أعلنت الصين، السبت، فرض عقوبات على ثلاث شخصيات وكيان واحد من كندا والولايات المتحدة، رداً على قيود فرضها البلدان في وقت سابق هذا الأسبوع على خلفية تعامل بكين مع أقلية الإيغور.
وقالت وزارة الخارجية الصينية، إن عضوين من اللجنة الأميركية للحريات الدينية الدولية، هما غايل مانشتين وتوني بيركنز، إضافة إلى النائب البرلماني الكندي مايكل تشونغ واللجنة البرلمانية الكندية لحقوق الإنسان، صاروا ممنوعين من دخول البر الصيني الرئيس وماكاو وهونغ كونغ.
كما فرضت بكين عقوبات على اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان الدولية التابعة للجنة الدائمة للشؤون الخارجية والتنمية الدولية، المكونة من ثمانية أعضاء، وكانت قد قدمت تقريراً في مارس (آذار) الحالي خلُص إلى ارتكاب فظائع في شينجيانغ تشكل جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية.
وقالت الوزارة "الحكومة الصينية عازمة بحزم على صيانة سيادتها الوطنية وأمنها ومصالحها التنموية وتدعو الأطراف المعنية إلى تفهم الوضع بوضوح وأن تصلح أخطاءها".
وأضافت "لا بد من أن يكفوا عن الاستغلال السياسي للمسائل المتصلة بشينجيانغ، وأن يتوقفوا عن التدخل في الشؤون الداخلية للصين بجميع أشكاله، وأن يمتنعوا عن مواصلة السير في الطريق الخاطئ، وخلاف ذلك ستحترق أصابعهم".
في المقابل، حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، السبت، من أن العقوبات التي فرضتها الصين على مسؤولين أميركيين اثنين على خلفية ممارسات بكين بحق أقلية الإيغور "لا أساس لها"، معتبراً أنها لن تؤدي إلا إلى مزيد من التدقيق في "الإبادة الجماعية" في شينجيانغ.
وقال بلينكن في بيان إن "محاولات بكين تخويف هؤلاء الذين يرفعون الصوت حول حقوق الإنسان والحريات الأساسية وإسكاتهم تسهم في زيادة التدقيق الدولي في الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في شينجيانغ".
واعتبر رئيس وزراء كندا جاستن ترودو، السبت، العقوبات التي فرضتها الصين "إجراءات غير مقبولة".
وأضاف "سنواصل الدفاع عن حقوق الإنسان حول العالم مع شركائنا الدوليين".
عقوبات غربية على الصين
وهذا الأسبوع، فرض الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكندا والولايات المتحدة عقوبات على عدد من المسؤولين السياسيين والاقتصاديين في شينجيانغ، في تحرك منسق على خلفية تقارير عن حصول انتهاكات لحقوق الإنسان، ما استدعى رداً انتقامياً من بكين التي فرضت عقوبات على شخصيات أوروبية وبريطانية.
واتهمت الخارجية الصينية السبت الولايات المتحدة وكندا بفرض عقوبات "بناء على شائعات ومعلومات مضللة".
وأضافت أن الكيان والشخصيات التي تشملها العقوبات التي صارت ممنوعة أيضاً من القيام بأنشطة تجارية مع مواطنين أو مؤسسات صينيّة.
قطاع الموضة
وهذا الأسبوع اتسع نطاق المواجهة ليشمل قطاع الموضة حيث عاد التداول على شبكة التواصل الاجتماعي الصينية "ويبو" بإعلان شركات عدة العام الماضي مقاطعتها قطن إقليم شينجيانغ، ما أجج الجدل.
والجمعة، نددت الولايات المتحدة بمعاودة التداول بإعلان شركات كبرى على غرار "أتش أند أم" السويدية و"نايكي" الأميركية و"أديداس" الألمانية و"يونيكلو" اليابانية، مقاطعة قطن شينجيانغ معتبرة أن توقيت هذا الأمر خطوة صينية مدروسة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جالينا بورتر إن "الولايات المتحدة تدين حملة جمهورية الصين الشعبية...عبر شبكات التواصل الاجتماعي ومقاطعة الشركات والمستهلكين لشركات بينها مؤسسات تجارية أميركية وأوروبية ويابانية".
وانخرط في الجدل مشاهير صينيون وشركات تكنولوجية صينية، بالانسحاب من شراكات مع مؤسسات تجارية على غرار "نايكي" و"أتش أند أم" و"أديداس" و"بوربري" و"كالفن كلاين".
"شأن داخلي"
وتصر بكين على أن الأوضاع في شينيجانغ "شأن داخلي"، وهي أعلنت الجمعة، فرض عقوبات على تسعة بريطانيين وأربعة كيانات اتهمتهم بنشر الأكاذيب والأضاليل" حول المعاملة التي يلقاها أبناء أقلية الإيغور.
ويُحتجز مليون على الأقل من أبناء أقلية الإيغور وجاليات مسلمة بغالبيتها داخل معسكرات في إقليم شينجيانغ الواقع في شمال غربي الصين، وفق منظمات حقوقية تتهم أيضاً بكين بتعقيم نساء قسراً وفرض العمل القسري.
وتنفي الصين بشدة هذا الأمر وتقول إن هذه المعسكرات هي "مراكز تدريب مهني" تهدف إلى إبعاد السكان عن التطرف الديني والنزعات الانفصالية بعد ارتكاب أفراد من الإيغور العديد من الاعتداءات الدامية ضد مدنيين.
وسبق أن فرضت بكين عقوبات على نحو 30 مسؤولاً سابقاً في إدارة دونالد ترمب بينهم وزير الخارجية مايك بومبيو.
"هواوي" وكندا
في الأثناء تدهورت العلاقات الكندية الصينية إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، على خلفية محاكمة كنديين في الصين هذا الأسبوع.
وتأتي محاكمتهما مع دخول جلسات الاستماع للمسؤولة المالية في شركة "هواوي" الصينية العملاقة مينغ وانتشو، التي تعيش في الإقامة الجبرية في فانكوفر منذ توقيفها نهاية 2018، في قضية ترحيلها إلى الولايات المتحدة مراحلها النهائية، حيث يتوقع أن تختتم منتصف مايو (أيار).
ووصف وزير الخارجية الكندي مارك غارنو، السبت، الصين بأنها تتصرف مثل "التلميذ العدائي" في ملعب المدرسة الذي لن يغير سلوكه إلا بعد اعتماد الحزم معه.