مجدداً، عاد الحديث عن منظومة السكك الحديدية في مصر بعد الحادث المؤسف الذي وقع في محافظة سوهاج (جنوب مصر)، مع خروج قطارين عن القضبان.
ومنذ تعيين الفريق كامل الوزير وزيراً للنقل خلال عام 2019 على خلفية حادث مماثل وقع في محطة مصر وسط العاصمة، بدأت الوزارة خطة تطوير شاملة، لكن يبدو أن الأزمة أكبر من أن يواجهها "الوزير" الذي يلقب في مصر بـ"رجل المهمات الصعبة".
وبداية العام الحالي، وأمام مجلس النواب المصري، قال "الوزير"، إنه تم تنظيم تطبيق منظومة النقل الذكي، وتم التخطيط لاستخدامها على 21 طريقاً من خلال شركة وطنية مصرية. وعن مشروعات السكك الحديدية، أوضح أنه تم وضع خطة للنهوض بمنظومة السكك الحديدية وإنشاء شبكة للخطوط الكهربائية وربطهما معا، حيث إن تطوير السكة الحديدية الحالية سيكلف 220 مليار جنيه (14.057 مليار دولار) من خلال تطوير الخطوط والإشارات والمزلقانات والورش والجرارات والعربات والعامل البشري.
ولفت إلى أن الربط مع دول الجوار أصبح في الظروف الحالية وما يحدث في المحيط الإقليمي ضرورة، وتم البدء بطريق "كيب تاون" المار بـ 9 دول أفريقية، والطريق الدولي الساحلي من السلوم حتى بني غازي، وإنشاء طريق مصر تشاد مروراً بليبيا. وكشف عن أن الأمر يسير نحو تطوير خطوط السكك الحديدية القديمة، ازدواج ووصلات جديدة وإشارات وعمل موانئ جافة وربطها من خلال وصلات جديدة بالشبكة الحالية.
خسائر وديون ثقيلة
وتبرر الحكومة المصرية عدم صيانة المحطات والقطارات بعدم وجود أسعار تذاكر عادلة، لكن في الفترة الأخيرة تمت زيادة أسعار تذاكر جميع المواصلات التابعة لهيئة السكك الحديدية في مصر وبنسب كبيرة.
وتناول مجتمع الـ"سوشيال ميديا" أحاديث سابقة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال جلسة "اسأل الرئيس" ضمن فعاليات مؤتمر الشباب الوطني السادس في جامعة القاهرة، حينما قال إنه بحلول عام 2020 سيتم الانتهاء من تطوير منظومة السكك الحديدية في مصر.
وفق التقديرات الرسمية، فقد بلغ إجمالي الديون على هيئة السكة الحديد نحو 250 مليار جنيه (15.974 مليار دولار)، حيث تدين الهيئة للبنك المركزي المصري بنحو 100 مليار جنيه (6.389 مليار دولار)، كما تدين بنحو 150 مليار جنيه (9.575 مليار دولار) قروض من موازنة الدولة لصالح المشروعات التي تنفذها الوزارة في الوقت الحالي.
عشرات الحوادث منذ عام 1993
لكن سلسلة حوادث القطارات في مصر لا تنتهي، فمنذ عام 1993 وحتى العام الحالي، وقعت عشرات الحوادث وكانت الخسائر مادية وبشرية كبيرة. وعلى الرغم من إنفاق الحكومة عشرات المليارات على خطط التطوير، لكن ما زالت المشكلات قائمة والحوادث تتكرر بشكل دوري.
كانت البداية من ديسمبر (كانون الأول) عام 1993، حيث تصادم قطاران على بعد 90 كيلومتراً شمال محافظة القاهرة. وعقب ذلك بعامين وتحديداً في ديسمبر من عام 1995 تصادم قطار بآخر، ونتج عن الحادث مقتل 75 راكباً بينما أصيب مئات آخرون، وأكدت التحقيقات وقتها أن المسؤولية تقع على سائق القطار الذي تجاوز السرعة المسموح بها على الرغم من وجود ضباب كثيف، ما لم يمكنه من اتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي فبراير (شباط) عام 1997 شهدت محافظة أسوان حادثاً نتج من خلل بشرى وفي الإشارات، وتسبب في وقوع تصادم بين قطارين شمال مدينة أسوان ما أدى إلى مقتل 11 شخصاً في الأقل وعدد من الإصابات.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) عام 1998 اصطدم قطار بالقرب من محافظة الإسكندرية بمصدة أسمنتية ضخمة، ما أدى إلى اندفاعها نحو الموجودين بالقرب من المكان، وخروج القطار نحو سوق مزدحمة بالبائعين المتجولين. ونجم من الحادث مقتل 50 شخصاً وإصابة أكثر من 80 معظمهم ممن كانوا في السوق أو من الذين اصطدمت بهم المصدة الأسمنتية. وأرجعت التحقيقات الحادث إلى عبث أحد الركاب المخالفين بفرامل الهواء في القطار.
