كان الألبوم الذي أصدره جاستن بيبر عام 2020 بعنوان "تشينجيز" (تغييرات) Changes، أبعد ما يكون عن اسمه. يشير العنوان إلى أن نجم البوب المحاصر قد مر بنوع من التجارب الملهمة. في الواقع، كان التسجيل عبارة عن نظرة مترفة لحياته الزوجية التي دخلها المغني حديثاً، لكنه لم يقدم سوى إشارة واهية على نضجه كفنان. إذاً، يا لها من صدمة أن نسمع عن قيامه بمثل هذا التحول بعد 12 شهراً فقط.
في ألبوم "جاستس" Justice، الذي كشف الفنان الشاب عنه قبل أسابيع فقط من التاريخ المقرر لإصداره، نرى بيبر منطلقاً في بحث عميق لدراسة مشاعره تجاه زوجته، هيلي بيبر، وكذلك ماضيه. ولم يرد أي تلميح للشفقة على الذات أو المشاعر المصطنعة. لقد نضج جاستن بيبر.
تعكس موسيقى الأغاني الجديدة هذا النضج المكتشف حديثاً. تم استبدال إيقاعات الهيب هوب الخفيفة والتوليفات المثقلة، بنقرات جيتار غير تقليدية وإيقاع متماسك. يبدو أن بيبر مصمم على تجاوز أنغام "الريذم أند بلوز" الخفيفة وقضاء وقت أطول مع كتاب كلمات الأغاني الكلاسيكية. تغازل أغنية "هولد أون" المنفردة الهادئة الأنغام المنخفضة على نمط أعمال فرقة "فليتوود ماك" لموسيقى الروك وأغنيات الثمانينيات. بينما تتخلل الإيقاعات الراقصة أنغام الغيتار في أغنية "غوست". وفي جزء آخر من الألبوم، تقدم أغنية "أوف ماي فيس" تحية راقية لثنائي موسيقى الروك "سايمن أند غارفانكل" من خلال محاكاة أغنيتهما "مسز روبنسون" في المقطع الذي يقول "أو أو أوووه".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
قام بيبر أيضاً باختيار الأشخاص الذين تعاون معهم في هذا العمل بعناية أكبر. يقدم بيبر عملاً مشتركاً مع مغني الراب الذي انطلق من فلوريدا، دومينيك فايك، في أغنية "داي فور يو" سريعة الانتشار، وأغنية "ذا ويكند" التي كانت ثمرة تعاون موسيقي مع برونو مارس. الأغنية الأبرز في الألبوم "بيتشز" مذهلة، حيث تبدو افتتاحيتها شبيهة بنغمات بيانو غنية متصاعدة قبل أن تصل إلى كامل تألقها مع نقرات جيتار متأنية ودندنات فناني "الريذم أند بلوز" دانييل سيزر وغيفون. تحاكي أغنية "لوف يو ديفرينت" أغنية "بيربس" المشغولة بعناية من ألبومه الصادر عام 2015.
بفضل تمتعه بصوت مرن كهذا، غالباً ما خاطر بيبر بتجريد أغنياته من المشاعر. حدث هذا في ألبوم "تشينجز"، حيث كانت شحنة الرومانسية في أفضل عبارات التصريح عن الحب أشبه بزيارة سريعة لمرحاض عمومي، لكن لا يبدو بعد الآن أن بيبر يغني فقط من أجل الغناء. شهدت أغنية "لونلي" المنفردة تخليه عن دائرة الأمان الخاصة به لينضم إلى أنغام الكيبورد الرنانة. نسمع الحشرجة في صوته عند إعادة الكوبليه، وكأنه يتأمل في الألم الذي عاشه خلال أكثر سنواته اضطراباً في عالم الشهرة. لقد مر أكثر من عام منذ أصدر بيبر أسوأ ألبوم له، لكنه الآن يعود بأفضل إنجاز له حتى الآن.
© The Independent