نقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، قوله اليوم 12 أبريل (نيسان)، إن بلاده تحمل إسرائيل مسؤولية الحادث الذي وقع في منشأة نطنز النووية، أمس، وإنها ستنتقم لذلك.
وأضاف ظريف، "الصهاينة يريدون الانتقام من الشعب الإيراني للنجاحات التي حققها في مسار رفع العقوبات، قالوا علناً إنهم لن يسمحوا بذلك، لكننا سننتقم من الصهاينة".
كذلك نقل موقع "نور نيوز" الإيراني عن مصادر في المخابرات قولها، إن إيران حددت هوية الشخص الذي عطّل تدفق الطاقة الكهربائية في المنشأة ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في الموقع.
وذكر الموقع أنه "تم التعرف على الشخص... ويتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لإلقاء القبض عليه". ولم يذكر الموقع تفاصيل عن الشخص المقصود.
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، في مؤتمر صحافي، اليوم، إلى أن الحادث الذي وقع في منشأة نطنز النووية يمكن اعتباره "عملاً ضد الإنسانية"، مضيفاً، "لم يحدث تلوث أو إصابات، لكنه يمكن أن يتسبب في كارثة. يمكن اعتباره عملاً ضد الإنسانية". وتابع، "يقيّم خبراؤنا النوويون الضرر، لكن يمكنني أن أؤكد لكم أن إيران ستستبدل بأجهزة الطرد المركزي (لتخصيب اليورانيوم) التالفة في نطنز أجهزة متطورة".
وأكد الناطق باسم "الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية" بهروز كمالوندي وقوع "انفجار صغير" في مصنع نطنز. وقال في تسجيل مصور نشرته وكالة "تسنيم" الإيرانية، الاثنين، "وقع الحادث في مركز توزيع الكهرباء. وقع انفجار صغير. لحسن الحظ لم يصب أحد بجروح وبرأيي بالإمكان إصلاح القطاعات المتضررة سريعاً".
وتابع المتحدث "ما لاحظناه كان نظام الكهرباء. لم يكن الانفجار قوياً إلى درجة تحطيم كل شيء، انهار سقف إحدى قاعات التحكم".
وأدلى كمالوندي بهذه التصريحات فيما كان ممدداً على سرير في مستشفى أوضح أنه نقل إليه بعد سقوطه الأحد من مكان يرتفع بضعة أمتار خلال زيارة تقييم للوضع في منشأة نطنز النووية.
الأسلحة النووية
وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يعلق، اليوم الاثنين، على اتهام طهران لبلاده، إلا أنه قال إن إسرائيل لن تسمح لإيران أبداً بصنع أسلحة نووية، بينما كان وزير الدفاع الأميركي الزائر لويد أوستن يقف إلى جانبه في مؤتمر صحافي مشترك.
وقال رئيس وزراء إسرائيل "لم تتخل إيران قط عن سعيها لحيازة أسلحة نووية والصواريخ التي تطلقها". وأضاف "لن أسمح لإيران أبداً بامتلاك القدرة النووية لتنفيذ هدف الإبادة الجماعية والقضاء على إسرائيل".
ونقل عديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مصادر مخابراتية لم تسمها قولها، إن جهاز الموساد الإسرائيلي نفذ عملية تخريبية ناجحة في موقع نطنز، ستعيق على الأرجح أعمال التخصيب هناك أشهراً عدة، ولم تعلق إسرائيل رسمياً على هذا الحادث.
البيت الأبيض
أكّد البيت الأبيض الاثنين أنّ الولايات المتحدة لا دخل لها باستهداف مصنع نطنز.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إنّ "الولايات المتحدة ليست ضالعة بأي شكل" في ما حصل، مضيفة "ليس لدينا ما نضيفه بشأن التكهنات حول الأسباب والتداعيات".
وأكدت أن المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن "ينبغي ألا تتأثر".
وأضافت "ما نركز عليه بالتأكيد هو المسار الدبلوماسي. لم نتلق أي معلومة تفيد أن المشاركة في المحادثات التي تجري الأربعاء قد تبدلت".
إرهاب نووي
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كانت السلطات الإيرانية قد وصفت الحادث بأنه "إرهاب نووي"، لافتة إلى أنها تحتفظ لنفسها بالحق في اتخاذ إجراءات ضد الجناة.
وموقع نطنز لتخصيب اليورانيوم، الذي يقع معظمه تحت الأرض، منشأة من منشآت إيرانية عدة يراقبها مفتشو "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" التابعة للأمم المتحدة.
محادثات بناءة
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، إن واشنطن ليس لها أي دور في الحادث. وأضاف، "ليس لدينا ما نضيفه إلى التكهنات في شأن الأسباب".
وأجرت إيران والقوى العالمية ما وصفتاه بمحادثات "بناءة" الأسبوع الماضي، بهدف إحياء الاتفاق النووي المبرم مع طهران عام 2015، الذي انسحبت منه واشنطن قبل ثلاث سنوات.
"غير إيجابية"
على خط المواقف، حذّرت ألمانيا من أن التطورات الأخيرة المرتبطة بمنشأة نطنز النووية الإيرانية "غير إيجابية" بالنسبة إلى المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي، وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قبل المحادثات المرتقبة في فيينا خلال الأسبوع الحالي، "ما نسمعه حالياً من طهران لا يمثّل إسهاماً إيجابياً، خصوصاً التطورات في نطنز".
وقالت وزارة الخارجية الروسية، "إن حادث نطنز لا ينبغي أن يقوض المحادثات حول الاتفاق النووي الإيراني".
وأملت "ألا يصبح ما حصل هدية لمعارضي الاتفاق المختلفين وألا يقوض المحادثات التي تزداد زخماً"، موضحة أنها تتابع عن كثب "الحادث الخطر".