نجت الطائرة المروحية المريخية التابعة لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" في الليلة الأولى التي أمضتها وحدها على سطح الكوكب الأحمر، بعدما غادرت الجزء السفلي من مركبة فضائية أساسية حيث كانت مطوية ومثبتة.
المروحية، التي ستخوض الرحلة الأولى غير المسبوقة على كوكب آخر خارج كوكبنا وستتلقّى توجيهاتها من المعمورة، وضعتها أرضاً المركبة المتجوّلة "برسفيرنس" Perseverance (المثابرة) في 5 أبريل (نيسان)، إذ هبطت مسافة أربعة إنشات (10 سنتيمترات) من بطن المركبة في الجهة السفلى وحطّت على سطح المريخ.
كان على المروحية أن تتحمَّل بيئة المريخ القاسية، بما في ذلك درجات الحرارة التي انخفضت إلى 90 درجة تحت الصفر، التي من شأنها أن تتهدَّد سلامة الأجزاء الكهربائية البالغة الأهمية والبطاريات المحمولة التي يتعذَّر تشغيل المروحية من دونها.
"إنها المرة الأولى التي تكون فيها "إنجينيويتي" وحدها (بعيداً من "برسفيرنس") على سطح المريخ"، كما قالت ميمي أونغ، مديرة مشروع "إنجينيويتي" في "مختبر الدفع النفاث" التابع لـ"ناسا"، في جنوب كاليفورنيا الأميركية.
وتابعت أونغ مضيفةً، "ولكننا حصلنا الآن على تأكيد على امتلاك نظام العزل الملائم، وأجهزة التسخين المناسبة، وطاقة كافية في بطارية المروحية للصمود في الليل البارد، وهو نجاح كبير للفريق. نحن متحمِّسون للمضي في تجهيز "إنجينيويتي" لأول اختبار تحليق تقوم به".
ولكنّ تنفيذ الرحلة التجريبية ليس بالمهمة السهلة على الإطلاق. واقتضى تصميم "إنجينيويتي" أن تكون خفيفة بما يكفي للتحليق في الغلاف الجوي الرقيق للمريخ، على أن تكون في الوقت عينه صلبة وقوية لدرجة تسمح لها بالصمود في البرد القارس. كذلك شيّدنا لوحاً شمسياً في الجزء العلوي من شفرتي المروحية كي تحصل على ضوء الشمس في أقرب وقت ممكن.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في غضون الثلاثين يوماً المقبلة، مع الإشارة إلى أن سرعة مرور الوقت على المريخ ونظيرها في الأرض تكاد تكون متطابقة، تُكمل "إنجينيويتي" اختبارها. تذكيراً، سبق أن التقطت "برسفيرنس" صوراً للمروحية، حيث تظهر شفرتاها في توازٍ وتعلو واحدة منهما الأخرى، فيما قوائمها الأربع الرفيعة مثبتة بإحكام على التربة.
طوال اليومين المقبلين، ستجمع "إنجينيويتي" بيانات تظهر إلى أي مدى يمكن لأنظمة التحكّم في الحرارة والطاقة أن تنجو على كوكب المريخ، ثم في المستطاع الاستفادة من تلك المعلومات في ضبط أنظمة المروحية، ما يساعدها على الصمود في الليالي المقبلة الأكثر قسوة.
"جدول الاختبار الذي يستغرق 30 يوماً مريخياً محمّل بنقاط مهمة مثيرة للاهتمام"، بحسب ما قال تيدي تزانيتوس، نائب رئيس العمليات في مشروع المروحية المريخية "إنجينيويتي" في "مختبر الدفع النفاث". وأضاف أنه "مهما كان ما يخبئه المستقبل، سنحصل على كل ما أمكننا من جميع بيانات الرحلة، خلال تلك المدة الزمنية."
في 7 أبريل، فُكّت القيود التي تربط شفرتي النظام الدوار معاً. وسيقضي فريق مهمة "ناسا" بعد ذلك أياماً عدة في تجربة أداء الشفرتين، إضافة إلى محركات المروحية، ووحدة القياس، وأجهزة الكمبيوتر الموجودة على متن "إنجينيويتي".
في حال ثبُت أن كل العناصر المذكورة قادرة على العمل، ستنطلق "إنجينيويتي" إلى أجواء المريخ من مطار مساحته 10 أمتار ضرب 10 أمتار [مئة متر مربع] في 11 أبريل الجاري، على أن تقوم برحلات تالية في وقت لاحق من الشهر بعد النجاح التاريخي الأول الذي حققته.
© The Independent