سينشئ جيش المملكة المتحدة لواءً خاصاً بالعمليات في الخارج، حيث تسعى "بريطانيا العالمية" لوضع بصمة عسكرية أوسع مع حلفاء جدد وتقليديين خارج أوروبا.
وستشكل هذه الكتيبة العسكرية القوة الجديدة التي ستنخرط في القتال، بالإضافة إلى تنفيذ تدريبات في إطار توقيع سلسلة من الاتفاقات الدفاعية وإنشاء عدة قواعد دولية.
يأتي هذا الإعلان قبل الإفصاح المتوقع يوم الاثنين عن ورقة السياسة العامة للقيادة التي ستتضمن تفاصيل عن إعادة الهيكلة العسكرية بعد المراجعة المتكاملة لسياسات الدفاع والأمن والعلاقات الدولية. وتشير المراجعة أنه كجزء من توسيع آفاق بريطانيا بعد بريكست، سيتم نشر القوات بشكل مستمر ولفترات أطول في الخارج.
وستكون هذه الكتيبة، المكونة من ألف عنصر موزعين على أربع كتائب، من المستوى الثاني للقوات الخاصة. وستدعم الوحدات الخاصة المعروفة بـ"أس إي أس" (المتخصصة في محاربة الإرهاب، وتحرير الرهائن وعمليات الاستطلاع السرية)، ووحدات القوارب الخاصة " أس بي أس" (المتخصصة في العمليات البحرية السرية). وسوف تنتشر الكتيبة الجديدة في "أكثر المناطق المتنازع عليها".
ومن البلدان التي قد تنشط فيها هذه الكتيبة، الصومال، التي تخوض حرباً ضد حركة "الشباب". لكن يُحتمل أن تتعاون مع ميليشيات حليفة، مثل قوات البشمركة الكردية في الصراع ضد "داعش".
وسوف تسلط خريطة الطريق العسكرية الضوء على انتقال كبير نحو الفضاء السيبراني، سواء من ناحية الهجوم أم الدفاع، واستخدام الطائرات المسيرة الفتاكة. ويُتوقع في الوقت نفسه تقليص حجم الجيش.
وفي هذا الصدد، أصر كبار القادة والوزراء على أن هذه الاقتطاعات لن تؤثر سلباً على القوات المسلحة. وقال الجنرال السير نيك كارتر، رئيس القوات المسلحة، إنه "بدل الاهتمام بالحجم والشكل، فمن الأفضل التركيز على درجة الفتك والأهمية والمقاومة والجهوزية التي يتمتع بها جيشنا وقواتنا المسلحة". فيما شدد وزير الدفاع بين والاس على أن "الوقت قد حان للانتقال بعيداً عن لعبة الأرقام".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقد استعرضت قوات البحرية الملكية بعض الأسلحة التكنولوجية المتطورة التي ستستخدمها القوات الخاصة وغيرها من الوحدات خلال تمرين محاكاة القتال في معسكر بوفينغتون في دورسيت.
وتضمنت تطبيقاً اسمه أتاك (Atak) يمكنه زيادة فعالية القوات في القتال بشكل كبير جداً. وقال دان تشيزمان، كبير مسؤولي التكنولوجيا في قوات البحرية الملكية إنه خلال تمرين أجري أخيراً في كاليفورنيا، تفوق 100 عنصر من المارينز البريطانيين على 1500 عنصر من المارينز الأميركيين بعد تزويدهم بهذا التطبيق. كما أضاف أن الطائرة المسيرة "ديفيند تيكس" (DefendTex) التي توصل المتفجرات كانت بمثابة "قنبلة يدوية طائرة لديها قدرة المناورة ذاتها التي تمتعت بها طائرة التجسس في قصة هاري بوتر".
وقال قائد القوات الملكية الجوية المارشال مايك ويغستون، إنه مع زيادة استخدام الطائرات الموجهة، من الممكن جداً أن يسيّر 80 في المئة من الطائرات الحربية دون اللجوء إلى طيار، في تنفيذ عمليات وذلك مع حلول العام 2040.
ومن جهته، اعتبر الجنرال السير باتريك سوندرز، قائد قيادة الضربات الجوية في المملكة المتحدة أن تصور السياسة الأمنية والخارجية المستقبلي الذي عرضته الحكومة يعني أنه من الضروري مواجهة صراعات "المنطقة الرمادية" غير التقليدية بما في ذلك الجبهة الأمامية الجديدة في الفضاء.
وقال الجنرال سوندرز "علينا أيضاً أن نكون على استعداد لمواجهة الأعداء والخصوم في هذه المنطقة الرمادية التي نخسر فيها المبادرة وأفضليتنا الاستراتيجية".
"لذلك سوف ترون السفن والجنود والطائرات المنتشرة حول العالم. ومن ناحية أخرى، هناك الأشياء التي لا يمكنكم رؤيتها سواء في الفضاء أو في العالم السيبراني، والتي ستؤدي دوراً فعالاً كذلك".
© The Independent