بعد جدل محدود وتساؤلات قلقة عن طبيعة الدار الجديدة للنشر، والتي أعلنها وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، قال مصدر مقرب من مشروع الدار لـ "اندبندنت عربية" إن الهدف ليس المنافسة بل الدعم نشراً وتسويقاً للإنتاج الثقافي المحلي. "اندبندنت عربية" تواصلت مع الوزارة بعد رصد ردود فعل ألكترونية لمثقفين سعوديين ومالكي دور نشر، عبّروا عن مخاوف من المشاركة في الربحية والتنافس مع جهة حكومية". وسألت مصدراً مسؤولاً في وزارة الثقافة "هل هذه الدار منافسة لدور النشر الخاصة؟ فأجاب "هذه الدار ستكون ذات ذراع تسويقية وليس ذراع استثمارية كما يظن البعض". ورفض المصدر فكرة أن تكون هذه الدار "الحكومية" منافسة لدور النشر الخاصة، بل إن الوزارة، كما يقول، "ستعزز من حضور هذه الدور، وستدعمها بكل الإمكانات المتاحة، ليس هذا فحسب، بل ستعمل وزارة الثقافة على تسويق منتج دور النشر الخاصة التي لم يتح لها المشاركة في المحافل الأدبية العربية. وفق اتفاقيات وآليات لتكون إصداراتها مشاركة في المحافل الدولية التي لم تشارك بها من قبل، كمعارض الدار البيضاء، والجزائر وتونس، وأربيل، وبغداد".
المصدر المسؤول والمطلع على المشروع أكد أيضاً "هناك دور نشر عربية خارج حدود السعودية تستغل الكاتب أحياناً، وهذه الخطوة التي اتخذتها الوزارة جاءت لإنقاذ المؤلفين السعوديين، ولإنقاذ عالم النشر الذي يشهد تراجعاً كبيراً في السنوات الأخيرة". المصدر لم يحدد فترة بدء عمل هذه الدار لكن "الأمر ليس ببعيد، وسيلعن فور الانتهاء من استكمال الإجراءات الإدارية مع عدد من الجهات ذات الصلة".
الحياة ستعود لـ 16 نادياً أدبياً
المتابع للشأن الثقافي والأدبي في السعودية يلحظ بأن هناك 16 نادياً أدبياً موزعاً على أغلب مناطق المملكة، وكل دار لديها إصدارات ترى النور بعد أن تتجاوز مكائن الطباعة، لكنها غالباً ما تتوقف عند هذه المرحلة. وهذا الأمر بدأت تعيه وزارة الثقافة المستقلة حديثاً عن وزارة الإعلام، وتعمل على انتشال تلك الإصدارات من رفوف الأندية الأدبية لتحل في معارض الكتاب العربية.
وأوضحت الوزارة بأن الدار ستعمل على إعادة نشر بعض كتب الرواد، في المجالات الثقافية والأدبية والتاريخية، إضافة إلى تشجيع المبدعين من خلال نشر أعمالهم. وهذا ما جاء أيضاً في مبادرات الوزارة التي أعلنتها مؤخراً والتي تجاوزت 27 مبادرة منها: "الكتاب للجميع" ومبادرة المجلات الثقافية و "ترجم".
وكان وزير الثقافة السعودي أعلن في 25 أبريل (نيسان) الحالي، إنشاء دار نشر سعودية ذات مركز مالي مستقل، تحت مظلة الوزارة، هدفها نشر الثقافة والأدب السعودي محلياً وعربياً ودولياً، من خلال المشاركة في معارض الكتب المحلية والعربية والدولية، إضافةً إلى منافذ بيع خاصة بالدار ستقدم من خلالها الكتاب السعودي بأسعار رمزية.