تظاهرت آلاف النساء من رانغون وصولاً إلى نيودلهي، الإثنين الثامن من مارس (آذار)، في تحد للحكومات مع انطلاق مسيرات في مختلف أنحاء آسيا في مناسبة اليوم العالمي للمرأة.
ونزلت حشود من النساء يرتدين الساري الملون إلى ضواحي العاصمة الهندية، حيث انضممن إلى متظاهرين ضد الإصلاحات الزراعية، يحتشدون منذ أشهر في البلاد.
كثير منهن وضعن كمامات لكن من دون الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي، على الرغم من أن الهند من بين الدول التي تسجل أعلى معدل إصابات ووفيات بفيروس كورونا.
وقالت كولويندر كاور من ولاية البنجاب الشمالية، لوكالة الصحافة الفرنسية، "نساؤنا وأخواتنا، سيكون الجميع أكبر المساهمين في هذا الاحتجاج"، بينما تحدثت المزارعات في المسيرة من منصات أقيمت مؤقتاً.
ولعبت النساء دوراً محورياً في التظاهرات منذ انطلاقها أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، في ما بات يعتبر أحد أكبر التحديات التي تواجه حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
نساء ميانمار
في ميانمار المجاورة، الدولة التي تشهد توتراً منذ أن أطاح الجيش بالسلطة المدنية الشهر الماضي، وقفت نساء بفخر على خط المواجهة في الاحتجاجات المناهضة للانقلاب، لكنهن أعربن عن أسفهن لاستمرار التمييز.
بعضهن لوحن باللباس التقليدي خلال تظاهرة في منطقة سانشونغ في العاصمة التجارية للبلاد رانغون، حيث يتصادم المتظاهرون بانتظام مع السلطات في الشوارع.
وفي مختلف أنحاء البلاد، ردت الشرطة والجيش على المتظاهرين بقمع وحشي للتظاهرات، إذ قُتل أكثر من 50 شخصاً واعتُقل نحو 1800 شخص.
وقالت كورا وهي متظاهرة في الـ 33 من العمر، إن "القضية سياسية لنا جميعاً رجالاً ونساء". وأضافت، "بشكل عام يبدو أن القيادة للرجال فقط، وفي هذه الانتفاضة خرجت النساء إلى الشوارع وتقدمن الاحتجاجات".
باكستان والفيليبين
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
نُظمت مسيرات أيضاً في باكستان المحافظة جداً، من مدينة لاهور إلى إقليم بالوشستان قرب الحدود مع أفغانستان وإيران، وتجمع المئات كذلك في عاصمة الفيليبين مانيلا، للتظاهر احتجاجاً على قتل ناشطين عدة الأحد.
وجاب المتظاهرون، ومعظمهم من أعضاء الجمعية النسائية "غابرييلا"، شوارع العاصمة قرب القصر الرئاسي، ونظموا تجمعاً لانتقاد جهود الحكومة خلال إدارة أزمة وباء فيروس كورونا وكذلك القمع الدموي.
والأحد، قُتل تسعة أشخاص في سلسلة عمليات دهم قامت بها قوات الأمن، واستهدفت أشخاصاً يُشتبه في أنهم متمردون شيوعيون، وقالت مجموعات يسارية إن الذين قتلوا كانوا ناشطين عزل.
وقالت النائب ساره إيلاجو لوكالة الصحافة الفرنسية في موقع التظاهرة، إنه ليس من السهل على النساء أن يفرضن أنفسهن في المعترك السياسي. وأضافت أن "كوفيد-19" زاد من عدم المساواة، وهذا أثّر أيضاً في الطريقة التي تنظم فيها النساء أنفسهن". وتابعت، "لقد أصبح أمراً أكثر صعوبة الآن لأنهن يتعرضن لهجمات لمجرد رفع الصوت".
النساء الجزائريات في الشارع
أما في الجزائر، فتظاهرت مئات النسوة، الإثنين، في العاصمة للمطالبة بإلغاء قانون الأسرة بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمرأة، ولكن أيضاً استمراراً لتظاهرات الحراك المعارض الذي استعاد نشاطه.
وبدأت مسيرة النساء من شارع ديدوش مراد، أكبر شوارع وسط العاصمة، مع حمل لافتة كُتب عليها، "8 مارس 2021: خرجنا من أجل التغيير لا من أجل الاحتفال"، وسرن نحو ساحة البريد المركزي حيث تُقام تجمعات الحراك.
ونددت المتظاهرات بقانون الأسرة (قانون الأحوال الشخصية) الذي يجعل منهن "قاصرات مدى الحياة"، بحسب المناضلات من أجل حقوق المرأة، وحملن لافتات كُتب عليها، "إلغاء قانون الأسرة" و"المساواة بين الرجل والمرأة".
كذلك نددت المتظاهرات بالعنف ضد المرأة من خلال رفع صور لنساء تعرضن للقتل من أزواجهن، ورفعت المتظاهرات أيضاً شعارات رافضة للتعديل المقترح على قانون الجنسية، بحيث يسمح بنزع الجنسية من كل جزائري مقيم في الخارج ويقوم بأعمال "ضد المصلحة العليا للدولة".
وأنشدت النساء، "ماتخوفوناش (لا تخيفوننا) بالجنسية نحن تربينا على الوطنية".
وأثارت مبادرة وزير العدل باقتراح نزع الجنسية عن الجزائريين في الخارج سخط المعارضين والناشطين في الحراك الذين رأوا فيه وسيلة للضغط عليهم.
إلى جانب ذلك، رفعت مسيرة النساء الشعارات المعتادة للحراك، مثل "دولة مدنية وليس عسكرية"، و"تبون (الرئيس عبدالمجيد) مزوّر جاء به العسكر".
وانتهت المسيرة بمناوشات بسيطة مع الشرطة التي طلبت من المتظاهرات تفريق التجمع ومغادرة وسط المدينة، لعودة حركة المرور.
إسبانيا
أوروبياً، حُظرت تظاهرات الثامن من مارس في مدريد، التي كانت تجمع عادة مئات آلاف الأشخاص بسبب الوضع الصحي، لكنها نُظمت في مدن إسبانية أخرى.
وعلى الرغم من الوباء، جرت تظاهرات في برشلونة وإشبيلية وفالنسيا وعشرات المدن الأخرى بألوان البنفسجي التي ترمز إلى نضال المرأة، لكن التظاهرة الكبرى التي عادة تشهد مسيرات ضخمة في العاصمة الإسبانية حظرها ممثل الحكومة خشية زيادة انتشار فيروس كورونا، لكن عشرات الأشخاص تحدوا الحظر الإثنين، ونزلوا إلى ساحة بويرتا ديل سول الشهيرة.
من جانب آخر، تم رش عدد من الجداريات التي تكرم النساء بالطلاء أو تم تخريبها ليل الأحد الإثنين في مدن عدة، بينها مدريد مع كتابات مثل "أوقفوا نازية المرأة"، و"العنف ليس له جنس" و"نحن أحرار".
وقال رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، خلال حفل أقيم في وزارة المساواة، "لا يزال أمامنا كثير من العمل من أجل وقف الأحكام المسبقة التي لا تزال قائمة"، مضيفاً أنه "إذا كان هناك شيء واحد لا يمكننا أن نخيب آماله فهو نضال المرأة، وما هو على المحك هنا هو التقدم وأخلاقيات بلادنا والنمو الاقتصادي".
وفي إشارة إلى الإغلاق في البلاد وتداعياته، تحدث سانشيز عن "حال جديدة من العنف ضد المرأة" وقعت الإثنين، وهي حالة امرأة طعنها زوجها السابق مما تسبب بإصابتها بجروح بالغة في فالنسيا شرق البلاد، وأكد أنه سيتم اعتماد مشروع قانون قريباً يُعرف باسم "فقط نعم هي نعم"، وهو نص يتعلق بالعنف الجنسي يدخل مفهوم الموافقة الصريحة.
ومنذ العام 2003، عندما بدأ إحصاء حالات قتل النساء في إسبانيا، قتلت 1082 امرأة في البلاد على يد أزواجهن الحاليين أو السابقين، بما في ذلك 45 في العام 2020، وأربع منذ بداية العام الحالي.