اعتقلت الشرطة الجورجية، الثلاثاء، زعيماً للمعارضة، واستخدمت الغاز المسيل للدموع في عملية دهم عنيفة لمقر حزبه، الأمر الذي من شأنه أن يعمق أزمة سياسية تشهدها البلاد منذ الانتخابات البرلمانية التي جرت العام الماضي.
وأظهرت مشاهد حية نقلها التلفزيون، نيكا ميليا، زعيم "الحركة الوطنية المتحدة"، أكبر الأحزاب المعارضة في البلاد، خلال اقتياده من مقر حزبه لوضعه في الحبس الاحتياطي قبل محاكمته.
وفي تلك الأثناء استخدم مئات من عناصر شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع ضد أنصاره وقادة جميع الأحزاب المعارضة الذين كانوا يتجمعون في المبنى منذ الأربعاء، حسبما أظهرت مشاهد بثها تلفزيون "إمتافاري"، وتم توقيف العشرات من أنصار المعارضة.
وكتب السفير البريطاني مارك كليتون على "تويتر": "أشعر بالصدمة للمشاهد في مقر الحركة الوطنية المتحدة"، مضيفاً "العنف والفوضى في تبليسي آخر ما تحتاج إليه جورجيا الآن. أحض جميع الأطراف على ضبط النفس".
وتشهد جورجيا أزمة سياسية منذ الانتخابات البرلمانية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، التي بحسب الأحزاب المعارضة شابتها عمليات تزوير.
والخميس، استقال رئيس الوزراء غيورغي غاخاريا، الذي ينتمي إلى حزب الحلم الجورجي بسبب قرار حزبه توقيف ميليا، وأثارت الأنباء المتعلقة بتوقيفه غضباً في صفوف المعارضة وتحذيرات من الحلفاء الغربييين للدولة السوفياتية السابقة.
وفي أعقاب استقالة غاخاريا، دعت المعارضة إلى انتخابات مبكرة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ودعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي، الحكومة الجورجية، إلى حل الأزمة سلمياً، وضمان بقاء النظام القضائي بعيداً عن الانحياز السياسي.
ورفض ميليا الاتهامات له بـ"تنظيم أعمال عنف واسعة" خلال تظاهرة منددة بالحكومة في 2019، معتبراً أنها ذات دوافع سياسية.
والإثنين ثبت البرلمان تعيين وزير الدفاع ايراكلي غاريباشفيلي في منصب رئيس الوزراء، وفي خطاب له أمام النواب قال إن الحكومة ستعتقل ميليا، مؤكداً أنه "لن يتمكن من الفرار من العدالة".
ويعتبر رئيس الوزراء الجديد مواليا لبيدزينا ايفانيشفيلي، مؤسس حزب الحلم الجورجي والرجل الأكثر ثراءً في البلاد. ويشتبه في أنه يدير السلطة بشكل بعيد عن الأضواء.
ويقول الخبير ماتيو بيرزا، من معهد الأبحاث الأميركي "اتلانتيك كاونسيل"، إن جورجيا وصلت إلى نقطة "تقول فيها أحزاب المعارضة إنه لم يعد بإمكانها البقاء في البرلمان لأن النظام الديمقراطي الجورجي قد حطم".
وأضاف الدبلوماسي السابق "بدون وساطة أكبر من الغرب، يمكن أن يصبح الوضع خطيراً جداً".
وتراجعت شعبية حزب الحلم الجورجي الذي يحكم البلاد منذ 2012 على خلفية الركود الاقتصادي والاتهامات بالمساس بالمبادئ الديمقراطية في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة.