يحتدم السباق لخلافة أنغيلا ميركل في ألمانيا، الأحد 11 أبريل (نيسان)، في معسكرها المحافظ الذي يجمع المرشحَين المحتملَين المتنافسَين في اجتماع مغلق، قبل ستة أشهر من الانتخابات التشريعية.
والسؤال الذي يُطرح على كل لسان: مَن بين أرمين لاشيت، زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي وماركوس سودر رئيس، الحزب الحليف البافاري، الاتحاد الاجتماعي المسيحي، سيخوض السباق لقيادة الحملة والوصول المحتمل إلى المستشارية؟
حسم المسألة
ولم يعلن أي من بينهما رسمياً ترشيحه بعد، لكن رغبتهما في الترشح لم تعد موضع شكّ وقد وعد المحافظون بحسم المسألة "بين عيدَي الفصح والعنصرة"، 24 مايو (أيار)، والضغوط تتزايد.
وكانت ميركل قررت مغادرة السلطة عقب انتخابات 26 سبتمبر (أيلول) المقبل بعد 16 عاماً في الحكم، ما سيفتح المجال لحقبة جديدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ودعا زعيم كتلة المحافظين النافذة في مجلس النواب رالف برينكهاوس حتى إلى جدول زمني مكثّف مع إصدار قرار "الأسبوعين المقبلين".
محنة
والهدف من ذلك، إخراج الحزب من الوضع الصعب الذي يمرّ به في أسرع وقت ممكن، إذ إن نهاية عهد ميركل تتحوّل إلى محنة بالنسبة للحزب، إلى حدّ تعريض انتصاره في الانتخابات التشريعية الذي كان يبدو مضمونا قبل بضعة أشهر، للخطر.
وبعد إدارتهما غير المنتظمة لأزمة الوباء العالمي وتكبدهما انتكاسة انتخابية في اقتراعين محليين أخيراً، يواجه الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي، فضيحة اختلاس أموال مرتبطة بشراء كمامات طبية.
حزب "الخضر"
وبلغ الاضطراب ذروته كما تكشف استطلاعات الرأي الأخيرة، وبات حزب "الخضر" ينافس المعسكر المحافظ بعد أن سجّل ارتفاعاً في شعبيته منذ الانتخابات الأوروبية 2019 وهو الذي يحلم بانتزاع المستشارية من الاتحاد الديمقراطي المسيحي.
وبذلك يصبح اختيار المرشح المحافظ أمراً بالغ الأهمية، ومن غير المتوقع أن تُحسم المسألة الأحد، أثناء اجتماع الكوادر الرئيسيين في الكتلة البرلمانية الذي ستشارك فيه ميركل، لكن التحالف قد يعطي مؤشرات إلى التوجه العام، في وقت سيُدعى المرشحان المحتملان إلى تقديم رؤية كل منهما للمستقبل.
المعسكر المحافظ
وتُظهر استطلاعات الرأي أن الخمسيني ماركوس سودر، رئيس الاتحاد الاجتماعي المسيحي يتقدّم على منافسه، إلا أن في ألمانيا لا يتمّ انتخاب المستشار من خلال الاقتراع العام المباشر بل من قبل النواب.
لكن عموماً تعود مسألة طرح المرشح إلى الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الحزب الأقوى في التحالف، إذ إن الاتحاد الاجتماعي المسيحي ليس سوى حزب إقليمي، ونجح هذا الأخير مرتين منذ الحرب في تمثيل المعسكر المحافظ كاملاً في الانتخابات، إلا أنه واجه انتكاستين.
إغلاق صارم
من جهته، يواجه أرمين لاشيت الذي انتُخب منذ يناير (كانون الثاني)، فقط على رأس الاتحاد الديمقراطي المسيحي النكسة تلو الأخرى، فقد أثار موقفه الأخير من إغلاق صارم لكن مدّته قصيرة بهدف لجم الموجة الثالثة من وباء "كوفيد-19"، انتقادات وحتى سخرية.
ومسألة تعيين مرشح ملحة جداً في نظر الاتحاد الديمقراطي المسيحي، إذ إن الحزب الاشتراكي الديمقراطي سبق أن حسم المسألة منذ أشهر عدة، باختياره وزير المال الحالي أولاف شولتز، أما حزب "الخضر" فسيعيّن مرشحه في 19 أبريل.