قالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد في بيان، الخميس، عقب اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي حول إقليم تيغراي عقِد بطلب من واشنطن، إن على "الحكومة الإريترية أن تسحب قواتها من إثيوبيا فوراً".
وأضافت "نحن مذعورون من المعلومات التي تتحدث عن عمليات اغتصاب وسواها من أشكال العنف الجنسي"، في وقت كانت الأمم المتحدة قد نبهت مجلس الأمن إلى أن الجيش الإريتري لم يغادر إقليم تيغراي الإثيوبي، خلافاً لما كان قد أعلن في مارس (آذار).
"العنف الجنسي"
من جانبه، ذكر مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة مارك لوكوك، الخميس، أن العنف الجنسي يستخدم سلاحاً في الحرب الدائرة في إقليم تيغراي الإثيوبي، حيث تستهدف فتيات لا تتجاوز أعمارهن ثماني سنوات ووردت أنباء عن تعرض نساء لاغتصاب جماعي على مدى عدة أيام، وفقاً لوكالة "رويترز".
وأبلغ مجلس الأمن الدولي بأن الأزمة الإنسانية في تيغراي اشتدت على مدى الشهر المنصرم، وأن الأمم المتحدة لم تر أي دليل على انسحاب القوات الإريترية المتهمة بارتكاب مذابح وعمليات قتل.
وقال في ملاحظاته خلال إفادة عبر الإنترنت للمجلس المكون من 15 دولة "بوضوح شديد: الصراع لم ينته والأمور لا تتحسن".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وذكر لوكوك أن وصول المساعدات الإنسانية إلى تيغراي لا يزال "مشكلة كبيرة" وأنه تلقى تقريراً في وقت سابق عن وفاة 150 فرداً من الجوع.
وقال "ينبغي أن يثير هذا قلقنا جميعاً. إنه مؤشر على ما ينتظرنا في المستقبل إذا لم نتخذ مزيداً من الإجراءات. استخدام التجويع سلاح حرب انتهاك".
وأبلغت فاسيكا أمديسيلاسي، كبيرة مسؤولي الصحة العامة في الإدارة المؤقتة التي عينتها الحكومة في تيغراي، "رويترز" بأنه وردت تقارير عن 829 حالة اعتداء جنسي على الأقل في خمسة مستشفيات منذ بدء الصراع.
وقال لوكوك "ما من شك في أن العنف الجنسي يُستخدم سلاحاً من أسلحة الحرب في هذا الصراع"، مضيفاً أن أغلب وقائع الاغتصاب ارتكبها رجال يرتدون الزي العسكري، مع توجيه الاتهامات لجميع الأطراف المتحاربة.
وأضاف لوكوك "ما يقرب من ربع التقارير التي تلقتها إحدى الوكالات تتضمن اغتصاباً جماعياً يعتدي خلاله عدة رجال على الضحية، وفي بعض الحالات تعرضت النساء للاغتصاب بشكل متكرر على مدى أيام. وتُستهدف فتيات في سن الثامنة".
وأدى القتال الذي اندلع في نوفمبر (تشرين الثاني) بين قوات الحكومة الاتحادية والحزب الحاكم سابقاً في تيغراي إلى مقتل الآلاف، وأجبر مئات الآلاف على النزوح من منازلهم في المنطقة الجبلية التي يبلغ عدد سكانها نحو خمسة ملايين نسمة. ويساعد الإريتريون قوات الحكومة المركزية.
ونفت إريتريا مراراً وجود قواتها في تيغراي. لكن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أقر بوجودهم. وطالبت الولايات المتحدة والأمم المتحدة بانسحاب القوات الإريترية من الإقليم.
وقال لوكوك "لم تر الأمم المتحدة ولا أي من الوكالات الإنسانية التي نعمل معها دليلاً على انسحاب إريتريا".