دعا تقرير لمنظمة الصحة العالمية في شأن منشأ "كوفيد-19" إلى إجراء دراسات جديدة في الصين وأماكن أخرى، لتحديد الحيوان الوسيط الذي نقل الفيروس إلى البشر، في حين واصلت إنجلترا الإثنين رفع القيود في ظل تواصل تفشي الوباء في بقية أوروبا.
وجاء التقرير بعد 15 شهراً من ظهور أولى الإصابات بـ "كوفيد-19" في مدينة ووهان، ومذاك أوقعت الجائحة أكثر من 2.78 مليون وفاة حول العالم، وألحقت ضرراً بالغاً بالاقتصاد الدولي.
واعتبر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، الإثنين، أن الفرضيات حول منشأ جائحة "كوفيد-19" تبقى مفتوحة، وتحتاج إلى مزيد من الدرس. وقال خلال مؤتمر صحافي في جنيف، إن "جميع الافتراضات مطروحة على الطاولة، وتستحق مزيداً من الدرس الشامل بناء على ما رأيته حتى الآن". وأوضح أدهانوم غيبرييسوس أن التقرير سينشر الثلاثاء.
وشارك 17 خبيراً صينياً وعدد مماثل من الخبراء الدوليين في بعثة ووهان بين 14 يناير (كانون الثاني) و10 فبراير (شباط)، بعد أكثر من عام على إعلان أول إصابات نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2019، وفق التقرير الذي حصلت وكالة الصحافة الفرنسية على نسخة منه، الإثنين.
ورجح الخبراء أن أولى الإصابات جرت في وقت سابق بين منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) وبداية ديسمبر (كانون الأول)، وأكدوا أنه لم يكن ممكناً التوصل إلى خلاصة نهائية حول دور سوق ووهان، أو كيف وصل الفيروس إليه. واعتبرت عضو البعثة عالمة الفيروسات الهولندية ماريون كوبمانس في تغريدة، الإثنين، أن التقرير "بداية جيدة".
والتقرير وإن لم يحل لغز منشأ "سارس كوف-2"، الفيروس المسبب لـ "كوفيد-19"، فهو يشدد على ضرورة إجراء تحقيقات أخرى تشمل نطاقا جغرافيا أوسع في الصين وخارجها، ويعتبر أن فرضية انتقال الفيروس إلى الإنسان عبر حيوان وسيط "محتملة إلى محتملة جداً"، مقابل "استبعاد تام" لفرضية تسرّب الفيروس من مختبر جراء حادثة. ويؤكد الاستنتاجات الأولية التي قدّمها الخبراء في التاسع من فبراير (شباط) بالمدينة الصينية التي ظهر فيها الفيروس للمرة الأولى، ولن تحول استنتاجات التقرير من دون تجدد الاتهامات لمنظمة الصحة العالمية باسترضاء الصين، ويقول مراقبون إن الخبراء لم يكن لديهم المجال الكافي للعمل بحرية خلال فترة الأسابيع الأربعة لإقامتهم في ووهان.
ويرجّح الخبراء النظرية العامة للانتقال الطبيعي للفيروس من مصدره الحيواني وهو على الأرجح الخفافيش، إلى الإنسان عبر حيوان وسيط لم يتم تحديده بعد، ويعتبر التقرير أن فرضية الانتقال المباشر من الحيوان المصدر (أو الخزان) إلى الإنسان "ممكنة إلى مرجّحة، ولم يستبعد الخبراء نظرية الانتقال عبر اللحوم المجلدة، وهي النظرية التي ترجحها بكين، معتبرين أن هذا السيناريو "ممكن". ويوصي بمواصلة الدراسات على قاعدة هذه الفرضيات الثلاث، ويستبعد في المقابل إمكان أن يكون الفيروس انتقل إلى الإنسان جراء حادثة في مختبر.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب اتّهمت معهد ووهان للفيروسات الذي يجري أبحاثاً حول مسببات أمراض خطرة، بالتسبب بتسريب الفيروس عمداً أو عن غير عمد.
وفي التقرير، أشار الخبراء إلى أنهم لم يدرسوا فرضية التسريب العمد، واعتبروا أن التسرب جراء حادثة مختبر "مستبعد تماماً". وخلصوا في تقريرهم إلى أن دراسات سلسلة الإمداد لسوق هوانان وغيرها من أسواق ووهان، لم تؤد إلى إيجاد "أدلة على وجود حيوانات مصابة، لكن تحليل سلاسل الإمداد وفر معلومات" مجدية لدراسات لاحقة محددة الأهداف، خصوصاً في مناطق مجاورة.
