وصف أحد المستشارين العلميين الحكوميين القرار الذي اتخذته فرنسا بقصر لقاح "أسترازينيكا" على الأشخاص البالغين من العمر 55 سنة فأكثر، بأنه "ضرب من الجنون الكامل".
وبعد أسبوع أُثِيرت فيه أسئلة على نطاق واسع حول أمان اللقاح وسط تقارير عن تجلط الدم لدى بعض المتلقين، أصر مسؤولو الصحة في مختلف أنحاء القارة على أن منافع اللقاح في منع كوفيد-19 تفوق المخاطر المرتبطة به كلها.
واستنتجت الجهة المنظمة للعقاقير في كل من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي الخميس أن لقاح "أوكسفورد-أسترازينيكا" آمن ويمكن الاستمرار في استخدامه لتطعيم الناس.
وعلى الرغم من أن فرنسا بدأت منذ ذلك الوقت باستعماله، بعدما كانت واحدة من 15 دولة توقفت عن طرحه مع إجراء تحقيقات في جلطات الدم، فقد أفادت بأن اللقاح لا ينبغي أن يُعطَى إلى أشخاص تقل أعمارهم عن 55 سنة.
وبررت هيئة الصحة الوطنية الفرنسية القرار بالإشارة إلى أن المرضى الفرنسيين الثلاثة الذين عانوا من جلطات في الدم بعد تلقيهم اللقاح كانوا دون سن الـ55، بعدما أشارت في وقت سابق إلى أن اللقاح غير مناسب للمسنين.
وحذّر الأستاذ السير جون بل، وهو عضو في فريق العمل الخاص باللقاحات في المملكة المتحدة، من أن النصيحة المتغيرة تقوّض الثقة ببرنامج التلقيح بالكامل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال لبرنامج "توداي": "هذا ليس منطقياً بأي حال من الأحوال. يبدو أن الأمر برمّته ضرب من الجنون الكامل. فهم الآن يغيرون القواعد كل أسبوع تقريباً. ويلحقون ضرراً حقاً بثقة الناس باللقاحات في شكل عام – وليس فقط لقاح أسترازينيكا."
"ولديهم مخزون هائل من الجرعات التي لم تُطرَح بعد، وفي الوقت ذاته، أصابتهم موجة هائلة من الفيروسات المتغيرة الجديدة في مختلف أنحاء البلاد. لا يمكن التعويض عن الضرر".
"إذا برزت مشكلات مرتبطة باللقاحات – أنا لا أقول إن هناك مشكلات، لكن إذا كانت موجودة – تكون عند مستوى بالغ الضآلة مقارنة بتلك التي يواجهها المرء إذا أُصِيب بالمرض. فإذا أراد أن يموت بجلطة، عليه أن يُصَاب بكوفيد".
جاء ذلك بعدما قال وزير الصحة مات هانكوك إن نصف البالغين في المملكة المتحدة تلقّوا جرعتهم الأولى من أحد لقاحات كوفيد-19.
وأوردت بيانات حكومية حتى 19 مارس (آذار) أن 26 مليوناً و853 آلاف و407 أشخاص في سن 18 سنة وأكثر – 51 في المئة من البالغين في المملكة المتحدة – تلقّوا الجرعة الأولى من اللقاح.
ومن ناحية أخرى، قالت الرئيسة السابقة لفريق العمل الخاص باللقاحات في المملكة المتحدة كايت بينغهام، إن بعض الزعماء الأوروبيين كانوا "غير مسؤولين على الإطلاق" بسبب نهجهم في تناول لقاح "أوكسفورد-أسترازينيكا".
وأضافت السيدة بينغهام لـ"ديلي تلغراف": "إذا كنتُ في تلك البلدان، لن أكون سعيدة بأن يكون لدي زعماء يعملون لتقويض لقاح قادر على الحماية فعلياً."
"فالبيانات تأتي كل يوم موضحة مدى فاعليته في أوساط الأكبر سناً. فالتردد في قبول اللقاح ليس أمراً مجدياً".
© The Independent