أعلنت بريطانيا، الاثنين، تحقيق هدف رئيس في برنامجها للتحصين ضد كوفيد-19 بإعطاء جرعة اللقاح الأولى لجميع من هم فوق الـ50 عاماً.
وقال رئيس الوزراء بوريس جونسون إن المملكة المتحدة حققت "إنجازاً كبيراً آخر"، بعد تأكيد إعطاء لقاح لكل شخص فوق الـ50 عاماً، إضافة إلى المرضى والعاملين في قطاعي الصحة والرعاية، وذلك قبل المهلة النهائية التي حددتها الحكومة في 15 أبريل (نيسان).
وأضاف جونسون في بيان "هذا يعني أن أكثر من 32 مليون شخص تلقوا اللقاحات القيمة التي توفر لهم الحماية ضد كوفيد-19"، مشيراً إلى أن الجهود ستتركز الآن على إعطاء الجرعات الثانية وحصول جميع البالغين على الجرعة أولى من اللقاح بحلول أغسطس (آب).
وكان جونسون قد أشاد بتخفيف القيود المفروضة في البلاد باعتبارها "خطوة أساسية إلى الإمام في خريطة الطريق نحو الحرية".
ومن المتوقع أيضاً تخفيف القيود الصحية هذا الأسبوع في إيطاليا وإيرلندا وسلوفينيا واليونان. ففي اليونان أعيد فتح المدارس الثانوية الاثنين بعد أكثر من خمسة أشهر من الإغلاق.
وفي بلجيكا، يقترح المتخصصون فرض تدابير تضمن الأمان مثل تطهير المباني وتهويتها تحت إشراف السلطات العامة لإعادة فتح المطاعم والمسارح.
وتجاوزت ألمانيا، من جانبها، عتبة 3 ملايين إصابة. وتحدثت المستشارة أنغيلا ميركل لصالح إعادة فرض الإغلاق على المستوى الوطني لفترة قصيرة.
فالوضع ليس مماثلًا في كل الدول. إذ قالت رئيسة الفريق التقني المعني بمكافحة الوباء في منظمة الصحة العالمية، ماريا فان خيركوف، الاثنين، "نشهد حالياً مرحلة حرجة للوباء. إن مسار هذا الوباء في ازدياد مستمر. إنه يتنامى في شكل مطرد. ليس هذا الوضع الذي يجب أن نكون فيه بعد ستة عشر شهراً من بدء الجائحة، في حين أننا نملك سبلاً فاعلة للسيطرة عليها".
أكثر من مليون وفاة في أوروبا
وأحصت أوروبا وفاة أكثر من مليون شخص بكوفيد-19 منذ أن ظهر فيروس كورونا للمرة الأولى في الصين في ديسمبر (كانون الأول) 2019، بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية.
وسبق أن تجاوزت أوروبا عتبة نصف مليون وفاة في 17 ديسمبر، بعد أحد عشر شهراً على إعلان أول وفاة في الصين في يناير 2020. وقضى نصف مليون شخص آخرين في أقل من أربعة أشهر.
ومنذ نهاية مارس (آذار) استقر مسار الوفيات، وأحصت أوروبا 27 ألفاً و36 وفاة الأسبوع الماضي، أي ما معدله 3900 وفاة يومياً، في رقم أدنى بكثير مما سجل في الأسبوع الذي شهد أكبر عدد من الوفيات في القارة العجوز. فبين 14 و20 يناير (كانون الثاني) 2021 أحصيت أربعون ألفاً و178 وفاة، أي نحو 5700 وفاة يومياً.
وبالنسبة إلى عدد السكان، فإن الدول الأكثر تضرراً في العالم أوروبية. وسجلت جمهورية تشيكيا أعلى معدل للوفيات نسبة لعدد السكان مع 261 حالة لكل مئة ألف نسمة، تلتها المجر (245)، ثم البوسنة والهرسك (228).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتشكل الوفيات التي أحصيت في أوروبا أكثر من ثلث 2.94 مليون شخص توفوا في العالم، من أصل أكثر من 136 مليون إصابة تم رصدها منذ بدء تفشي الوباء.
محتجون يشتبكون مع الشرطة الإيطالية
اشتبك محتجون مع الشرطة في روما، الاثنين، للأسبوع الثاني على التوالي، بينما تظاهر أصحاب مطاعم وشركات صغيرة بسبب استمرار قيود فيروس كورونا التي تسحق الاقتصاد.
وحاول نحو 200 محتج جاءوا من مختلف أنحاء إيطاليا الوصول إلى مكتب رئيس الوزراء، ماريو دراجي، لكن رجال شرطة مكافحة الشغب منعوهم. ورشق بعض المحتجين الذين كانوا يرددون الهتافات صفوف الشرطة بالحجارة، كما أطلقوا عليها الألعاب النارية التي ملأت الشارع بالدخان.
وفرضت الحكومة قيوداً متكررة خلال الأشهر الأربعة عشر الماضية في محاولة لاحتواء كوفيد-19 الذي أودى بحياة 114 ألفاً في إيطاليا، وهو ثاني أكبر عدد من الوفيات في أوروبا بعد بريطانيا.
روسيا تقيد الرحلات الجوية مع تركيا
أعلنت روسيا، الاثنين، تعليق رحلاتها الجوية مع تركيا لمدة شهر ونصف الشهر، موضحة أن هذا القرار على صلة بتدهور الوضع الوبائي في هذا البلد.
وقالت نائبة رئيس الوزراء لشؤون الصحة، تاتيانا غوليكوفا، في تصريح نقله التلفزيون، إن الرحلات الجوية مع تركيا، وكذلك مع تنزانيا، سيتم تعليقها "من 15 أبريل إلى الأول من يونيو (حزيران)".
وأضافت أن الوضع الوبائي "مستمر في التدهور هناك منذ الأيام العشرة الأولى في مارس"، مضيفة أن 80 في المئة من الروس الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا لدى عودتهم من دولة أجنبية منذ بداية الوباء، كانوا حينها عائدين من تركيا.
الطريق ما زال طويلاً أمام انتهاء الجائحة
قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن الارتباك والتراخي في مواجهة كوفيد-19 يعنيان أن الطريق ما زال طويلاً أمام نهاية الجائحة، لكن يمكن السيطرة عليها خلال شهور بإجراءات فعالة في مجال الصحة العامة.
وقال خلال مؤتمر صحافي في جنيف "نحن أيضاً نريد أن نرى المجتمعات والاقتصادات وقد أعيد فتحها، وحركة السفر والتجارة وقد استؤنفت". وأضاف، "لكن في الوقت الحالي، تعاني وحدات الرعاية الفائقة التكدس في كثير من الدول، والناس يموتون".
ومضى قائلاً "ما زال الطريق طويلاً أمام نهاية جائحة كوفيد-19، لكن لدينا كثير من أسباب التفاؤل. انخفاض حالات الإصابة والوفاة في الشهرين الأول والثاني من العام يبين أن من الممكن كبح هذا الفيروس وسلالاته".
وقال إن ما يقوي العدوى "الارتباك والتراخي وعدم الاتساق في إجراءات الصحة العامة".