ردت السلطات في باريس على الاتهامات التي سيقت ضدها بأن المدينة تعاني "تدهوراً" إثر قيام الباريسيين بنشر آلاف التعليقات والصور التي تُظهر أكوام النفايات المتكدسة في الشوارع ورسوم الغرافيتي.
وأشار مسؤولو المدينة، في معرض دفاعهم، بأنهم أصبحوا هدفاً "لحملة سياسية شعواء لتشويه السمعة" مع اجتياح صور مرفقة بـهاشتاغ "قمامة باريس" #saccage Paris مواقع التواصل الاجتماعي خلال عطلة عيد الفصح.
وفي هذا السياق، اعتبر إيمانويل غريغوار، نائب عمدة باريس، بأن الحملة المستعرة على مواقع التواصل الاجتماعي هي "تزييف للواقع" وبأن عمال النظافة في المدينة يبذلون كافة الجهود للحفاظ على نظافة العاصمة الفرنسية المكتظة.
وصرح في حديث إذاعي لراديو "آر ت أل" RTL Radio قائلاً، "إذا التقطتَ صورة كل يوم لأسوأ فترة شهدتها في حياتك، لا تكون هذه الحقيقة الكاملة. علينا التمييز بين قضايا النظافة الآنية والعرضية والتحريف بهدف الاحتجاج السياسي".
وكان عديد ممن تفاعلوا بكثرة مع الهاشتاغ، ناشرين صوراً للشوارع المليئة بالقمامة والأرصفة المتضررة ورسوم الغرافيتي المنتشرة هنا وهناك في أنحاء المدينة، اتهموا العمدة آن هيدالغو المنتمية إلى الحزب الاشتراكي "بالتخلي عن المدينة".
بيد أن إدارة المدينة، في حسابها الرسمي على موقع "تويتر"، غردت رداً على الحملة في مواقع التواصل الاجتماعي بالقول، "على غرار كل المدن الأخرى، تواجه باريس الممارسات غير الأخلاقية ومشاكل تنظيم المساحات العامة. ولكن، بعض الصور المنشورة تعود إلى تاريخ سابق أو التُقطت قبل مرور فرق عمال النظافة. يعمل يومياً 2500 عامل ويمرون عدة مرات في اليوم في أرجاء باريس. فضلاً عن ذلك، تم خفض عدد طاقم التنظيف بنسبة 10 في المئة بسبب تفشي جائحة كورونا".
وفي سياق متصل، استغل خصوم هيدالغو، المنتمين لليمين، الفرصة لانتقاد كيفية إدارة المدينة. واعتبرت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبين بأن صور القمامة تحطم قلوب عشاق باريس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وغردت كاتبةً، "إن تدهور عاصمتنا الجميلة على يد فريق هيدالغو هي معاناة يجب تلمس كل مواطن فرنسي".
ودعت رشيدة داتي من حزب الجمهوريين الليبرالي المحافظ، وعمدة الدائرة السابعة في باريس إلى عقد اجتماع طارىء لمجلس البلدية لمعالجة "مشاكل النظافة والصرف الصحي".
ولكن، أشار جيروم كومي، وهو عضو في الحزب الاشتراكي وعمدة الدائرة 13 في باريس، إلى أنه ليس هناك أي دليل بأن المدينة تعمها الفوضى، بل هي حملة سياسية منظمة.
تجدر الإشارة إلى أن فرنسا دخلت حيز تنفيذ الإغلاق العام الشامل الثالث لها مع ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا الذين أُدخلوا إلى أقسام العناية المركزة ليسجل أعلى مستوى خلال عام تقريباً.
وتأمل البلاد أن يسهم تسريع عملية التلقيح التي ستترافق مع الإقفال التام على مدى شهر، في عودة الفيروس تحت السيطرة مجدداً.
© The Independent