حذّرت مجموعة الأزمات الدولية، الجمعة، من خطر تواصل الحرب في إقليم تيغراي شمال إثيوبيا لشهور أو حتى سنوات، في وقت ينتظر الطرفان ضربة عسكرية "قاضية" تبدو غير واقعية.
وأرسل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قوات إلى تيغراي في نوفمبر (تشرين الثاني) لاعتقال قادة "جبهة تحرير شعب تيغراي" ونزع أسلحة هذا الحزب الذي كان يهيمن على المنطقة. وقال إن الخطوة جاءت للرد على هجمات اتهمت جبهة تحرير شعب تيغراي بتنفيذها ضد معسكرات الجيش الفيدرالي.
وأعلن آبي النصر في غضون أسابيع، لكن المعارك تواصلت وسط تيغراي وجنوبها، على ما أفادت مجموعة الأزمات الدولية التي تهدف لمنع وقوع نزاعات في تقرير نشرته بعد نحو خمسة أشهر من اندلاع أولى المواجهات.
وقالت، إن عدد المقاتلين الموالين لجبهة تحرير شعب تيغراي يزداد على الأرجح جرّاء تنامي الغضب حيال الفظائع التي ارتُكبت في الإقليم.
وعلى الرغم من أن الجيش الإثيوبي يحظى بدعم من إريتريا وإقليم أمهرة الإثيوبي، المتاخم لتيغراي جنوبا، لا يزال معظم قادة حزب تحرير شعب تيغراي هاربين فيما أشارت مجموعة الأزمات إلى أن أيا منهم لم يتم القبض عليه أو قتله في فبراير (شباط) أو مارس (آذار) وفق التقارير.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وذكرت المجموعة أن المقاومة "مترسّخة" وتحظى بدعم شعبي من أهالي تيغراي الغاضبين من عمليات القتل والاغتصاب واسعة النطاق، بما فيها تلك التي ارتكبها جنود إريتريون.
وعلى وقع الضغوط الدولية المتزايدة، قال آبي قبل أسبوع إن الجنود الإريتريين سينسحبون من تيغراي، لكن الزعيم الموقت للإقليم مولو نيغا قال لوكالة الصحافة الفرنسية هذا الأسبوع، إن الانسحاب "عملية" لا يمكن أن تتم فورا.
وسبق أن أقر مولو، الذي عيّنه آبي، بأن لدى سكان تيغراي "مشاعر مختلطة" حيال حضور إدارته في الإقليم، لكنه أشار كما غيره من المسؤولين إلى أن الافتراض بأن لدى جبهة تحرير شعب تيغراي دعما واسعا أمر "مضلل" وقلل من أهمية قدارتها على شن أي تمرّد فعال.
وأفادت مجموعة الأزمات في تقريرها بأن محادثات السلام تبدو بعيدة المنال حاليا، لكنها حضّت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي على الضغط من أجل وقف الأعمال القتالية وزيادة إمكانية إيصال المساعدات الإنسانية.
وفي سياق ذي صلة، دعا وزراء خارجية دول مجموعة السبع إلى انسحاب "سريع وغير مشروط وقابل للتحقق" للقوات الإريترية من إقليم تيغراي الذي يشهد نزاعا في شمال إثيوبيا، حسب بيان مشترك صدر في برلين الجمعة.
وأكد وزراء الخارجية في البيان، الذي نشرته وزارة الخارجية الألمانية، "نرحب بالإعلان الأخير لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بشأن انسحاب القوات الإريترية من تيغراي"، داعين إلى "إنهاء العنف وبدء عملية سياسية واضحة وشاملة ومقبولة من قبل جميع الإثيوبيين بمن فيهم سكان تيغراي".