ويدعو الخبراء إلى "عدم إهمال المنتجات الحيوانية المصدر القادمة من مناطق تقع خارج نطاق جنوب شرق آسيا". ويوصي التقرير بإجراء تحقيقات "في مناطق أوسع نطاقاً وفي عدد أكبر من البلدان"، وشددت منظمة الصحة على ضرورة التحلي بالصبر من أجل الوصول إلى أجوبة على التساؤلات المطروحة، وأنشئت البعثة بموجب قرار تبناه أعضاء منظمة الصحة العامة في 19 مايو (أيار) 2020، كلف الخبراء "تحديد المنشأ الحيواني للفيروس وطريق انتقاله إلى الإنسان عبر مهمات علمية وتنسيق ميداني".
بريطانيا ترفع الإغلاق بحذر
وعلى الرغم من تواصل ارتفاع أعداد الإصابات، لا سيما مع انتشار نسخ الفيروس المتحورة، تختلف درجة صرامة القيود التي تفرضها الدول، فإنجلترا التي تضررت بشدة من الجائحة، بدأت الإثنين المرحلة الثانية من خطتها التدريجية لرفع الإغلاق، حيث سمحت باللقاءات والرياضة في الفضاءات الخارجية، لكنها دعت إلى اليقظة في ظل وجود نسخ متحورة جديدة.
وفي طرف آخر من العالم، أعلن منظمو الألعاب الأولمبية في طوكيو عن تدابير صحية يفترض أن تسمح بتنظيم عمليات "محاكاة" نهاية الأسبوع، تعتبر الأولى منذ إرجاء الفعالية إلى صيف 2021 بين 23 يوليو (تموز) و8 أغسطس (آب).
روسيا ومساعي التطعيم
روسيا، التي تعد من بين البلدان الأكثر تضرراً من جائحة كورونا، سجلت 8711 إصابة جديدة بفيروس كورونا، اليوم الاثنين، بينها 1612 حالة في العاصمة موسكو، ما يرفع إجمالي الإصابات لديها منذ بداية الجائحة إلى أربعة ملايين و528543. وقال فريق العمل الحكومي المعني بمكافحة فيروس كورونا، إن 293 شخصاً توفوا جراء الإصابة بالفيروس خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليبلغ الإجمالي 98033 وفاة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد دعا المواطنين، أمس، إلى التطعيم ضد فيروس كورونا، مع ارتفاع مستويات التشكيك باللقاح بين السكان الروس وبطء حملة التلقيح الوطنية في البلاد. وفي حديث إلى قناة "روسيا واحد"، التي يسيطر عليها الكرملين، توجه بوتين الذي أخذ اللقاح قبل أيام قليلة إلى الروس بالقول، إن التطعيم ليس حاجة فحسب، بل هو "ضروري".
وأضاف وفق ما نقلت وكالات الأنباء عنه قوله للقناة التلفزيونية "إذا أراد شخص أن يشعر بالثقة ولا يريد أن يصاب بالمرض ويعاني مضاعفات خطيرة بعد المرض، عندها من الأفضل أخذ اللقاح بالطبع".
وتلقى الرئيس البالغ 68 عاماً جرعته الأولى الثلاثاء، لكنه لم يكشف عن أي من اللقاحات الروسية الثلاثة "سبوتنيك"، أو "إيبافاكورونا"، أو "كوفيفاك" اختار. وعلى عكس عديد من قادة العالم، لم يشأ بوتين الظهور وهو يتلقى الحقنة.
وبدأت روسيا حملة التطعيم أوائل ديسمبر (كانون الأول)، لكن نحو أربعة ملايين شخص فقط من سكان البلاد البالغ عددهم 144 مليوناً تلقوا حتى الآن جرعتين، في حين تلقى مليونان آخران الجرعة الأولى.
وتنتشر الشكوك حول اللقاح في روسيا، حيث أظهر استطلاع للرأي أجري أخيراً، أن أقل من ثلث الروس يرغبون في الحصول على لقاح، فيما يعتقد ما يقرب من الثلثين أن الفيروس سلاح بيولوجي من صنع الإنسان.
المكسيك: وفيات كورونا أعلى 60 في المئة من العدد المؤكد
وأوضحت بيانات حكومية أن إجمالي عدد الوفيات جراء جائحة كورونا في المكسيك أكبر بنسبة لا تقل عن 60 في المئة من العدد المؤكد على الأرجح، ما يعني زيادة 300 ألف وفاة.
