انتشرت شرطة مكافحة الشغب، ظهر الجمعة 26 فبراير (شباط)، حول تقاطعات مرورية رئيسة في رانغون بميانمار لتفريق مئات المتظاهرين المناهضين للانقلاب العسكري، بعدما تجمّعوا للمطالبة بالعودة إلى الديمقراطية والإفراج عن الزعيمة المدنية أونغ سان سو تشي، في حين أعلن البنك الدولي أنه لن ينظر في طلبات تمويل قدمها البلد بعد الانقلاب العسكري في الأول من فبراير.
وقال البنك في رسالة إلى وزارة المالية في ميانمار، اطلعت عليها وكالة "رويترز"، إنه أوقف المدفوعات لمشروعات في البلاد بعد الانقلاب.
وانزلقت الدولة الواقعة في جنوب شرقي آسيا، في أتون أزمة منذ أن سيطر الجيش على السلطة واحتجز زعيمة البلاد المدنية أونغ سان سو تشي، ومعظم قيادات حزبها، زاعماً تزوير انتخابات جرت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020. وتشهد ميانمار يومياً نزول متظاهرين تصل أعدادهم أحياناً إلى مئات الآلاف، إلى الشوارع للتظاهر ضدّ المجلس العسكري الحاكم.
تفريق احتجاجات رانغون
في بعض المدن، استخدمت الشرطة والجيش القوة، لكن في رانغون، أثبتت السلطات ضبط النفس حتى الآن واقتصرت خطواتها على الانتشار في الشوارع وإقامة العوائق في نقاط استراتيجية عدة في العاصمة الاقتصادية للبلاد.
وتقدّمت شرطة مكافحة الشغب، الجمعة، نحو المتظاهرين بينما كان معظمهم جالسين على الأرض ويهتفون بشعارات مؤيدة للديمقراطية، وذلك من أجل تفريقهم.
وأوقف شخصان على الأقل، أحدهما مراسل ياباني مستقل يُدعى هيروكي كيتازومي. وطهّرت الشرطة الشارع الرئيسي، مرغمةً المتظاهرين والصحافيين على التفرّق في الشوارع القريبة.
"إسقاط الدكتاتورية"
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقرب تقاطع مياينيغوني وهو حيّ سكني، أقام المتظاهرون عوائق مستخدمين طاولات وأسلاك شائكة، لمنع الشرطة من توقيفهم.
وهتف المتظاهرون الذين كانوا يضعون خوذ السلامة على رؤوسهم، بالقول "إسقاط الدكتاتورية هو قضيتننا، قضيتنا!"، وهو شعار يكرّرونه في التجمّعات المناهضة للجيش.
وقرب تقاطع آخر في وسط المدينة اسمه هليدان، ابتعد المتظاهرون عن الشارع الرئيسي في حين كان عناصر الشرطة يقتربون منهم ببطءٍ وبصفّ واحد. وأعلنت الشرطة عبر مبكّر للصوت، "إذا لم تتفرّقوا، سينبغي علينا تفريقكم بالقوة!َ".
وبعد أن استؤنفت حركة السير، رفع بعض السائقين إشارة الثلاثة أصابع التي ترمز إلى المقاومة.
ولم يُذكر سقوط أي جريح حتى الساعة، لكن التوتر في رانغون شديد منذ الخميس، عندما سمحت السلطات لمتظاهرين موالين للجيش بتنظيم تجمّع في منطقة في وسط المدينة، تكون عادةً مغلقةً أمام المتظاهرين المناهضين للجيش. واندلعت مواجهات بين السكان المؤيدين للديمقراطية والناشطين الموالين للجيش.
تفريق احتجاج في حي تاموي
وفي حي تاموي، شنّت الشرطة حملة خلال ليل الخميس الجمعة، لتفريق احتجاج ضد مسؤول عيّنه الجيش في البلدية.
وذكر شهود ووسائل إعلام حكومية، أن شرطة مكافحة الشغب أطلقت النار في الهواء وقنابل الغاز المسيل للدموع في حي تاموي الليلة الماضية، لتفريق المحتجين المعترضين على استبدال المسؤول عن الحي بآخر عيّنه الجيش.
وقال السكان إنهم سمعوا دوي طلقات نارية متكررة، في حين ظلت الشرطة في بعض أنحاء الحي حتى نحو الثانية فجر الجمعة.
وتلقي هذه المواجهة الضوء على المقاومة التي يواجهها الجيش في كثير من القطاعات في سعيه لفرض سلطته على سكان اعتادوا على الحكم المدني لإدارة سو تشي.
وقال أنصار سو تشي على مواقع التواصل الاجتماعي، إنهم يعتزمون تنظيم احتجاج آخر في تاموي الجمعة.
ولم يرد متحدث باسم المجلس العسكري الحاكم على اتصالات هاتفية من "رويترز" طلباً للتعقيب.
العنف في رانغون
واجتاح العنف مدينة رانغون، الخميس، بعد أن هاجم نحو ألف من أنصار الجيش محتجين مؤيدين للديمقراطية ووسائل إعلام. وأظهرت لقطات مصورة تعرض أشخاص عدة للضرب وطعن شخصين على الأقل.
ولم يوقف التهديد بالعنف التظاهرات في رانغون الجمعة. وفي مثال آخر على مقاومة الحكم العسكري، قالت منظمات إعلامية، الخميس، إنها لن تمتثل إلى أمر الامتناع عن استخدام كلمات مثل "انقلاب" عند الإشارة إلى إطاحة الحكومة المنتخبة.
وحظرت شركة "فيسبوك" بدورها استخدام جيش ميانمار لمنصتها ومنصة "إنستغرام" للتواصل الاجتماعي، بسبب "العنف المميت" الذي شهدته البلاد منذ الانقلاب العسكري.
مسؤولة أممية تدعو لعدم الاعتراف بالانقلاب
قالت مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة بميانمار كريستين تشانر بيرجنر أمام الجمعية العامة للمنظمة الدولية اليوم الجمعة إن على جميع الدول عدم الاعتراف بالمجلس العسكري الذي استولى على السلطة في البلاد وعدم إضفاء الشرعية عليه مضيفة أن من الضروري بذل كل الجهود لاستعادة الديمقراطية.
ودعت بيرجنر المنظمة الدولية إلى توجيه "إشارة واضحة جماعية دعما للديقراطية" محذرة من خطر انقلاب الأول من فبراير (شباط).