وفي أبريل (نيسان) من عام 1999 أدى تصادم قطارين من قطارات الركاب إلى مقتل 10 من ركاب القطار وإصابة أكثر من 50 آخرين. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 1999 اصطدم قطار متجه من القاهرة إلى الإسكندرية بشاحنة نقل وخرج عن القضبان متجهاً إلى الأراضي الزراعية ما أسفر عن وقوع 10 قتلى وإصابة 7 آخرين كانت حالاتهم خطرة.
الحادث الأبشع في تاريخ مصر
فيما شهدت مدينة العياط جنوب العاصمة المصرية، خلال عام 2002 أبشع حوادث القطارات، حينما اشتعلت النيران في أحد القطارات المتجهة جنوباً إلى الصعيد، وانتهى الحادث بوفاة أكثر من 350 راكباً بعد استمرار سير القطار مشتعلاً لمسافة تتجاوز تسعة كيلو مترات.
وفي فبراير من عام 2006 اصطدم قطاران بالقرب من محافظة الإسكندرية، ما تسبب في إصابة نحو 20 شخصاً. وفي مايو (أيار) من العام نفسه اصطدم قطار شحن بآخر في إحدى محطات محافظة الشرقية، ما أدى إلى إصابة 45 شخصاً. وفي أغسطس (آب) من العام نفسه، اصطدم قطاران أحدهما متجه من مدينة المنصورة إلى القاهرة، والآخر من مدينة بنها على الاتجاه ذاته. واختلفت المصادر في تحديد عدد القتلى. وذكر مصدر أمني حينها أن الحادث أودى بحياة 80 شخصاً وخلّف أكثر من 163 مصاباً، بينما قالت البيانات الرسمية إن 51 لقوا حتفهم، في حين ارتفع العدد في بعض وسائل الإعلام إلى 65 قتيلاً.
وفي يوليو (تموز) من عام 2007 اصطدام قطاران شمال مدينة القاهرة، وراح ضحية الحادث 58 شخصاً، كما جرح أكثر من 140 آخرين. وفي أكتوبر 2009 تصادم قطاران في مدينة العياط وقتل في الحادث نحو 30 شخصاً. وكان الحادث قد وقع عندما تعطل القطار الأول وجاء الثاني ليصطدم به من الخلف وهو متوقف، ما أدى إلى انقلاب أربع عربات من الأول.
وفي نوفمبر من عام 2012 تصادم قطاران في محافظة الفيوم (جنوب مصر)، وقتل في الحادث أربعة مواطنين وجرح العشرات، وكان التصادم بين قطار متجه إلى الإسكندرية وآخر إلى الفيوم، ولم يكشف عن سبب الحادث. عقب هذا الحادث بأيام.
3 حوادث في 2013
وفى 15 يناير (كانون الثاني) 2013، شهدت مصر واحداً من أسوأ حوادث القطارات في تاريخها عندما اصطدمت العربة الأخيرة من أحد القطارات وكان فيها جنود الأمن المركزي، بقطار بضائع متوقف عند محطة البدرشين جنوب الجيزة، لتقع العربة على القضبان. واستمر القطار في جر العربة المحملة بالجنود نحو كيلومتر، ما أسفر عن مصرع 18 مجنداً من قوات الأمن المركزي، وإصابة 120 آخرين.
وفي بداية 2013 وقع حادث تصادم مع قطار في مدينة البدرشين جنوب العاصمة، ولقي 17 مجنداً مصرعهم بينما أصيب أكثر من 100 راكب بجروح. وفى 17 نوفمبر 2013، اصطدم قطار بحافلة أطفال أثناء عبورها مزلقان المندرة في مركز منفلوط بمحافظة أسيوط (جنوب مصر)، ما أدى إلى وفاة 49 طفلاً وإصابة 13 آخرين، ووقع الحادث نتيجة عدم غلق المزلقان. وفي نوفمبر 2013 تصادم قطار مع سيارتين وأودى الحادث بحياة أكثر من 27 شخصاً وجرح أكثر من 30 مواطناً.
وفي أغسطس 2017 وقع حادث تصادم بين قطارين، وانتهى الحادث بمصرع 41 شخصاً بينما أصيب أكثر من 132 بجروح. في الشهر نفسه اصطدم قطار كان متجهاً إلى محافظة مطروح بسيارة ملاكي، وتسبب الحادث في مصرع سائق السيارة الملاكي وإصابة شخصين آخرين.
وفي مارس (آذار) 2018، شهدت محافظة البحيرة حادث قطار راح ضحيته نحو 12 قتيلاً و39 مصاباً. فيما يرجع حادث حريق محطة مصر (وسط القاهرة) إلى 27 فبراير 2019، عقب تصادم جرار وردية برصيف محطة مصر. وأدى الحادث وهو من بين الأسوأ في تاريخ السكك الحديدية في مصر إلى انفجار الجرار. وتسببت الكارثة في وفاة 20 مصرياً، وإصابة 40 آخرين.