في نهاية شهر فبراير (شباط) الماضي، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية، عن قيام قواتها المسلحة، بتطوير أخطر سلاح ليزر في التاريخ، ليصبح أقوى بمليون مرة من الأنظمة الموجودة في الوقت الراهن.
وبحسب الأنباء المتواترة من واشنطن، فإن المجموعة العسكرية الأميركية القائمة على العملية تهدف إلى الحصول على نموذج أولي عملي بحلول أغسطس (آب) 2022.
لم تكن الولايات المتحدة الأميركية فحسب، من أعلن عن دخول سباق الليزر، بوصفه أحدث الأسلحة في الترسانات العسكرية، فهناك روسيا والصين وفرنسا وإسرائيل ودول أخرى عدة، ماضية قدماً في تطوير تلك النوعية المثيرة من الأسلحة.
ما قصة الليزر مع البشرية، وهل هي فكرة حديثة، أم أن هناك من تنبه لها قبل قرون بعيدة، وإلى أين يمضي هذا السباق، وما مدى تأثيره في شكل وملامح حروب المستقبل؟
أرخميدس أبو الليزر المبكر
يدهش القارئ حكماً حين يدرك أن القصة تعود إلى عصور بعيدة جداً، قبل الميلاد بنحو مئتي عام، هناك في سرقوسة في بلاد الإغريق، حيث ولد وعاش أرخميدس، عالم الطبيعة والرياضيات، الفيزيائي والمهندس والمخترع والفلكي اليوناني.
ولدت فكرة الليزر على يد أرخميدس، وذلك خلال الحروب التي خاضتها اليونان القديمة مع أعدائها، لا سيما إسبرطة، فقد سعى لابتكار قوة طاقة من الشمس، تسمح له بمواجهة الأعداء، وبخاصة المغيرين من البحار بأساطيل كبيرة.
تفتق ذهن أرخميدس عن ابتكار مرايا مقعرة ضخمة تعكس أشعة الشمس بعد تجميعها في بؤرة مصوبة نحو السفن المعادية، حتى إذا أضحت على بعد يعادل مرمى السهم فإن الأشعة المجمعة تتسبب في إشعال الحرائق فيها.
نجحت الفكرة في عدة معارك خاضتها اليونان القديمة، ومن هنا يمكن القطع بتاريخ مولد حروب الليزر.
ما الذي تعنيه كلمة LASER على وجه التحديد؟
باختصار تعني تضخيم الضوء بانبعاث الإشعاع المحفز، ومن هنا فإن أشعة الليزر عبارة عن حزمة ضوئية ذات فوتونات تشترك في ترددها وتتطابق موجاتها، بحيث تحدث ظاهرة التداخل البناء بين موجاتها، لتتحول إلى نبضة ضوئية ذات طاقة عالية.
ظهر أول ليزر هيليوم نيوم للوجود عام 1961، وذلك بعد بحوث استمرت 6 سنوات، من خلال تجارب حول نظرية الإشعاع وتفاعل الموجات الكهرومغناطيسية مع ذرات المواد، سواء منها الغازية أو الصلبة.
وعلى الرغم من أن البحث العلمي وقتها كان يحاول تسخير أشعة الليزر لتكون أداة للحياة، وبنوع خاص وسيلة في مواجهة الأمراض المستعصية، إلا أن مسار ذلك النوع من الابتكار، تم تحويره، وتالياً تحويله إلى أداة من أدوات الموت والقتل، براً وبحراً وجواً، لتكتب البشرية فصلاً جديداً من فصول أسلحة الموت.
أميركا ومسيرة طويلة مع الليزر
تبدو الولايات المتحدة الأميركية صاحبة مسيرة طويلة مع تطوير رؤية خاصة لأشعة الليزر، تبدأ من عند حرب النجوم، إلى أن تصل إلى ميادين المعارك بالفعل.
وبالعودة إلى موقع "نيوساينتيست" الأميركي، فإن سلاح الليزر الذي تطوره الولايات المتحدة أخيراً، سيكون أقوى بمليون مرة من الأنظمة المعتمدة على الليزر بشكله الحالي.
والمعروف أن غالبية أسلحة الليزر توجه شعاعاً مستمراً نحو الهدف حتى يذوب أو تشتعل فيه النيران، إلا أن الليزر النبضي التكتيكي، والذي تعمل الولايات المتحدة على إنتاجه في الوقت الحاضر، وتسعى لتوفيره لمنصات الجيش الأميركي، سوف يعمل بإطلاق رشقات نارية قصيرة تشبه النبضات.
نموذج الليزر الأميركي الجديد، يسعى للوصول إلى تيراواط (وحدة قياس أقوى قوة لأشعة الليزر) خلال فترة وجيزة تبلغ 200 فمتوثانية، وهو ما يقدر بربع مليون من الثانية، مقارنة بالحد الأقصى البالغ 150 كيلووات للأنظمة الحالية.
