مناجم وجمال وشغف وتجارة، تاريخ ما يُعتمل في باطن الأرض من صخور وكائنات ورواسب تتشكل بألوان وأشكال لا تحصى. إنها الأحجار الكريمة ونصف الكريمة والكريستال. منها ما تسبب في حروب وعبوديات عبر التاريخ، ومنها ما أنعش اقتصاد، ومنها ما سحر القلوب، ومنها ما تربع تيجاناً على الرؤوس وزين الأنامل والأعناق.
شغف الأحجار الكريمة
كبرت مهندسة الديكور اللبنانية ثريا سري الدين في بيت متخصص في الأحجار الكريمة، والدها ناجي مستشار في التخصص ذاته منذ أكثر من 40 عاماً. ولديه واحد من أكثر المعارض التي تجمع الأحجار الكريمة والمعادن والأحفوريات في الشرق الأوسط.
تقول لـ"اندبندنت عربية"، إن العائلة كلها لديها حب وشغف وفضول تجاه الأحجار ولطالما جالوا العالم لمشاهدة مصادرها وفهم طرق استخراجها وقيمتها. وقد درست هندسة الديكور لتدمج الأحجار الكريمة التي تعتبرها "فن الطبيعة" في المحيط بفن الإنسان لزيادة الجمالية.
في التعريف العلمي تقول ثريا إن هذه الأحجار عبارة عن عمليات كمياوية تجري تحت الأرض لمعادن كثيرة، منها ما يتكون في أراضٍ بركانيةٍ مثل الجمشيت، وأخرى تعدّ معادن ترسبيةً تتكدس بمرور الزمن، ومنها ما يتعرّض للضغط وأجواء أخرى فتتحوّل إلى تركيبة أخرى، ومنها أحجار عضوية مثل اللؤلؤ في البحر، أو الكهرمان والعنبر وهو صمغ الشجر الذي تحجر عبر ملايين السنين.
كريم نصف كريم
تخبر ثريا أن ما يجعل الحجر كريم أو نصف كريم هو صلابته، فالماس هو الأصلب، ويأتي بعده الروبي والزفير، والباقي يكون أخف صلابة يعتبر نصف كريم. وتقول على رغم أن مقياس صلابة الزمرد 7.5 ويعتبر نصف كريم، ولكن ندرته وجماله جعلاه يعتبر كريماً. ومثله بعض أحجار الألكسندريت والبراييبا والعقيق تكون قيمتها أكثر من أحجار الألماس أحياناً بسبب نقاوتها ونظافتها وندرتها التي تلعب دوراً في تقييمها.
كما يوجد على سبيل المثال زريكون في الطبيعة لا يعرف عنه الناس الكثير، لكنهم يعرفون الذي يصنّع في المختبرات ويسمى زركونيا وصلابته أعلى من نظيره الطبيعي ويستخدم في آلالات طبية مثل التي يستخدمها طبيب الأسنان. كما يستخدم في أكسسوارات الزينة للمعانها الشبيه بالألماس، ولكن قيمته أقل بكثير.
معتقدات وحقائق
تقول ثريا، توجد معتقدات كثيرة حول أهمية الأحجار. ولكن علمياً هناك بعضها ضد التلوث البيئي مثل التورمالين الأسود الذي يسحب الإشعاعات من حولنا التي يصدرها الـ4G وG5 والماكينات الإلكترونية مثل المايكروويف وغيرها. وهو بتركيبته يسحب الأشعة ويكسرها من الداخل. فاللون الأسود في الأصل يسحب الإشعاع وسطح الحجر يكسر الأشعة.
تضيف، أنه يوجد معتقدات أن للأحجار طاقة معينة ترتبط بالجسم والمشاعر والصحة. وكان القدماء يستخدمونها في العلاج البديل أو الطبيعي لأنها تكونت على مرّ آلاف وملايين السنين تحت الأرض فهي تعرف نمط الطبيعة، و"عندما نضيف إلى حياتنا أي عنصر من الطبيعة نحن بالتالي نضيف توازناً إلى حياتنا ومحيطنا. والتوازن حولنا ينعكس توازناً في داخلنا". وتقول ثريا إن معظم المعالجين بطاقة "الريكي" و"الثيتا" والكريستال وغيرها يستخدمون الأحجار في علاجاتهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتشير إلى أن طرق استخدام الأحجار تختلف، ولكن الغاية واحدة، وهي خلق توازن بين الاهتزازات التي تخرج منها والجسم لتحسين الصحة والنفسية والأفكار والنظرة إلى المحيط. فالبعض يضعها على الجسم في ارتباط بمنافذ الطاقة المعروفة بـ"الشاكرات"، ويكون لكل حجر معنى معين ولون وخصائص معينة. فـ"لشاكرا" الجذر أو طاقة التأريض لونها أحمر ويستخدم أحجار تساعد على الشعور بالتجذر مثل عين النمر والجاسبر (الأحمر أو بألوانه الأخرى ولكن بالخصائص نفسها).
