أعلنت روسيا، السبت 17 أبريل (نيسان)، إلقاء القبض على دبلوماسي أوكراني لاتهامه بمحاولة الحصول على معلومات سرية، وطلبت منه مغادرة البلاد وسط تصاعد التوتر بين البلدين.
ويتزامن هذا الحادث مع نشر روسيا عشرات آلاف الجنود على الحدود الأوكرانية لإجراء "تدريبات عسكرية" في مواجهة تحركات تشكل "تهديداً" من قبل حلف شمال الأطلسي الذي تسعى كييف إلى الانضمام إليه، فيما تخشى أوكرانيا غزواً روسياً، ودعت الغرب لدعمها.
واعتقلت روسيا في السنوات الأخيرة عدداً من المواطنين الأوكرانيين للاشتباه بقيامهم بأنشطة تجسس، لكن اعتقال دبلوماسي يعد أمراً نادراً.
أوقف سوسونيوك "متلبّساً"
وأوضح بيان لجهاز الأمن الروسي أن "دبلوماسياً أوكرانياً، قنصلاً في القنصلية العامة الأوكرانية في سان بطرسبورغ يدعى ألكسندر سوسونيوك أوقف الجمعة من قبل جهاز الأمن الفدرالي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبحسب جهاز الأمن الروسي، فقد أوقف سوسونيوك "متلبّساً" خلال اجتماع مع مواطن روسي فيما كان يسعى للحصول على معلومات "سرية". وأكد الجهاز أن "مثل هذا النشاط لا يتوافق مع وضعه الدبلوماسي ويتّسم بطبيعة معادية بوضوح حيال روسيا"، مضيفاً أنه سيتمّ اتخاذ "تدابير ضده بموجب القانون الدولي".
وأفادت الخارجية الروسية في وقت لاحق السبت، أنها استدعت القائم بالأعمال الأوكراني فاسيل بوكوتيلو وأبلغته بأن لدى الدبلوماسي مهلة 72 ساعة لمغادرة البلاد "اعتبارا من 19 نيسان".
وذكرت الخارجية أن "الجانب الروسي أشار إلى عدم جواز هذا نوع من الأنشطة".
"استفزاز روسي"
في المقابل، أكّدت كييف أن الدبلوماسي أمضى ساعات عدة رهن الاعتقال قبل الإفراج عنه، وهو موجود حالياً في القنصلية الأوكرانية.
ورأت وزارة الخارجية الأوكرانية أن الإجراء الروسي جاء رداً على التوتر المتصاعد بين البلدين. وأفادت في بيان أرسل إلى وكالة الصحافة الفرنسية، أن "هذا استفزاز آخر من بين نشاطات روسيا الهادفة إلى زعزعة الاستقرار" في أوكرانيا.
وعبر الناطق باسم الخارجية الأوكرانية، أوليغ نيكولينكو، عن "احتجاجه الشديد على الاعتقال غير القانوني" لسوسونيوك في روسيا، وقال إنه "يستبعد تماماً" صحة الاتهامات الموجهة إليه.
وأضاف أن كييف سترد بطرد دبلوماسي روسي في غضون 72 ساعة.
التوتر بين البلدين
وكانت روسيا وأوكرانيا على خلاف منذ وصول القوى الموالية للغرب إلى السلطة في كييف في عام 2014، تلاه ضم موسكو لشبه جزيرة القرم وحرب بين قوات كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق، أسفرت عن مقتل أكثر من 13 ألف شخص.
ومنذ بداية العام، تجدد هذا الصراع مع الانفصاليين مخلفاً عشرات القتلى، واتهمت كييف روسيا بأنها تسعى إلى "تدمير" الدولة الأوكرانية. وأكدت موسكو من جهتها أن مناوراتها في المنطقة "ليست تهديداً لأحد"، مستنكرةً "الاستفزازات" الأوكرانية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي استقبله في باريس الجمعة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إنه يأمل في استئناف الهدنة في شرق بلاده، داعياً إلى قمة سلام مع موسكو بوساطة فرنسية- ألمانية.