ما الذي يمكن أن تفعله قوة ليزر على هذا النحو؟
باختصار، تقدر هذه التقنية على تبخير سطح الطائرة من دون طيار، وقد بدأ الجيش الأميركي بالفعل في ضخ استثمارات كبيرة في أسلحة الليزر، والتي تهدف إلى حرق طائرات العدو وقذائف الهاون والصواريخ من بعيد، من دون خسائر في الأرواح.
ولعل هناك جزئية رئيسية ينبغي التنبه لها في قصة أسلحة الليزر، وهي أن الهدف الذي تسعى إليه القوات المسلحة الأميركية في المستقبل القريب، هو حماية العنصر البشري بقدر المستطاع، فلا يعود هو وقود المعارك، كما كانت الحال في زمن الحروب العالمية الأخيرة، لا سيما أن أشعة الليزر كفيلة بإلحاق ضرر يفوق قدرة ما يمكن أن تصنعه العناصر البشرية في ميادين المعارك.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واشنطن تستعد للحروب المقبلة
منذ النصف الأول من ثمانينيات القرن العشرين، وبالتحديد عام 1983، توجه الولايات المتحدة الأميركية كافة جهودها لعمل شبكة من أسلحة الليزر تغطي سماء البلاد.
بدأ الأمر جدياً في إدارة الرئيس الأميركي رونالد ريغان، والذي شجع فكرة عسكرة الفضاء بالليزر، بهدف واحد وواضح، وهو حماية بلاده من صواريخ الاتحاد السوفياتي العابرة للقارات، سواء التقليدية أو النووية منها.
لاحقاً وبعد انهيار المعسكر الشيوعي، وتفكك حلف وارسو، بدأ الاهتمام بالفكرة يخفت بشكل أو بآخر، إلى أن أعادها الرئيس دونالد ترمب مرة أخرى.
كانت ذرائع ترمب تلقى هوى خاص عند جماعة المجمع الصناعي العسكري الأميركي، وبخاصة بعد التطوير السريع والمخيف الروسي لصواريخ فرط صوتية، يمكنها إلحاق الضرر الكبير بكافة الأراضي الأميركية.
في هذا السياق تجيء عملية تطوير أسلحة الليزر أميركياً، كطريقة أكثر فاعلية لإسقاط أشياء مثل صواريخ كروز، إذ توفر تقنية الليزر النبضي التكتيكي فائق القصر، إمكانية ضربة قاضية في لمح البصر لهذا النوع من الصواريخ، من دون أن يتعرض أي فرد من أفراد جنود الجيش الأميركي للخطر.
ولعل المتابع لتصريحات الجيش الأميركي يدرك أن هناك خطة واسعة لتعميم أسلحة الليزر عما قريب في كافة القواعد العسكرية، لتقوم بدور الدفاع الجوي ضمن منظومة متكاملة بدأ العمل عليها، وتغطي كافة المواقع العسكرية الأميركية خلال خمسة أعوام أنطلقت بالفعل في العام الماضي 2020.
ويبدو أن التوجه الأميركي لا يقتصر فقط على القواعد الثابتة على الأرض بل يمتد إلى قطع البحرية التي تجوب العالم مرة كل 24 ساعة، ما يضمن لواشنطن هيمنة كبرى في مواجهة القوى الصاعدة آسيوياً، ومعنى وجود شبكات الليزر النبضي المتقدم على تلك السفن، هو إمكانية إسقاطها للصواريخ والطائرات المسيرة، فالأسطول البحري الذي يملك أسلحة دفاعية بتقنية الليزر الجديدة، يمكنه تدمير أي عدد من الأهداف في لمح البصر.
بوتين وروسيا وتطوير الليزر
هل كان لروسيا أن تقصر في اللحاق بأسلحة أميركا الليزرية إن جاز التعبير، أم أنها تسعى جاهدة لكي تسبقها بخطوات على الأرض وفي الفضاء إن أمكن؟
في الأسبوع الأخير من مارس (آذار) المنصرم، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يؤكد أن تنفيذ مشاريع تطوير أسلحة الليزر بروسيا في الوقت المناسب أمر بالغ الأهمية، لأن هذا النوع من الأسلحة سيحدد القدرات القتالية الروسية على مدى القرن الحادي والعشرين.
قصة روسيا مع الليزر، لا تقل فصولها إثارة عن نظيرتها الأميركية، فقد سبق لروسيا في ظل احتدام الحرب الباردة في القرن الماضي، أن أنتجت سلاحاً ليزرياً سرياً، من خلال مشروع أطلق عليه اسم "سوكول ـ أشيلون"، وهو عبارة عن طائرة من طراز "إيل -76"، مزودة بجهاز ليزر، وخصص هذا الجهاز لمكافحة أقمار صناعية في طبقات الجو العليا أو الستراتوسفير.
