بينما تتخلص ربات البيوت في مصر من زيت الطعام المُستخدم بطرق مضرة للبيئة، مثل الإلقاء في الصرف الصحي، توظف دول أخرى ذلك الزيت الهالك في كثير من الصناعات المهمة.
وتستهلك مصر سنوياً مليوني طن من زيت الطعام، بمتوسط 17 لتراً للفرد في العام، ويبلغ حجم الاستيراد 88 في المئة من الاستهلاك، بفاتورة تبلغ 16 مليار جنيه (مليار دولار أميركي) في السنة، طبقاً لإحصاءات رسمية.
ثروة مهدرة
يصف عبد الرحيم الحساني، المتخصص في مجال تصدير زيوت الطعام المستخدمة، ما يحدث في مصر بـ"الثروة المهدرة". يقول "الدول الأوربية تفتح باب الاستيراد لزيوت الطعام المستخدمة بملايين الدولارات، إذ يحولونه إلى وقود حيوي غير ملوث للبيئة، بالتالي يستخدم بوصفه إحدى وسائل الطاقة النظيفة".
وأوضح، "زيوت الطعام المستخدمة تدخل في مئات الصناعات المهمة، مثل المنظفات والمواد البلاستيكية، والإكسسوار"، لافتاً إلى أن القطاع الخاص في المغرب "نجح في تحقيق استثمارات كبيرة لتشغيل الشباب عبر مشاريع تجميع الزيوت وتصديرها إلى أوروبا".
وعبّر الحساني عن أسفه على أن ثقافة تخزين زيت الطعام في مصر "لم تصل إلى ربات البيوت حتى الآن". مؤكداً أن "الزيت الهالك يُسهم في دعم ملف الطاقة في مصر، حينما يحول إلى وقود صحي غير ملوث للبيئة".
غياب التوعية
ويقول محمد حسين، أستاذ علوم البيئة، "غالبية ربات البيوت يتخلصن من زيوت الطعام المستخدمة عبر إلقائه في مواسير الصرف الصحي، وهو ما يسبب أضراراً ومشكلات عديدة ترتد عليها وعلى المجتمع". موضحاً أن رواسب الزيت الهالك "تسفر عن انسداد كامل في الصرف الصحي للمنزل، ما يكبد الأسرة مئات الجنيهات سنوياً لإجراء عمليات التصليح والصيانة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار حسين إلى أن كل لتر زيت طعام واحد هالك يُلقى في مياه الصرف الصحي "يلوث مليون لتر من المياه بشكل معقد"، ما يكلف الدولة المصرية ملايين الجنيهات في محطات المعالجة لتنقية المياه، أما إذا ألقي الزيت في مياه البحار فإنه "يقتل الكائنات البحرية".
مبادرة "إنت البداية"
وتحت شعار "قرارك بيغير حياتك" أطلقت وزارة البيئة المصرية مبادرة "إنتِ البداية"، التي تخاطب ربات المنازل في مختلف المحافظات المصرية، لتخزين زيوت الطعام المستخدمة، وعدم إلقائها في الصرف الصحي، لتعظيم الاستفادة منها في منتجات الوقود الحيوي.
وطالبت وزارة البيئة، في بيان، بتخزين زيوت الطعام بعد استخدامها في القلي والطبخ، لتبديل كل خمسة لترات بزجاجة لترين إلا ربع في كل محافظات الجمهورية.
وقالت ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة المصرية، إن المبادرة تقدم مدخلاً مختلفاً للتعامل مع تلوث المياه والسعي لمنعه من البداية، ليس فقط بالتوعية بمخاطر التخلص غير السليم من زيت الطهي المستخدم، بل وإتاحة الفرصة للسيدات للتخلص من تلك الزيوت بطريقة آمنة. مضيفة أن المبادرة تستهدف أكثر من 5 ملايين أسرة، بما يعود بالنفع على الأسرة المصرية، ويُسهم في تحسين جودة المياه.