدتنا إن كان أفراد من عائلتكم فيها".
وأظهرت لقطات تلفزيونية محلية أن الانفجار أطاح السقف ودمّر الأبواب والنوافذ في "سان سيباستيان"، بينما حمل الناس الجرحى بعيدا وأيديهم ملطخة بالدماء.
أما الهجوم الثالث فاستهدف كنيسة "زيون" في باتيكولوا، (شرق)، وقال مسؤول في المستشفى المحلي إن 300 شخص أصيبوا بجروح فيها.
وأظهر التلفزيون المحلي أضرارا إثر تفجيرات استهدفت 3 فنادق، وهي "سينامون جراند" و"شانجريلا" و"كينجسبرى".
وقتل شخص على الأقل في فندق "سينامون جراند هوتيل" القريب من المقر الرسمي لرئيس الوزراء في كولومبو، وفق ما أوضح مسؤول في الفندق لوكالة "أ.ف.ب."، مشيرا إلى أن الانفجار وقع في مطعم الفندق. ووقع انفجار آخر في فندق قرب حديقة الحيوان في منطقة تقع بالقرب من العاصمة كولومبو.
ولم تمضِ دقائق، حتى أعلنت الشرطة حدوث انفجار ثامن في العاصمة، نفذه انتحاري وأسفر عن مقتل 3 من رجال الشرطة.
اجتماع لمجلس الأمن الوطني
ودعا رئيس الوزراء السريلانكي، رانيل ويكرمسينج، إلى اجتماع لمجلس الأمن الوطني. وقال ويكرمسينج في تغريدة على حسابه بموقع التدوينات القصيرة (تويتر) "أدين بشدة الهجمات الجبانة على شعبنا اليوم. أدعو كل المواطنين في سريلانكا إلى البقاء موحدين وأقوياء خلال هذه المحنة المأساوية". وأضاف رئيس الوزراء "أرجوكم تجنبوا نشر التقارير غير المؤكدة والتكهنات. الحكومة تتخذ خطوات فورية لاحتواء الموقف".
من جهته، قال الرئيس السريلانكي مايثريبالا سيريسينا إنه أمر قوة المهام الخاصة بالشرطة والجيش بالتحقيق لمعرفة المسؤولين عن الهجمات ومخططاتهم. وذكر متحدث عسكري أن الجيش انتشر وأن الإجراءات الأمنية جرى تعزيزها في مطار كولومبو الدولي.
وقال وزير الدولة لشؤون الدفاع في سريلانكا، روان ويجيواردينى، إن سلسلة الهجمات التي ضربت كنائس وفنادق في البلاد هي أعمال إرهابية من جانب جماعات متطرفة، وأنه تم تحديد هوية المسؤولين عنها، حيث اعتقلت السلطات 7 أشخاص على صلة بالحادث.
وأضاف ويجيوارديني أن الحكومة أعلنت حظر التجول بأثر فوري، مضيفا "سيفرض حظر للتجول لحين استقرار الأمور".
وقال مسؤولون حكوميون أيضا إن السلطات قررت حجب شبكات التواصل الاجتماعي الرئيسة وتطبيقات التراسل بما في ذلك "فيسبوك" و"واتساب"، لمنع انتشار الإشاعات والمعلومات الكاذبة. كما أعلن وزير التعليم أكيلا فيراج كارياواسام أن جميع المدارس ستغلق غدا الاثنين وبعد غد الثلاثاء.
تحذيرات قبل 10 أيام
من جهته، قال قائد الشرطة الوطنية، بوجوت جاياسوندارا، إنه حذر أجهزته قبل 10 أيام بأن حركة إسلامية هي "جماعة التوحيد الوطنية" تخطط لتنفيذ "اعتداءات انتحارية على كنائس كبرى والمفوضية الهندية العليا".
وبرزت هذه الحركة العام الماضي بقيامها بأعمال تخريب ضد تماثيل تابعة للديانة البوذية التي تعد ديانة غالبية سكان الجزيرة.
وتضم سريلانكا ذات الغالبية البوذية، أقلية كاثوليكية من 1.2 مليون شخص من أصل عدد إجمالي للسكان قدره 21 مليون نسمة. ويشكل البوذيون 70% من سكان سريلانكا، إلى جانب 12% من الهندوس و10% من المسلمين و7% من المسيحيين.
وتقول جماعات مسيحية إنها واجهت تخويفا متزايدا من بعض الرهبان البوذيين المتطرفين في السنوات الأخيرة. ويواجه بعض المسيحيين عداء لدعمهم تحقيقات خارجية حول الجرائم التي ارتكبها الجيش السريلانكي بحق "التاميل" خلال الحرب الأهلية التي انتهت عام 2009. وأوقع النزاع الذي استمر بين 1972 و2009 ما بين 80 ألف قتيل ومئة ألف، بحسب الأمم المتحدة.