ولعله من بين الأسئلة التي تستدعيها هذه السطور: هل قام الروس بجعل معارك سوريا لوحة تنشين لأسلحة ليزر جديدة والقيام بتجربتها هناك، وبخاصة في وسط الفوضى التي استمرت نحو عشر سنوات؟
يبدو أن ذلك كذلك بالفعل، وهو ما رصدته أجهزة استخبارات الدفاع للجيوش الغربية، لا سيما بعد ما ذكرته وكالة "أفيابرو" الإخبارية الروسية في يونيو (حزيران) الماضي عن إسقاط سلاح الليزر الروسي الجديد المسمى PERESVET طائرة إسرائيلية من دون طيار في الجزء الجنوبي الغربي من سوريا.
وبغض النظر عن صحة هذا الخبر من عدمه، فإن موسكو لم تدار أو تواري ما تقوم به على صعيد تطوير أسلحة ليزر، ففي يناير (كانون الثاني) 2020، أعلنت وكالة الأنباء الروسة أن القوات المسلحة الروسية قد خططت للانتهاء في عام 2020، من البحث لتطوير سلاح ليزر تكتيكي لتدمير الطائرات من دون طيار والأهداف السطحية المحمية بشكل خفيف للقوات البرية، كما سيتم الانتهاء من البحث والتطوير لإنشاء جهاز تشويش ليزر إلكتروني بصري تلقائي ضد وسائل المراقبة، سيتم حمله على طائرة، كما أن العمل مستمر لإنشاء أشعة ليزر قوية من مختلف الأنواع، ويتم توسيع قدرات سلاح الليزر على متن سفينة في السنوات المقبلة.
في هذا الإطار يصرح الخبير العسكري الروسي فيكتور موراخوفسكي، بأن وظيفة جهاز "بريسفيت"، تتمثل في مكافحة الطائرات والصواريخ المعادية، فاستخدام الليزر لهذا الغرض أقل تكلفة بكثير من استخدام الصواريخ الاعتراضية.
هل سبق الجانب الروسي نظيره الأميركي في عسكرة الفضاء الخارجي بأسلحة الليزر؟
هناك حديث يدور الآن بقوة في واشنطن، عن عودة روسيا لتطوير مدفع فضائي صنع زمن الاتحاد السوفياتي.
القصة برمتها لفتت إليها المجلة الأميركية الخاصة بالصناعات العسكرية "ماشينو سترونييه"، وذلك حين قامت بتغطية زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في فبراير (شباط) الماضي لإحدى الشركات الروسية القائمة على صناعة هذا السلاح الجبار، فهل يكون أداة روسيا الفضائية الليزرية الموجهة إلى الولايات المتحدة بنوع خاص؟
التنين الصيني وقنابل الليزر
في أوائل مارس 2020 صرحت قيادة الأسطول الأميركي في المحيط الهادي، أن مدمرة صينية أطلقت "قنبلة ليزر"، باتجاه طائرة استطلاع أميركية في بحر الفيليبين، محذراً من حرب بـ"أسلحة ليزر" بين الأسطولين.
في ذلك الوقت وجه الأسطول الأميركي تحذيراً للصين، من أنهم لا يجب أن يدخلوا في مواجهة بأسلحة الليزر، مشيراً إلى أن الحكومة الأميركية وجهت احتجاجات رسمية للصين على هذا الفعل.
ما هو الاستنتاج الأولي من هذا الخبر؟
بكل تأكيد، الصين باتت تملك أسلحة ليزر مشابهة، يمكن من خلالها مواجهة ومجابهة نظيرتها الأميركية، وأنها لن تتورع عند أي لحظة من اللحظات في استخدام هذا السلاح الفتاك في مواجهة قطع البحرية الأميركية.
تبدو الصين وهي تعد أوراقها في طريق قطبيتها المقبلة، في محاكاة لكل ما تملكه واشنطن من أسلحة تقليدية، وصواريخ نووية، والآن يجيء الدور على أسلحة الليزر، لتضحى بكين بصورة أو بأخرى مكافئ موضوعي للولايات المتحدة.
ولعل الصينيين لم يواروا أو يداروا امتلاكهم لأسلحة ليزر، بل المثير أنهم بادروا إلى الكشف عنها بأنفسهم، ومن بين تلك الأسلحة التي يمتلكونها، سلاح يدعى "الحارس"، ويقوم بالتحليق على مستويات منخفضة، وهو نظام يمكن تثبيته على الأرض أو على ظهر مركبة عسكرية ويقوم بتغطية مساحة 12 كيلومتراً.