ومعالجون آخرون يستخدمون الأحجار بحسب العنصر الذي يرتبط بالحالة الصحية في الجسم، فالكلى مثلاً تعدّ طاقة نارية في الجسم تستخدم لها الأحجار ذات الألوان النارية.
وتعتبر أنه من المهم الإطلاع على الأحجار الكريمة وخصائصها، والتأكد من المصدر الصحيح لمعرفة الحجر الكريم المناسب للشخص ومن أماكن موثوقة.
كيف تستخدم الأحجار؟
تتعدد استخدامات الأحجار والكريستالات، لتكون مؤثرة في أماكننا وفضاءاتنا أو على أجسامنا مباشرة. والمعروف، بحسب ثريا، عن الأماتيست (الجمشيت)، مثلاً، ولونه بنفسجي، أنه حجر الحكمة، وتقول أسطورة إغريقية إن مَن يشرب من كأس أماتيست لا يسكر، ويعمل الحجر ضد الأرق والقلق، ويمكن وضعه في غرف النوم، وأماكن تجمع العائلة. كما يمكن ارتداءه إذا كان الشخص يشعر بالتوتر والقلق.
ويعتبر حجر السترين أو حجر التجار، وهو بألوان الشمس من الأصفر إلى البرتقالي، جالباً للوفرة والحركة والإبداع ويعرف أيضاً بحجر النجاح.
أما العقيق الأخضر فيرتبط بحب الذات ويجلب التوازن في المشاعر، ويتشارك خصائصه هذه مع الكوارتز الوردي ويساعد على حب الذات والاسترخاء. والكوارتز الأبيض هو مقوٍ للطاقة الإيجابية.
أما حجر اللازورد ومصدره أفغانستان فاستخدمه الفراعنة كحجر للحدس، ولونه نيلي، وهو مقوٍ للتعبير، وتنصح ثريا زبائنها باختيار الحجر الذي ينجذبون إليه من لون أو شكل أو رونق، لأن اهتزازات هذا الانجذاب تكون متناغمة مع الحجر لاستخدامه والاستفادة منه.
في السياق ذاته تخبر المعالجة بالطاقة والكريستال الكندية - البريطانية ميشيل لازنبي "اندبندنت عربية" أن وجود الكريستال في المنزل مفيد جداً، فبعضها وقائي ويمتص الطاقة السلبية، وبعضها محفّز أو يبعث الراحة والبعض له أثر لطيف ومهدئ. لذا يجب اختيارها بحكمة، فلا يوضع حجر منشط في غرفة النوم لأنه سيؤدي إلى نوم غير مريح.
أحجار للغرف
تقول ميشيل إن بعض الأحجار مناسبة لغرف النوم مثل الكوارتز الزهري فهو حجر مرغوب، وجيد للشعور بالحب وحب الذات والرومانسية. والليبيدوليت أو حجر السلام، مفيد لتخفيف التوتر وتهدئة المشاعر ودعم الصحة العقلية، ومن الجيد وضعه إلى جانب السرير، أو تحت الوسادة أو على الرأس مكان الشاكرا التاجية، كما يمكن ارتداؤه كسوار أو حمله، ويعمل كمهدئ ويعدّ بمثابة (فاليوم – عقار مهدئ) الأحجار الكريمة.
وحجر السيليستيت الأزرق الذي تعتبره ميشيل طاقة ملائكية لطيفة، ومنظف بيئي ناعم يرفع مستوى الطاقة ويمنع الكوابيس ومناسب لغرف نوم الأطفال.
وحجر الهاوليت الأبيض مفيد للأرق، ويمكن وضعه لساعات في الماء لجعله إكسيراً يشرب قبل النوم بساعة.
وحجر الجمشيت وهو جيد لغرفة النوم وغرفة الجلوس لآثاره التي تبعث على الاسترخاء.
وحجر السيلينيت يمكن وضعه في أي زاوية في المنزل أو قرب النوافذ أو بجانب أو أسفل السرير مع الانتباه ألا يذوب أو ينكسر، وهو ينقّي المكان ويولّد طاقة الضوء الأبيض، ويجدد ويعزز الهدوء، ويمكن تمريره على جميع أنحاء الجسم لتنظيف وتنعيم هالته.
ولغرف المعيشة سواء للتواصل الاجتماعي أو الاسترخاء أو الراحة بعد يوم عمل يمكن استخدام أحجار الفلوريت، فهي مبهجة للغاية من الناحية الجمالية، وتساعد في إبعاد الارتباك والطاقة السلبية، وتساعد على التركيز. ويجب تجنب تعريضها للشمس كي لا تتلاشى.
وتعتبر ميشيل أن أحجار الكوارتز بمظهرها الجميل آمنة وطاقتها قوية وتنظف بسهولة في الماء.
