أفادت هيئة "الصحة العامة في إنجلترا" أن نشر لقاح "فايزر/بيونتيك" آخذ في تقليص أعداد الإصابات والوفيات في أوساط المسنين وخفض معدلات إدخالهم إلى المستشفيات.
وقد تعمقت دراستان في فاعلية لقاح "فايزر" على أرض الواقع، بالتزامن مع إعلان بوريس جونسون مؤخرا عن خريطة الطريق للخروج من الإغلاق في إنجلترا. ووفقاً للخطة، سوف تفتح المدارس أبوابها كلياً في 8 مارس (آذار) ويُسمح للعائلات أن تلتقي خارجاً ابتداء من آخر مارس 2021.
واستطراداً، ذكرت الهيئة أن نتائج دراستها المسماة "سايرن" Siren (من الحروف الأولى لعبارة "تقييم المناعة وتجدد الإصابة بسارس-كوف 2 "Sarscov2 Immunity and reinfection evaluation) التي نظرت في الإصابات بين 40 ألف موظف في هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" أخضعوا لفحص كوفيد كل أسبوعين، وجدت أن اللقاح نجح في منع حدوث الإصابات سواء تلك التي تُظهر أعراضاً أو لا تُظهرها، وقلصت أعداد الإصابات بأكثر من 72 في المئة بعد 21 يوماً من تلقي الجرعة الأولى. وارتفعت تلك النسبة إلى 86 في المئة بعد الجرعة الثانية.
وكشفت دراسة أخرى تناولت بيانات الفحوصات الروتينية لـكوفيد، أن جرعة واحدة من اللقاح فاعلة بـنسبة 57 في المئة ضد الإصابات التي تظهر أعراضاً في الفئة العمرية ما فوق 80 سنة، بعد مرور أربعة أسابيع من تلقي الجرعة الأولى.
وكذلك ترفع الجرعة الثانية مستوى الحماية لدى من تتخطى أعمارهم 80 سنة إلى أكثر من 85 في المئة. وقد لفتت هيئة "الصحة العامة في إنجلترا" إلى أن معدلات الإدخال إلى المستشفيات والوفيات من كوفيد- 19 يمكن أن تتقلص بـنسبة 75 في المئة إجمالاً.
إذ يظهر التحليل الذي أجرته تلك الهيئة أن اللقاح فاعل في مواجهة النسخة المتحورة التي ظهرت في جنوب شرقي البلاد، وأدت إلى ارتفاع الحالات في إنجلترا خلال فصل الخريف المنصرم.
وأخيراً، بينت دراسة أجريت في اسكتلندا، ونُشرت مؤخرا كذلك، أن لقاحي "فايزر" و"أكسفورد/أسترازينيكا" خفضا نسبة الإدخال إلى المستشفى بـنسبة 85 في المئة و94 في المئة على التوالي.
وفي إحاطة قُدمت إلى صحافيين، أشارت الدكتورة سوزان هوبكينز من هيئة "الصحة العامة في إنجلترا"، إلى "أننا نشهد تأثيراً قوياً للغاية في تقليص أعداد أي نوع من الإصابات، سواء كانت تظهر أعراضاً أم لا. ويشكل ذلك المرة الأولى التي يجري فيها هذا الأمر بطريقة منتظمة للقاح فايزر/بيونتيك المضاد لكورونا".
وكذلك رأت أن النتائج ربما تعني أن اللقاح نجح في وقف انتقال الفيروس، مشيرة إلى "أن تقليص عدد الأشخاص المصابين بالعدوى، سواء ظهرت عليهم الأعراض أم لم تظهر، يمثل أهم عامل في تخفيض انتقال العدوى. ونحن نظهر أنك لا تقلص الإصابات التي تظهر أعراضاً فحسب، بل أيضاً أعداد المصابين بالعدوى ممن لا تظهر عليهم الأعراض كذلك".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في ذلك الصدد، قارنت الدراسة الثانية بين المرضى الذين تلقوا اللقاح ومرضى مشابهين لهم في مؤشرات تشمل العمر والجنس والمنطقة، وإن كانوا نزلاء في دار رعاية للمسنين بين 8 ديسمبر (كانون الأول) و12 فبراير (شباط).
وبالنتيجة، وصل عدد إجمالي عدد الإصابات إلى 43294 في أوساط من تخطت أعمارهم 70 سنة، و11860 إصابة بين الذين تخطت أعمارهم 80 سنة. وكذلك تبين أن خطر الوفاة في صفوف الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 80 سنة أقل بـنسبة 57 في المئة ممن لم يتلقوا اللقاح، بعد مرور 14 يوماً على الأقل من تلقيهم الجرعة الأولى.
أما بالنسبة إلى من تخطت أعمارهم 80 سنة وأصيبوا بـكوفيد- 19 بعد حصولهم على اللقاح، فقد تراجع احتمال إدخالهم إلى المستشفى بنحو 40 في المئة بالمقارنة مع من لم يتلقوا اللقاح. وفي تعليق على تلك المعطيات، ذكرت الدكتورة ماري رامزي، رئيسة قسم التطعيم في هيئة "الصحة العامة في إنجلترا" أن "اللقاح لا يقلص خطر الإصابة فحسب، بل يقلص أيضاً خطر الحاجة إلى إدخالهم إلى المستشفى أو وفاتهم المؤسفة. لذلك، يبين لنا هذا فعلاً أن الحماية تصل إلى مستويات أعلى بالنسبة إلى الأشكال الحادة من المرض. وتالياً، فإن تعيين (خطر الوفاة) عند 57 في المئة يشكل تقديراً منخفضاً جداً. إذ تصل الحماية من المرض المرتفع الشدة إلى 75 في المئة على الأرجح، في أقل تقدير، إن لم نقل أكثر".
وأضافت، "أعتقد أن ذلك يعزز سياسة إعطاء تلك الجرعة الأولى لعدد أكبر من الأشخاص بهدف منع وقوع مزيد من الوفيات والإدخال إلى المستشفى الآن، ثم العودة لاحقاً لإعطائهم الجرعة الثانية التي ستؤمن لهم حماية لفترة أطول وربما حماية أفضل، لا سيما من الأنواع الأخف لذلك المرض".
وفي المقابل، أوضحت أن "الحماية ليست تامة، ولا نعلم بعد إلى أي مدى ستخفض هذه اللقاحات خطر نقل كوفيد- 19 إلى الآخرين. لذلك حتى لو حصلتم على اللقاح، فمن المهم جداً أن تستمروا في التصرف كما لو أنكم مصابون بالفيروس، وتواظبوا على الممارسات السليمة في ما يعني نظافة اليدين، وتلازموا منازلكم".
وفي تطور متصل، ذكرت هيئة "الصحة العامة في إنجلترا" أنها تُجري دراسات مماثلة بالنسبة إلى لقاح "أكسفورد/أسترازينيكا" الذي بدأ استخدامه داخل المملكة المتحدة في مطلع يناير (كانون الثاني).
وعلى نحو مماثل، أفاد وزير الصحة مات هانكوك، أن "هذا التقرير الحيوي يُظهر نجاح اللقاحات. ومن المشجع للغاية أن نرى دليلاً على أن لقاح "فايزر" يوفر درجة عالية من الحماية ضد فيروس كورونا".
وخلص إلى أن "اللقاحات تنقذ الأرواح. لذا، من الضروري جداً أن ننشر برنامج التطعيم في أسرع وقت ممكن، وأن يأخذ اللقاح أكبر عدد ممكن من الناس. يبين هذا الدليل الجديد أن اللقاح يحميكم ويحمي من حولكم".
© The Independent