نفذت الشرطة الإيطالية عملية دهم لأحد مصانع الأدوية خارج العاصمة روما، بحثاً عن لقاحات "أسترازينيكا" المضادة لفيروس "كورونا"، في وقت يستمر فيه الخلاف بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة على موضوع النقص في تسليم اللقاحات.
قوة الدرك الإيطالية التي تطلق عليها تسمية "كارابينيري"، ذكرت لصحيفة "اندبندنت" أن موظفين متخصصين في مجال الأغذية والأدوية شاركوا في مداهمة مصنع "كاتالينت" Catalent للتعبئة والتوضيب في مدينة أنانيي.
وأكد أحد مسؤولي الحكومة الإيطالية أن عمليات الدهم نفذت في نهاية الأسبوع الماضي. وقال إن "المفوضية الأوروبية طلبت مؤخرا من رئيس الوزراء التحقق من بعض كميات اللقاح في مصنع موجود في منطقة أنانيي. وقد أحال رئيس الحكومة الموضوع إلى وزير الصحة الذي أمر بإجراء عمليات تفتيش في نهاية الأسبوع الماضي حيث قامت وحدات من قوات الـ" كارابينيري" بتنفيذها". وأوضح المسؤول أن "دفعات اللقاح التي فحصت كانت معدة للشحن إلى بلجيكا".
صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية أكدت أنه عثر في المصنع على نحو 29 مليون جرعة من اللقاح، علماً أن أحداً لم يتمكن من التحقق من هذا الرقم.
وتمثل هذه الجرعات نحو ضعف كمية الـ16 مليون جرعة التي كانت قد سلمتها شركة الأدوية المصنعة لهذه اللقاحات حتى الآن إلى الاتحاد الأوروبي، والتي تشكل مسألة شائكةً في المفاوضات الحامية التي تجرى بين بروكسل والمملكة المتحدة. وكانت شركة "أسترازينيكا" قد تعرضت لانتقادات وجهتها إليها المفوضية الأوروبية بسبب فشلها لأسابيع في الالتزام بجدولها الزمني في التسليم.
وأفادت تقارير إعلامية إيطالية أن الجرعات كان يفترض أن تصنع على الأرجح في معمل "هاليكس" Halix في مدينة ليدن جنوب هولندا. إلا أن المصنع ما زال ينتظر موافقة "وكالة الأدوية الأوروبية" التي قد تعطى له في وقت قريب لا يتعدى الأسبوع الجاري.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضحت مصادر في الاتحاد الأوروبي لصحيفة "لا ستامبا" أن "اللقاحات كانت سترسل إلى المملكة المتحدة، لكن السلطات الإيطالية قامت بحظرها، بعد البدء بتطبيق قواعد جديدة الشهر الماضي على صادرات اللقاحات.
واستناداً إلى ما تقوله الصحيفة، فإن إيطاليا لم تكن على علم بوجود تلك الجرعات، إلى حين قرر مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون السوق الداخلية تييري بريتون فتح تحقيق في وجهة الجرعات المنتجة في المصنع الهولندي، وأبلغ الشرطة الإيطالية بالموضوع. وأكدت وزارة الصحة الإيطالية أنها تحقق في الحادث.
وكانت "المفوضية الأوروبية" قد كشفت مؤخرا عن قواعد جديدة من شأنها منع تصدير اللقاحات إلى الدول التي يعتقد أنها تحتاج إلى جرعات أقل مما تحتاجه بلدان الاتحاد الأوروبي، إما بسبب انخفاض معدلات الإصابة بالفيروس على أراضيها، أو نتيجة وجود إمدادات محلية كبيرة من اللقاحات لديها.
نائب رئيس "المفوضية الأوروبية " فالديس دومبروفسكيس، أشار إلى أن القارة تواجه "حالة وبائية شديدة الخطورة"، ولم يستبعد احتمال فرض قيود جديدة على المملكة المتحدة.
شركة "أسترازينيكا" أوضحت من جهتها أن معظم الجرعات البالغ عددها 29 مليوناً في مصنع "كاتالنت"، كانت مخصصة لدول الاتحاد الأوروبي، أما الجرعات الباقية، فكانت سترسل إلى الدول الأكثر فقراً في العالم من خلال خطة "كوفاكس" COVAX التي تشارك في قيادتها "منظمة الصحة العالمية".
وأكدت الشركة البريطانية السويدية لصحيفة "اندبندنت" أنه "في الوقت الراهن، لا توجد خطط لتصدير اللقاحات، إلا إلى الدول التي تشملها خطة "كوفاكس". وهناك 13 مليون جرعة تنتظر موافقة هيئة مراقبة الجودة قبل إرسالها إلى "كوفاكس". وأضافت أن كمية الـ16 مليون جرعة المتبقية، ستشحن إلى أوروبا هذا الشهر وفي أبريل (نيسان)، بعد الحصول على موافقة مراقبة الجودة.
إشارة، أخيرة، إلى أن شركة "كاتالينت" لم تجب على الفور على طلب من الصحيفة بالتعليق على الموضوع.
© The Independent