وكشفت البيانات المحدثة عن زيادة الوفيات والواردة في جدول نشرته وزارة الصحة المكسيكية عن تسجيل 294287 شهادة وفاة "لها علاقة بكوفيد-19" بحلول نهاية الأسبوع السادس من العام الحالي.
وهذا العدد أكبر بنسبة 61.4 في المئة من إجمالي الوفيات المؤكدة والبالغ 182301 وفاة.
وقالت الحكومة مراراً، إن الإجمالي الفعلي لعدد الوفيات بكوفيد-19 في المكسيك أعلى بكثير من الإجمالي المؤكد، وهو واحد من أعلى المعدلات على مستوى العالم.
الإمارات تبدأ إنتاج لقاح شركة "سينوفارم" الصينية
يبدأ مصنع جديد في أبو ظبي في تصنيع لقاح الوقاية من كوفيد-19 الذي تنتجه شركة "سينوفارم" الصينية في وقت لاحق هذا العام في إطار مشروع مشترك بين الشركة الصينية وشركة "التكنولوجيا غروب 42" (جي 42)، ومقرها أبو ظبي.
ويأتي المشروع في إطار تنشيط الدبلوماسية الصينية في منطقة الخليج، ويخدم مسعى الإمارات لتنويع اقتصادها بعيداً عن المنتجات النفطية.
وأفاد بيان من المشروع المشترك، اليوم الاثنين، بأن المصنع الجديد الذي يتم تشييده في مدينة خليفة الصناعية (كيزاد) في أبو ظبي ستبلغ طاقته الإنتاجية 200 مليون جرعة سنوياً، ويضم ثلاثة خطوط تعبئة، وخمسة للتغليف. وسيطلق على اللقاح اسم "حياة-فاكس" في الإمارات، لكنه سيكون اللقاح ذاته الذي يقدم في الإمارات، من إنتاج معهد بكين للمنتجات الحيوية وهو وحدة تابعة لمجموعة الصين الوطنية للتكنولوجيا الحيوية التابعة لـ"سينوفارم"، منذ الموافقة عليه في ديسمبر (كانون الأول).
وقال البيان "حياة-فاكس هو أول لقاح لكوفيد-19 يتم إنتاجه في العالم العربي".
وأضاف البيان، أن إنتاج "حياة-فاكس" بدأ بالفعل في إطار المشروع المشترك في إمارة رأس الخيمة بموجب اتفاق بين "جي 42" والخليج للصناعات الدوائية (جلفار).
وتبلغ الطاقة الإنتاجية الأولية لخط الإنتاج المؤقت مليوني جرعة شهرياً، ولم يوضح البيان إلى متى سيستمر الإنتاج هناك.
واستضافت الإمارات، من خلال "جي 42"، المرحلة الثالثة من التجارب السريرية على لقاح "سينوفارم" في يوليو (تموز)، التي امتدت بعد ذلك لدول أخرى في المنطقة منها البحرين. وأقرت الإمارات استخدام اللقاح للعاملين في الصفوف الأولى من الطواقم الطبية قبل إتاحته للجمهور في ديسمبر.
وقالت "جي 42" في وقت سابق إنها أبرمت اتفاقات توزيع وتصنيع مع "سينوفارم"، وتأمل أن تمد الإمارات ودول أخرى في المنطقة باللقاح. وأبرم الاتفاق خلال زيارة استمرت يومين قام بها وزير الخارجية الصيني وانغ يي، وانتهت أمس الأحد.
ويشمل المشروع المشترك كذلك مركزاً للبحوث والتطوير مخصصاً للعلوم والتكنولوجيا الحيوية وإنتاج اللقاحات في مدينة خليفة الصناعية.
وقال بينغ شياو الرئيس التنفيذي لشركة "جي 42": "مشروعنا المشترك يتطلع بحماس كذلك إلى نقل قدراتنا لأسواق جديدة في العالم".
وقالت الإمارات إن تجاربها أظهرت أن فاعلية اللقاح تبلغ 86 في المئة في حين ذكرت "سينوفارم" أن فاعليته 79.34 في المئة استناداً إلى نتائج أولية. وقالت وزارة الصحة الإماراتية هذا الشهر إن بعض الأشخاص الذين تلقوا اللقاح لم يطوروا أجساماً مضادة كافية بعد الجرعة الثانية وأعطوا جرعة ثالثة. وأضافت أن عددهم ضئيل جداً بالمقارنة بعدد من تلقوا اللقاح.
