كشفت "ناسا"، وكالة الفضاء الأميركية، عن صورة مدهشة لكوكب الزهرة Venus، التقطتها مركبة فضائية كانت أُرسلت بغرض إجراء بحوث عن الشمس.
تظهر الصورة، التي التقطها "مسبار باركر الشمسي" Parker Solar Probe، الكوكب الواقع في جوارنا القريب ساطعاً ومشعاً، وقد شكّلت اللقطة مفاجأة بالنسبة إلى المهندسين الذين أخذوها، على حد قولهم.
وعلى نحو ما يشي اسمه، تشكل دراسة الشمس المهمة الرئيسة المناطة بـ"باركر الشمسي". والمسبار الذي يُقدّر حجمه بحجم سيارة عادية، يُعتبر المركبة الفضائية الأولى التي "تلامس" نجمتنا.
ولكن الأجرام الفضائية الأخرى في نظامنا الشمسي تعد كذلك عاملاً أساسياً في مهمة "باركر". فالمسبار سيدور في جوار كوكب "الزهرة" سبع مرات، مستخدماً جاذبيته كي يتمكّن من الاقتراب إلى الشمس.
بينما يقوم بالتحليق بالقرب من الشمس، يكشف "باركر" عن معلومات حول تلك الأجرام الفضائية الأخرى. ففي الصيف الماضي، وفي إحدى عمليات التحليق التي أنجزها، التقط المسبار صورة لـ"الزهرة" وُصفت بالمذهلة، كذلك ساعد الباحثين في اكتشاف أمر لم يكن متوقعاً عن الكوكب.
وحين تفحص العلماء الصورة التي التقطها المسبار من الجانب المظلم لكوكب الزهرة، على بعد سبعة آلاف و700 ميل (حوالي 12 ألفاً و391 كيلومتراً)، مستخدماً جهاز "التصوير الواسع المجال الخاص بمسبار باركر الشمسي" (اختصاراً "ويسبر" WISPR) المثبّت على المركبة الفضائية، كانت المفاجأة في انتظارهم فاكتشفوا أنه [المسبار] قد نجح في أخذ لقطة فاقت توقعاتهم.
يبدو أن الطوق الساطع حول حافة الكوكب هو مصدر ما يسمى "التوهج الليلي" nightglow. وينشأ الأخير من اتحاد ذرات الأوكسجين من جديد في الغلاف الجوي لتشكل جزيئات عندما تكون في الجانب المظلم من الكوكب، مولدةً الضوء خلال تلك العملية.
تتميز الصورة التي التقطها المسبار لـ"الزهرة" ببقعة داكنة في الوسط، هي عبارة عما يُسمى "مرتفعات أفرودايت" Aphrodite Terra، التي تشكل أكبر المناطق المرتفعة التي يحتضنها سطح الكوكب. وتبدو المرتفعات قاتمة اللون لأّنها أكثر برودة من المنطقة المحيطة بها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في الواقع، "صُمِّم ويسبر WISPR خصيصاً وخضع لاختبارات عدة بغرض استخدامه في عمليات رصد في نطاق الضوء المرئي. كنا نتوقع أن نرى سُحباً، لكن الكاميرا حدّقت مباشرة إلى السطح"، قال أنجيلوس فورليداس، وهو عالم في مشروع "التصوير الواسع المجال الخاص بمسبار باركر الشمسي" من "مختبر الفيزياء التطبيقية" التابع لجامعة "جونز هوبكنز" Johns Hopkins Applied Physics Laboratory.
تحقق العلماء مجدداً من مدى حساسية الجهاز لضوء الأشعة تحت الحمراء. إذا كان جهاز "التصوير الواسع المجال الخاص بمسبار باركر الشمسي"، كما يبدو، قادراً على رؤية الأطوال الموجية القريبة من الأشعة تحت الحمراء، فقد يكون أكثر فائدة من المتوقع، ما يسمح للعلماء بدراسة الغبار حول الشمس، وفي النظام الشمسي القريب.
أما إذا كان عاجزاً عن رؤية أطوال موجية إضافية، فسيكون ذلك مفيداً أيضاً- فقد تمثل الصور التي يلتقطها طريقة جديدة تماماً لرؤية كوكب الزهرة.
وفق فورليداس، "في الحالتين كلتيهما، تنتظرنا بعض الفرص العلمية المثيرة".
يبقى أن المسبار "باركر" تجاوز كوكب الزهرة مرة أخرى الأسبوع الحالي، ويأمل العلماء في تحليل تلك البيانات بحلول نهاية أبريل (نيسان) المقبل.
© The Independent