اجتمع طهاة من المناطق الأوكرانية كافةً، الجمعة الخامس من مارس (آذار)، في "ماراثون" مخصص لحساء البورش التقليدي المحضر من الشمندر والملفوف (الكرنب)، والذي تسعى أوكرانيا إلى ضمه لقائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، للتراث غير المادي.
وأثارت مبادرة وزارة الثقافة الأوكرانية التي تقدم ملف الترشح لليونيسكو خلال الشهر الحالي، غضب موسكو التي تنسب هذا الطبق المحبب في المنطقة إلى تراثها الوطني، ما يثير معركة دبلوماسية وثقافية غير مسبوقة.
"ماراثون" البورش
وبمبادرة من الطاهي ييفغين كلوبوتنكو وترويجاً للترشيح الأوكراني، اجتمع 25 طاهياً من مختلف مناطق البلاد في كييف لطهو الوصفة التقليدية لحساء بورش في منطقتهم، في حدث استمر ساعتين نقل مباشرة على الإنترنت ووصفه كلوبوتنكو بأنه "ماراثون".
وعند إطلاق البرنامج، قال كلوبوتنكو، "علينا التصرف بما نملك ونحب والإكثار في الكلام عنه والترويج له وحفظه بأكبر مقدار ممكن".
اندلاع الجدل
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبعد إعلان أوكرانيا عزمها ترشيح حساء البورش للانضمام إلى قائمة اليونيسكو للتراث غير المادي، على غرار فن صنع البيتزا في نابولي الإيطالية أو فن الطهو الفرنسي، اعتبرت الحكومة الروسية عبر "تويتر"، أن هذا الحساء "هو من الأطباق الروسية الأشهر والأكثر شعبية".
وقد أشعل ذلك نقاشات محتدمة بين مستخدمي الإنترنت في البلدين، وصراعات افتراضية على نسب هذا الحساء.
الصراع الروسي الأوكراني
وبعد ما كانت جزءاً من الإمبراطورية الروسية ثم الاتحاد السوفياتي، استمر التأثير الروسي قوياً في أوكرانيا على الصعيدين السياسي والثقافي حتى بعد سقوط الاتحاد السوفياتي سنة 1991.
لكن ضم روسيا في عام 2014 شبه جزيرة القرم الأوكرانية، والحرب في الشرق الأوكراني مع الانفصاليين المؤيدين لروسيا المدعومين من الكرملين، غيرا المعادلة وأديا إلى تنامي الشعور القومي والتمسك بالهوية الوطنية في أوكرانيا.
ومن بين الطهاة المشاركين في حدث الجمعة، كانت طاهية تمثل القرم وقدمت حساء بورش بالذرة والسفرجل والخزامى. غير أن المكون الرئيس في طبقها هو "التضامن"، بحسب تصريح مسيس للغاية أدلت به الطاهية قائلة، "نحن معاً وسنظل معاً".