وأمس الأحد قال مسؤول تنفيذي من "سينوفارم" إن الشركة تحتاج لتقييم نتائج تجارب المرحلة الثالثة التي أجريت في الخارج لتحديد ما إذا كان يتعين إضافة جرعة تنشيطية لجرعتي اللقاح.
وقال ليو جينغ تشن، رئيس "سينوفارم" في حفل افتتاح افتراضي حضره كذلك وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان "بفضل التعاون الوثيق مع الإمارات يحصل ملايين في البلاد وفي المنطقة وفي العالم على لقاح سينوفارم".
تحذير من اتساع الفجوة في توزيع لقاحات كورونا
وحذرت منظمة الصحة العالمية، الاثنين، من عواقب اتساع الفجوة بين أعداد اللقاحات المضادة لفيروس كورونا التي يجري تقديمها في الدول الغنية، وتلك التي يجري توزيعها للدول الفقيرة عبر آلية "كوفاكس".
وجاء التحذير بعد أن انتقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "التوزيع غير العادل" للقاحات في العالم، داعياً الدول الغنية التي "تخزن" كميات ضخمة من هذه اللقاحات إلى تقاسم جزء منها مع بقية دول العالم للقضاء على الجائحة.
وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، خلال اجتماع افتراضي تستضيفه الإمارات، لبحث مسألة توزيع اللقاحات "الفجوة بين عدد اللقاحات التي تقدم في الدول الغنية وعدد اللقاحات التي توزع من خلال كوفاكس تتسع كل يوم".
وتابع أن "التوزيع غير العادل للقاحات ليس مجرد معضلة أخلاقية، بل هو أيضاً هزيمة ذاتية اقتصادية ووبائية"، مضيفاً "طالما واصل الفيروس الانتشار فسيستمر الموت وتعطل التجارة والسفر، وسيتأخر التعافي الاقتصادي أكثر".
وتجاوزت حصيلة التلقيح ضد كوفيد-19 نصف مليار جرعة في جميع أنحاء العالم الجمعة، وفق إحصاء لوكالة الصحافة الفرنسية. واستأثرت الدول "العالية الدخل" بأكثر من نصف الجرعات المستعملة (54 في المئة) مع أنها تعد 16 في المئة فقط من سكان العالم.
وبدأت عدة دول "ضعيفة الدخل" حملات تلقيح بفضل آلية "كوفاكس" التي أنشأتها منظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي للقاحات والتحصين (غافي) وتحالف الابتكارات في التأهب للأوبئة (سيبي)، لكن انطلاقتها متعثرة، إذ استعملت تلك الدول 0.1 في المئة فقط من التطعيمات المتحققة على المستوى العالمي. وتضمن آلية كوفاكس وصول اللقاحات لـ92 دولة في العالم، مع تغطية التكلفة من قبل مانحين. وتهدف الخطة إلى توزيع جرعات كافية لتطعيم ما يصل إلى 27 في المئة من سكان هذه الدول بحلول نهاية العام. وكان من المفترض أن تقدم نحو 238 مليون جرعة بنهاية مايو (أيار)، لكن المبادرة قدمت 32 مليون جرعة فقط حتى الآن، بحسب موقعها الإلكتروني.
وكان غيبرييسوس حث الجمعة دول العالم على التبرع "فورا" بـ10 ملايين جرعة لقاح لآلية كوفاكس، قائلاً إنه حتى الآن لا يزال هناك 36 بلداً لم يحصل بعد على جرعة لقاح واحدة.
وخلال اجتماع أبو ظبي، دعت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" هنرييتا فور الدول الأكثر ثراء للتبرع بجرعات إضافية من خلال "كوفاكس"، ومصنعي اللقاحات لإعطاء الأولوية للآلية هذه، واستثمار عاجل قدره 510 ملايين دولار في عملية التوزيع. وقالت "نحن بحاجة للمساعدة" لسد الفجوة في توزيع اللقاحات.
وتسبب فيروس كورونا في وفاة نحو 2.8 مليون شخص حول العالم. وأكدت منظمة الصحة العالمية في تقرير، الاثنين، أن انتقاله إلى الإنسان عبر حيوان فرضية "محتملة إلى محتملة جداً"، مستبعدة "تماما" أن يكون تسرب من مختبر.