ذكرت السلطات الأميركية، الجمعة، 16 أبريل (نيسان)، أن المهاجم الذي قتل ثمانية أشخاص بينهم أربعة من طائفة السيخ، بالرصاص، في أحد مراكز "فيديكس" بمدينة إنديانابوليس، كان موظفاً سابقاً في مركز فرز الطرود في شركة نقل البريد.
وقتل ثمانية أشخاص على الأقل في مركز فرز البريد عندما فتح الرجل النار عشوائياً ليل الخميس/ الجمعة. وذكرت منظمة "تحالف السيخ" أن أربعة من القتلى ينتمون إلى هذه الطائفة التي لها حضور قوي في ولاية إنديانا.
الهجوم
ونحو الساعة 23:00 بالتوقيت المحلي، نزل الرجل المسلح ببندقية هجومية من سيارته، و"بدأ في إطلاق النار عشوائياً أولاً في ساحة انتظار السيارات"، ثم في المستودع "قبل أن يقتل نفسه"، كما قال كريغ ماكارت، مسؤول شرطة إنديانابوليس، في مؤتمر صحافي.
وعثر على جثث ثمانية قتلى، قالت الشرطة إن أعمارهم تتراوح بين 19 و74 عاماً.
وذكرت الشرطة أن مطلق النار يدعى براندون سكوت هول، ويبلغ من العمر 19 عاماً. وقالت السلطات، الجمعة، إنه عمل في مركز الفرز نفسه في شركة "فيديكس" خلال عام 2020.
وأكد ماكارت أن المحققين لم يتمكنوا حتى الآن من الكشف عن دوافعه، لكنه أشار إلى أنه كان معروفاً من قبل الشرطة. وأضاف أن "100 شخص على الأقل كانوا موجودين في المستودع عند وقوع الهجوم".
ودعا "تحالف السيخ" الشرطة إلى إجراء "تحقيق كامل" لتحديد دوافع القاتل، بما في ذلك ما إذا كان الأمر يتعلق "بأحكام عنصرية مسبقة". وقالت كومال شوهان، حفيدة أحد الضحايا، في بيان منظمة تحالف السيخ، "كفى. مجتمعنا عانى عدداً كافياً من الصدمات".
ويعيش نحو 10 آلاف من أفراد طائفة السيخ في الولاية الواقعة في وسط البلاد، ويعمل عدد كبير منهم لدى "فيديكس".
"قتل" روح الأمة الأميركية
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واشتكت عائلات من الانتظار الطويل قبل الحصول على معلومات في شأن ذويهم بسبب لائحة تمنع بعض عمال المستودعات من استخدام هواتفهم الجوالة.
وقالت تامي كامبل، زوجة أحدهم، لقناة "فوكس 59"، إنه "تم إعطاؤنا رقماً لنتصل به، ولكن لم يكن لديه أي معلومات على الإطلاق. عليهم تغيير سياستهم".
وأكدت متحدثة باسم الشركة لوكالة الصحافة الفرنسية، أنه "بموجب الإجراءات الأمنية، ولمنع تشتيت الانتباه، لا يسمح باستخدام الهواتف المحمولة في بعض مواقع عمليات فيديكس إلا لأعضاء فرق محدد".
ولم يستغرق الهجوم في المستودع القريب من المطار الدولي للمدينة سوى بضع دقائق.
وصرح رجل يعمل في الموقع لقناة "ويش تي في" المحلية، بأنه رأى شخصاً يطلق النار من سلاح نصف آلي وسمع أكثر من 10 طلقات اعتقد في البداية خطأ أنها ضجيج محرك. وقال جيريميا ميلر، "رأيت رجلاً يحمل نوعاً من بندقية نصف آلية ويطلق النار. انحنيت على الفور، وكنت خائفاً".
وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن العنف الناتج عن الأسلحة النارية "يقتل" روح الأمة الأميركية.
رئيس بلدية إنديانابوليس، جو هوغسيت، قال بدوره، "هذا الصباح يسكننا الحزن". وأضاف، أن "الحزن على عائلات القتلى والحزن على الموظفين الذين فقدوا زملاءهم في العمل والحزن على العديد من الأميركيين الذين يسعون إلى فهم كيف يستمر حدوث مآسٍ من هذا النوع".
مسألة جدلية
ويأتي إطلاق النار في هذه المدينة المعروفة بحلبة سباق السيارات لديها، بعد سلسلة من الحوادث المأساوية المماثلة في الأسابيع الأخيرة، في أتلانتا وبولدر ولوس أنجليس.
وهذه الآفة التي تتكرر في الولايات المتحدة، تحيي باستمرار النقاش حول انتشار الأسلحة النارية في البلاد من دون إحراز تقدم ملموس.
وفي أوائل أبريل، قال بايدن عند إعلانه إجراءات تهدف إلى تنظيم حيازة أسلحة نارية في الولايات المتحدة، إن "عنف السلاح في هذا البلد آفة ووصمة عار".
والإجراءات التي تحدث عنها محدودة بسبب صعوبة تمريرها في الكونغرس لأن الأغلبية الديمقراطية ضئيلة فيه.
وما زال العديد من الأميركيين مرتبطين بشدة بأسلحتهم، بل واندفعوا لشراء المزيد منها منذ بداية وباء كوفيد-19، وحتى أكثر خلال الاحتجاجات الكبرى المناهضة للعنصرية في ربيع 2020 والتوتر المرتبط بالانتخابات في الخريف.
ومنذ الأول من يناير (كانون الثاني)، قتل أكثر من 12 ألف شخص، حسب موقع "غان فايولنس أركايف".