في ثاني حادث من نوعه في مصر خلال 3 أسابيع، خرجت عربتان من أحد القطارات عن القضبان قبل دخوله محطة منيا القمح في محافظة الشرقية، شمال العاصمة المصرية القاهرة، وذلك خلال رحلته بين القاهرة ومحافظة الدقهلية في دلتا النيل، مساء الأربعاء 14 أبريل (نيسان) الجاري.
فزع الركاب
وبحسب شهود عيان تحدثت إليهم "اندبندنت عربية"، فإنه "قبل حوالى 300 متر من محطة منيا القمح، خرجت عربتان من القطار عن القضبان، بسبب وجود تحويل في مسار سكك الحديد بتلك المنطقة، نظراً إلى تنفيذ أشغال التصليحات. وكان من المفترض تحويل مسار القطار إلى القضبان المجاورة، لكن ذلك لم يحدث فخرجت العربتان عن قضبان الحديد، ما أدى إلى أن تميلان من دون أن تسقطا، وسادت حالة فزع بين الركاب، الذين تدافعوا للخروج من عربات القطار، وقفز بعضهم من الأبواب خوفاً من انقلاب العربات أو وقوع انفجار لأنهم كانوا يجهلون سبب الحادث. وأوضح الشهود أن "القطار كان يسير ببطء تمهيداً لدخول المحطة، ما ساعد على تقليل حجم الخسائر، لأن العربتين اللتين خرجتا عن القضبان تقعان في منتصف القطار، وفي حال سيره بسرعة كبيرة كان من الممكن أن تحدث كارثة، نتيجة اصطدام العربات بعضها ببعض".
تصليحات الطريق
من جهة أخرى، أعلنت النيابة العامة عن انتقال فريق من المحققين إلى موقع تصادم عربتين في القطار رقم 339، حيث تبيّن إجراء أعمال تصليحات، بحسب بيان رسمي صادر عنها، مع استمرار التحقيقات وانتقال فريق آخر من المحققين لمعاينة المصابين.
وأسفر الحادث عن إصابة 15 شخصاً من دون تسجيل وفيات، ونقل المصابين إلى المستشفيات في حالة مستقرة. وتراوحت الإصابات بين البسيطة والمتوسطة، مثل كسور وجروح وكدمات في أماكن متفرقة بالجسد، وذلك بحسب بيان لوزارة الصحة المصرية. وخرج 12 مصاباً من المستشفى بعد فترة وجيزة بعد تلقي الإسعافات اللازمة، بحسب بيان لمحافظة الشرقية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تحقيق عاجل
وأكد وزير النقل المصري، كامل الوزير، أنه تم فتح تحقيق عاجل لمعرفة أسباب الحادث، مؤكداً أنه "سيكون هناك حساب عسير لمَن يثبت تورطه بالحادث". كما أشار رئيس هيئة السكك الحديدية أشرف رسلان، إلى أنه "تم رفع العربات من القضبان وإعادة حركة القطارات إلى طبيعتها في الاتجاهين بعدما تم تعليق حركة قطارات الوجه البحري عقب الحادث". وكشفت صحف محلية وفق مصدر لم تسمه أن الشرطة تحفظت على سائق القطار ومساعده وجميع المسؤولين عن حركة القطارات في تلك المنطقة، إلى حين إجراء التحقيقات، كما سيتم إخضاعهم لتحليل مخدرات.
خطة التطوير
يُذكر أنه في 26 مارس (آذار) الماضي، وقع حادث تصادم بين قطارين في صعيد مصر، أسفر عن مصرع 20 شخصاً وإصابة نحو 200 آخرين، وأثبتت تحقيقات النيابة العامة أن مراقب برج المحطة ومساعد أحد القطارين يتعاطيان المخدرات. وأكد وزير النقل المصري عقب الحادث أن هناك خطة لتطوير مرفق سكة الحديد تنتهي عام 2024 وتشمل إحلال العربات والجرارات القديمة بأخرى جديدة وتدريب العنصر البشري وتأهيل سكك الحديد والمزلقانات، وأرجع تكرار الحوادث إلى تراكمات عدم التطوير على مدار عقود.
