قُتل 32 شخصاً في حادث تصادم قطارين، الجمعة، بمحافظة سوهاج في صعيد مصر، وفق وزارة الصحة المصرية التي قالت كذلك إن الحادث خلف عشرات الجرحى.
وأعلنت وزارة الصحة والسكان، في بيان، "عن وفاة 32 مواطناً"، وإصابة 91 آخرين في حادث التصادم بمركز طهطا، بمحافظة سوهاج التي تبعد نحو 450 كلم عن القاهرة جنوباً.
وأوضحت هيئة سكك حديد مصر، في بيان، أن السبب في وقوع الحادث يرجع إلى قيام مجهولين بسحب مكابح الطوارئ لبعض عربات أحد القطارين، ما نتج عنه توقفه واصطدامه بآخر.
وجاء في البيان أنه "تم فتح بلف الخطر (مكابح الطوارئ) بمعرفة مجهولين لبعض عربات قطار رقم 157 مميز المتجه من الأقصر إلى الإسكندرية ما بين محطتي المراغة وطهطا، وعليه توقف القطار".
وأضاف البيان، أنه "في هذه الأثناء وفي تمام الساعة 11:42 (بتوقيت القاهرة) اصطدم قطار 2011 مكيف أسوان- القاهرة بموخرة آخر عربة بقطار 157، ما أدى إلى انقلاب عربتين من مؤخرة القطار المتوقف على السكة وانقلاب جرار قطار 2011 وعربة القوى ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات والوفيات".
في المقابل، دعت النيابة العامة المصرية، في بيان، "كافة الجهات إلى الالتزام بعدم إصدار أي بيانات أو تصريحات عن أسباب وقوع حادث التصادم"، مؤكدة أنها تتولى التحقيقات لكشف حقيقة أسباب وقوعه.
ونعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عبر حساباته على شبكات التواصل الاجتماعي ضحايا الحادث، وقال، "تابعت عن كثب الحادث الأليم الذي عايناه اليوم (الجمعة) بتصادم قطارين في محافظة سوهاج. إن الألم الذي يعتصر قلوبنا اليوم، لن يزيدنا إلا إصرارا على إنهاء مثل هذا النمط من الكوارث".
وأضاف، "وجهت رئاسة الوزراء وكافة الأجهزة المعنية بالوجود بموقع الحادث والمتابعة المستمرة وموافاتي بكافة التطورات والتقارير المتعلقة بالموقف على مدار اللحظة. على أن ينال الجزاء الرادع كل من تسبب في هذا الحادث الأليم بإهمال أو بفساد أو بسواه، دون استثناء ولا تلكؤ ولا مماطلة". كما وجّه "الأجهزة المعنية باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة وتوفير التعويض اللائق لأسر الشهداء والضحايا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتوجهت وزيرة الصحة والسكان المصرية هالة زايد إلى سوهاج، بحسب البيان، "لمتابعة الحالة الصحية للمصابين، كما شكلت غرفة أزمات وطوارئ بسوهاج لمتابعة تداعيات الحادث".
وأظهرت مقاطع فيديو، متداولة على منصات التواصل الاجتماعي، خروج بعض عربات أحد القطارين عن القضبان وهروع المواطنين ورجال الإسعاف لنقل الضحايا على نقالات.
ومن جهته أمر النائب العام المصري حمادة الصاوي، في بيان نشرته صفحة النيابة العامة على "فيسبوك"، بالتحقيق "العاجل" في الحادث.
وأفاد بيان مجلس الوزراء المصري بتوجه رئيس الوزراء مصطفى مدبولي إلى سوهاج فضلاً عن وزراء التعليم العالي والبحث العلمي، والتنمية المحلية، والنقل، والتضامن الاجتماعي. وشدد مدبولي، بحسب البيان، أنه "لن يتم التهاون مع أي خطأ أو تقصير، وستتم محاسبة المتسبب عن الحادث".
وتشهد مصر بصورة متكررة حوادث سكك حديد ومرور مأساوية.
وأكثر الحوادث دموية وقع في عام 2002 عندما لقي 373 شخصاً حتفهم بعد ما اندلعت النيران في قطار مزدحم جنوب العاصمة.
ونهاية فبراير (شباط) 2019 شهدت محطة رمسيس للقطارات في القاهرة حادثاً مروعاً، حين صدم قطار مسرع حائطاً عند طرف رصيف المحطة، ما تسبّب بانفجار واندلاع حريق ضخم أدى إلى مصرع 22 شخصا.
وتسبب هذا الحادث في استقالة وزير النقل هشام عرفات وقيام الرئيس المصري في مارس (آذار) بتكليف كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية بالجيش آنذاك ليتولى مسؤولية قطاع النقل والمواصلات.
ويأتى حادث تصادم القطارين متزامنا مع أزمة أخرى يشهدها البلد العربي الأكثر سكانا وهي تعطل الملاحة في قناة السويس لليوم الرابع على التوالي بعد أن جنحت سفينة حاويات ضخمة بسبب سوء الأحوال الجوية وأغلقت المجرى المائي، بينما تتواصل جهود السلطات المصرية لإخراجها.