غداة الضجة التي أثارها موضوع تلقّي نواب لبنانيين اللقاح المضاد لفيروس كورونا من دون الخضوع للإجراءات التي تفرضها وزارة الصحة على بقية المواطنين الذين استهجنوا بشدة هذا التصرف من قبل مَن يُفترض أنهم يمثلون مصالحهم، أعلن وزير الصحة حمد حسن أنه سمح لكل نواب البرلمان بالحصول على جرعات من اللقاح على سبيل الشكر لإقرارهم قانوناً للطوارئ، واصفاً الغضب الذي أثاره تخطّي الساسة لترتيب تلقّي اللقاح بأنه "رد فعل مبالغ فيه".
وقف التمويل
وفي حين لا يزال العاملون في القطاع الطبي وكبار السن ينتظرون دورهم، حصل بعض النواب على جرعات في البرلمان يوم الثلاثاء 23 فبراير (شباط) الحالي، ما دفع البنك الدولي إلى التهديد بوقف تمويل بملايين الدولارات لحملة التطعيم.
وقال حسن للتلفزيون الرسمي مساء الأربعاء (24 فبراير) إن الخطوة جاءت بناءً على "قرار سيادي" منه لتوجيه الشكر إلى نواب البرلمان على إقرار القانون الذي ساعد في توقيع الاتفاق مع "فايزر- بايونتيك" للحصول على اللقاح.
الغضب الشعبي
وزادت تصريحات الوزير وتعليقات ساسة آخرين الغضب في لبنان، حيث أدى استشراء الفساد والهدر الحكومي على مدى عقود إلى انهيار مالي.
وكتب المحامي نزار صاغية على "تويتر"، "سيد حمد ما تسمّيه قراراً سيادياً هو في الواقع صرف نفوذ واستغلال للسلطة تصل عقوبتهما إلى ثلاث سنوات. بس هيك. وطبعاً أنت لن تتذرع بالحصانة مثل (وزير المالية السابق علي حسن) الخليل و(وزير الأشغال السابق غازي) زعيتر لأنه يفترض أنك تؤمن بالثواب والعقاب".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"فروج" الفرزلي
وقال إيلي الفرزلي، نائب رئيس البرلمان، البالغ من العمر 71 سنة، مما لا يجعله من الفئة الأولى التي تستحق التطعيم، إنه تلقّى اللقاح. وخرج غاضباً من برنامجَين تلفزيونيَين مساء الأربعاء بعدما صاح منتقداً ساروج كومار جا، المدير الإقليمي للبنك الدولي.
ووصف الفرزلي، كومار جا، في بث تلفزيوني على الهواء انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مع تعليقات ساخرة مثل "الأثر الجانبي للقاح"، بأنه "كاذب ومنافق ويجب ألا يُسمح له بالبقاء في لبنان".
وفي مؤتمر صحافي سابق، تحدث الفرزلي عن المسؤول في البنك الدولي، وهو مواطن هندي، ونعته "السيد فروج" بدلاً من ساروج اسمه الأول.
ولم يردّ البنك الدولي على الفور على طلب التعليق، علماً أنه يراقب حملة التطعيم لضمان وصول الجرعات الأولى إلى العاملين في القطاع الطبي وكبار السن وحذّر من المحاباة في توزيع اللقاح.