ولدى الصين أيضاً، إضافة إلى وحدات الليزر التي يجري تركيبها على المركبات العسكرية، أو السفن البحرية، أسلحة ليزر فردية، على شكل مسدسات تستخدم في المعارك البرية، وتهدف إلى إصابة العدو بالعمى، ومنها بنادق ليزر متقدمة كذلك.
تدرك الصين أن مواجهتها مع واشنطن يمكن أن تحدث في أي وقت، وبخاصة في ظل تصاعد أزمة بحر الصين الجنوبي حيث ترى واشنطن أن الصين تحاول بسط نفوذها على المياه الدولية في تلك المنطقة، بينما بكين تؤكد أنها مياه إقليمية خاصة بها.
هل هناك أمر بعينه يقلق واشنطن من جهة الصين وحروب الليزر المقبلة؟
الشاهد أن الصينيين ينظرون للفضاء في الوقت الراهن، ذات النظرة الأميركية، وفيما يرسل الصينيون مركباتهم غير المأهولة إلى الجزء الخفي من القمر، يشعر الأميركيون بحالة من الهلع من جراء برامج الصين الخفية لاستخدام الفضاء كساحة للمعارك، وبالقطع سيكون سلاح الليزر في مقدمها.
فرنسا وحرب فضاء بالليزر
الحديث عن السعي في طريق الليزر، لم يوفر أيضاً دولاً أخرى تدرك أهمية هذا السلاح في قادم المعارك.
من تلك الدول تأتي فرنسا، والتي تسعى لأن تحوز بدورها ترسانة من أسلحة الليزر، مشابهة لترسانتها النووية، تلك التي وضعها شارل ديغول، خارج إطار الناتو، قبل أن يسعى ساركوزي لتغيير المشهد.
في 13 يوليو (تموز) من عام 2019، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن تشكيل قوة فضائية عسكرية لتكون جزءاً من القوة الجوية للجيش الفرنسي.
المشروع الفرنسي هذا توقف عنده موقع "تاسك أند بيربوس" الأميركي بالرؤية والتحليل، وذهب إلى أن الجيش الفرنسي يريد تطوير أقمار صناعية عسكرية، يمكن تسليحها بمدافع رشاشة، وأسلحة ليزر، مشيراً إلى أن الفضاء أصبح جبهة حرب جديدة تتسابق الدول الكبرى لامتلاك القوة التي تمكنها من حماية أقمارها الصناعية والمدنية والعسكرية الموجودة حالياً في مداراتها.
والثابت أن فرنسا قد بدأت العمل بالفعل على تطوير سلاح قادر على تعطيل عمل قمر صناعي عن بعد، باستخدام أسلحة ليزرية، من خلال مركز "أونيرا" الفرنسي للصناعات العسكرية المتطورة.
ما الذي دفع فرنسا بدورها في سياق حروب الليزر؟
المعروف أنه في سبتمبر (أيلول) من عام 2018، حاول قمر صناعي روسي التجسس على القمر الصناعي الفرنسي "أثنيا أثنيا"، والذي يعتبر جزءاً من منظومة الاتصالات العسكرية الفرنسية، ما جعل الفرنسيين يقتنعون بأنهم ليسوا بمنأى عن الخطر، إذا لم تكن لديهم قوة ردع.
كيف سيعمل الليزر الفرنسي في الفضاء؟
الجواب نجده عند فرانك ليفيفر، مدير أنشطة الدفاع في المركز، والذي صرح بأن: "تركيز الطاقة على الهدف يمكن أن يلحق الضرر بالألواح الشمسية لقمر صناعي معاد، أو يخترق النوافذ البصرية، ومن ثم فإن سلاح الليزر هذا يجعل أقمار المراقبة التي تعمل على ارتفاع يتراوح بين 400 و700 كيلومتر غير صالحة للعمل".
وفي الخلاصة، فإنه بالقطع ما هو غير معلن، وما هو غير معروف في شأن أسلحة الليزر، أكثر بكثير جداً مما هو متاح معرفته على وجه الدقة، لا سيما أن هناك جانباً آخر لم نتناوله، ويخص أبحاث وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، واستخداماتها لأشعة الليزر في مواجهة أخطار الكويكبات والمذنبات والصخور الفضائية، والتي يمكن أن تتهدد الكرة الأرضية في السنوات والعقود المقبلة.
وفي كل الأحوال تبدو البشرية مقبلة وبقوة على مرحلة جديدة من مراحل الصراع البشري، سوف تطبع القرن الحادي والعشرين بطابع المواجهة المغرية، لا سيما أن معارك الليزر يمكنها أن تجري من على البعد، ومن غير احتياج لحضور بشري تقليدي، مما يسهل من إغراء الوقوع في فخ حروب أرخميدس.