أغلقت "وول ستريت" هذا الأسبوع على تباين في مؤشراتها، إذ يبدو أن رالي أسواق الأسهم هدأ هذا الأسبوع، بعد أن كانت الأسواق تعيش ارتفاعات متواصلة في الأسابيع القليلة الماضية.
وبدأ المستثمرون يبيعون الأسهم التكنولوجية التي استفادت بشكل رئيس من أزمة كورونا، خصوصاً مع توقعات بسرعة التعافي الاقتصادي مع تلقيح ما يتجاوز مليون شخص يومياً في الولايات المتحدة، ضمن خطة الإدارة الأميركية الجديدة بالوصول إلى مئة مليون أميركي ملقح خلال مئة يوم من بداية عملها.
رالي الشركات الصناعية
وعلى مدار الأسبوع، انخفض مؤشر "ستاندرد أند بورز" 0.7 في المئة، كما هبط "ناسداك" 1.6 في المئة، مع بيع شركات التكنولوجيا الكبيرة. في وقت ارتفع فيه "داو جونز" 0.1 في المئة. وكان لافتاً صعود القطاعات الصناعية بشكل رئيس في "ستاندرد أند بورز".
كما ارتفعت القطاعات المالية والمواد الأولية والطاقة بنسب تتجاوز واحداً في المئة. والسبب خلف ذلك هو توقعات المستثمرين في أن هذه القطاعات ستشهد الرالي المقبل، بعد أن قادت قطاعات التكنولوجيا موجة الصعود في فترة أزمة كورونا.
ومن أبرز القطاعات التي بدأت تشهد تحول الاستثمارات بشكل تدريجي نحوها شركات الطيران التي ارتفعت 3.5 في المئة في مؤشر "ستاندرد أند بورز"، وهي إشارة أخرى إلى رهان المستثمرين على عودة فتح الاقتصاد قريباً مع تزايد معدلات الشفاء وانخفاض معدلات العدوى وزيادة عمليات التلقيح.
بيع أسهم التكنولوجيا
كانت أسهم شركات التكنولوجيا، مثل "ألفابت" (المالكة لـ"غوغل")، و"فيسبوك"، و"نتفلكس"، و"أمازون"، قد شهدت عمليات بيع وانخفاض مستمرة خلال الأسبوع الماضي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يقول كبير محللي الاستثمار في شركة "إنفرنيس كونسيل"، تيم غريسكي، لـ"رويترز": "هناك معركة استثمارية حالياً بين أسهم شركات النمو مقابل أسهم القيمة".
وتنمو أسهم القيمة (وهي الشركات المقيمة بسعر أقل من قيمتها الحقيقية) 0.6 في المئة، بينما تتراجع أسهم النمو (وهي الشركات التي تتوقع لها السوق نمواً مستقبلياً) 0.6 في المئة، بحسب بيانات "رويترز".
ويضيف غريسكي، أن أسهم القيمة تصعد عندما يزدهر الاقتصاد (كما في حالة الشركات الإنتاجية والصناعية على سبيل المثال)، معتقداً أن الاقتصاد سيصعد حتى لو لفترة من الزمن، فهناك طلب كبير مكبوت على السفر، أو للعودة إلى العمل.
سوق متعبة
وظهر الهروب من شركات التكنولوجيا بشكل جلي في أول تراجع أسبوعي هذا الشهر لمؤشر "ناسداك"، الذي يقيس الأسهم التكنولوجية، ولـ"ستاندرد أند بورز" (الذي يقيس أكبر 500 شركة مدرجة)، بسبب المخاوف من ارتفاع تقييمات الشركات التكنولوجية.
كما يتخوف المستثمرون من ارتفاع التضخم، الذي قد يؤدي إلى صعود الفائدة، بالتالي إلى تراجع الأسهم على المدى القصير، حيث سيبدأ خروج المستثمرين من سوق الأسهم بشكل تدريجي.
ويتوقع بنك "أوف أميركا" تراجعاً بنسبة تزيد على عشرة في المئة في الأسهم التي يجري تداولها بأكثر من 22 ضعفاً للأرباح الآجلة مدة 12 شهراً، وهي الأغلى منذ فقاعة الـ"دوت كوم" في أواخر التسعينيات، بحسب بيانات "رويترز".
ويقول كبير اقتصاديي السوق في شركة "سبارتان كابيتال سيكوريتيز"، بيتر كارديللو، إن "ما رأيناه هذا الأسبوع يمثل سوقاً متعبة، لذلك نتجه نحو نوع من التراجع، لكنني لا أعتقد أننا وصلنا إلى مرحلة الهبوط".
وفي الواقع، ساعدت الأرباح القوية والتقدم في عمليات التطعيم والآمال في حزمة دعم بقيمة 1.9 تريليون دولار لمواجهة الأضرار الاقتصادية من تبعات فيروس كورونا، مؤشرات الأسهم الأميركية على الوصول إلى مستويات قياسية في الفترة الماضية، وبدأت الأسواق تعيد النظر الآن في مدى إمكانية استمرار هذه الارتفاعات، وكانت هناك تساؤلات حول ما إذا كانت الأسواق متجهة نحو فقاعة في الأفق.