والجمشيت وهو حجرٌ واق يجعل المساحة مريحة، وتبعث على الشعور بالاسترخاء والإيجابية والانسجام، وينقّي الهواء ويزيل الطاقة السلبية، وهو حجر روحاني مهدئ ومفيد للتأمل.
وتقول إن حجر الأفينتورين الأخضر يجذب الحظ والازدهار ويحمي من التلوث البيئي، وهو مفيد للعلاقات والإبداع.
وحجر السوداليت مهدئ ومفيد للحدس والإدراك والتواصل ويعزز الإنسجام والثقة بين الناس.
وإذا كان الشخص يعاني مشاعر الخوف فإن حجر التورمالين الأسود مناسب للتخلص من هذه المشاعر وآمن للاحتفاظ به وارتدائه، وينظف الطاقة لذا يوضع عند مدخل المنزل أيضاً، ويساعد على التخلص من الأفكار السلبية، ويحمي من التلوث الكهرومغناطيسي من الهواتف والواي فاي، ويساعد حجر عين النمر للشعور بالشجاعة.
أما الأحجار التي توضع في الماء قبل شربها فهي الكوارتز على أنواعه، والأفينتورين والجمشيت للتهدئة وتعزيز الطاقة. أما السيترين فهو مضادٌ للاكتئاب ويساعد على تقدير الذات والثقة بالنفس. وتوضع هذه الأحجار في الماء لساعات قبل شربها. ولكن المهم برأيها الثقة بالحدس والشعور عند اختيار أي حجر.
الكريستال العلاجي
تخبر ميشيل أن ولعها بالأحجار والكريستال يزداد مع الوقت، إذ لكل حجر روحه الخاصة واهتزازه النشط ووعيه. وتعدّها حليفة أساسية للدعم والتطور، وعلى الإنسان بالمقابل أن يحسن التعامل معها والاهتمام بها من خلال تنظيفها وشحنها خاصة بعد شرائها، فهي تمتص الطاقة السلبية وتحملها، لذا يجب أن تنظف دائماً بدخان البخور أو القصعين أو الأصوات، أو الملح، وبعضها يمكن غسلها بالماء، ثم توضع تحت ضوء الشمس أو ضوء القمر لشحنها.
تجمع ميشيل الكريستال منذ الطفولة، وتدربت على ممارسة العلاج بالكريستال الشافي، بعد أن درست الشامين والتدليك والعلاج بالطاقة "تاي شي" و"كي غونغ" واليوغا وتقنيات التأمل المختلفة والريكي.
وعن طريقة العلاج تقول إنه يتم بعد استلقاء الشخص على طاولة التأمل بعد محادثة مع المعالج الذي يستخدم البدنلوم لتشخيص الحالة كأغلب علاجات الطاقة. ثم يختار الكريستالات المناسبة لوضعها فوق الشاكرات (نقاط الطاقة)، وفي المجال الطاقي للجسم. وتساعد في إعادة تنظيم جهار الشخص الخاضع للعلاج وذلك بالاهتزازات التي يحتاجها. ثم تحرّك البلورات حول المجال الطاقي بحسب حاجة كل شخص في العلاج. وتشير إلى أن جلسة العلاج تعيد توازن الشاكرات وتنظف الهالات والطاقة. يمكن استخدام الكريستال لإزالة الطاقة السلبية، وتعزيز طاقة مفيدة ونظيفة. وتقول إنها شهدت على تحوّلات كثيرة لأشخاص في عقلياتهم ومواقفهم بعد جلسات العلاج.
وتوضح أن العلاج بالكريستال مشابه للريكي في بعض النواحي، ويمكن استخدامه في القضايا الجسدية، والصحة العقلية، والقضايا العاطفية والتطور الروحي. ويمكن أن تساعد البلورات أو الأحجار في إيجاد وتصحيح اختلالات الطاقة في الهالة قبل ظهورها على شكل مشاكل جسدية.
كما يمكن لجلسات العلاج المساعدة في الاسترخاء، والتخلص من التوتر، وتهدئة القلق، وتحسين العلاقات، وتنمية القدرات النفسية، وجذب الحظ والوفرة.
ومن الأحجار المستخدمة للوقاية أوبسيديان الأسود والتومالين الأسود. وللشعور بالتواصل مع الأرض أو ما يسمى التأريض يستخدم حجر الهيماتيت، أما اللازورد فلفتح العين الثالثة وتعزيز القدرات النفسية ومعرفة الذات وتنميتها. وتعمل الأحجار كمجموعة أيضاً على الشؤون الجسدية والعاطفية والروحية، ولكل حالة وفترة زمنية أحجارها الخاصة، ومع تغيّر الشخص يحتاج لكريستالات مختلفة.
وتستخدم ميشيل بين 7 إلى 10 أحجار مختلفة أو أكثر في الجلسة، وقد تبدّلها في المرة الثانية. وتقول إنه غالباً ما ينجذب الشخص إلى ما يحتاجه بالضبط. وسيتغير هذا بمرور الوقت.