اعتماد شهادات تطعيم بالنسبة للأنشطة الترفيهية، "ليس أمراً حتمياً" في المملكة المتحدة. هذا ما صرح به كبير المستشارين العلميين السابقين لدى الحكومة البريطانية، في وقت تدرس فيه لندن مخاوف أخلاقية وعملية متعلقة بطرح خطة محتملة في هذا الصدد.
جاءت تصريحات مارك وولبورت بعد أن أبدى أعضاء محافظون في البرلمان البريطاني، الأسبوع الماضي، رد فعل غاضباً تجاه اقتراح بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني، إصدار تصاريح تتيح لمن تلقوا اللقاح ارتياد الحانات، في حين تسمح لأصحاب تلك الأمكنة منع دخول الزوار غير الملقحين.
ومن المتوقع أن ينشر مايكل غوف، وزير شؤون مجلس الوزراء البريطاني، الشهر المقبل نتائج توصلت إليها مراجعة في شأن اعتماد شهادات صحية للأشخاص الذين حصلوا على لقاح كوفيد-19، بيد أن وزراء أوضحوا أن أي مخطط محلي في هذا الشأن لن يعمل به قبل أن تتلقى جميع الفئات العمرية البالغة في المملكة المتحدة لقاحاتها.
أحد الخيارات التي يبحثها غوف استخدام تطبيقات رقمية متوفرة على الهواتف الذكية ابتكرتها هيئة الخدمات الصحية الوطنية "أن أتش أس" NHS كـ"شهادة تبين حالتهم بالنسبة إلى كوفيد"، مع رمز رد سريع (الرمز المربع) يتيح رابطاً يظهر تفاصيل في شأن اللقاحات واختبارات رصد الفيروس، إلى جانب صورة شخصية لحاملها منعاً لتقاسم الشهادة عينها بين شخص وآحر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وشدد رئيس الوزراء على أن أي قرار بالنسبة إلى شهادات كوفيد لم يتخذ بعد، لكنه قال متوجهاً إلى أعضاء البرلمان إنه يعتقد أن تصاريح المرور الخاصة بمتلقي اللقاحات سيكون لها دور تؤديه. وأوضح أيضاً أن أي خطة من هذا القبيل ستوفر جوازات دخول للأشخاص الذين يحملون في دمائهم أجساماً مضادة للفيروس نتيجة الإصابة بكورونا، والتعافي منه، كذلك الأمر بالنسبة إلى الأشخاص الذين خضعوا لاختبارات كشف أخيراً وأعطت نتائج سلبية (عدم الإصابة).
وفي تصريح أدلى به إلى مجلة "راديو تايمز"، قال مارك إن "تقييم الإيجابيات والسلبيات في ما يتصل بتلك التصاريح سيكون أسهل كثيراً عندما نعرف بشكل أكثر دقة التأثيرات التي تطرحها اللقاحات".
وأضاف "لا نعرف كم ستطول حملات التطعيم، لكنها على الغالب ستكون فترة زمنية طويلة نوعاً ما، لذا أعتقد أن صانعي السياسات في البلاد يسعون جاهدين إلى إيجاد حلول لتلك الأسئلة، علماً بأنها أسئلة صعبة في الحقيقة".
الأسبوع الماضي، شدد روبرت جينريك، وزير المجتمعات والحكم المحلي في المملكة المتحدة، على أن أي شهادة لقاح لن تعطى إلا بعد "تطعيم سكان البلد برمتهم"، لكنه حذر من أن مخططات جوازات سفر كوفيد المتصلة بالرحلات الدولية "ليست تحت سيطرتنا تماماً".
وأضاف جينريك "ندرس المسائل العملية والمخاوف الأخلاقية المتعلقة بهذه المسألة، ونسترشد بأفضل الآراء الطبية والعلمية، وسنعرض النتائج في الأسابيع المقبلة. ليست لدينا خطة فورية لاتخاذ إجراءات في هذا الشأن. ينصب تركيزنا حاضراً على توزيع اللقاحات، التي ينبغي أن نعطيها أولويتنا"، وفق كلمات جينريك.
أضاف "مع تخفيف الحكومة القيود المفروضة على الاختلاط الاجتماعي في مختلف أنحاء إنجلترا يوم الاثنين الماضي، قال الأستاذ وولبورت أيضاً إنه سيكون في وسع الناس تبادل العناق مجدداً عندما تصبح أعداد حالات كوفيد-19 منخفضة جداً بالفعل".
وقال "في النهاية، ينتقل الفيروس من شخص إلى آخر عن طريق التقارب، وهو أمر يحدث في الأماكن الخارجية أيضاً. إن أعداد الإصابات يجب أن تصل إلى معدلات أدنى بكثير مما هي عليه حالياً. وكما تعلمون، فإن خمسة آلاف حالة يومياً، سجلناها في نهاية سبتمبر الماضي، وبالتأكيد لو أن ذلك أخذ مساراً تصاعدياً، كان سيعترينا قلق شديد في شأن طبيعة الأرقام. يصاب بالفيروس ما بين 0.3 و0.4 في المئة تقريباً من سكان المملكة المتحدة في اليوم، وذلك هو معدل انتشار العدوى".
© The Independent