ربما يتمتع فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد ورئيس الدوري الأوروبي الممتاز الذي نال قدراً كبيراً من الانتقادات، بالعديد من الفضائل كرجل أعمال، لكنه مدافع ضعيف عن المشروع الجديد الذي ضم ناديه القديم الشهير وعدداً من مؤسسات كرة القدم الأخرى.
قال السيد بيريز، إن هدف الدوري الممتاز رفيع إذ يسعى إلى "إنقاذ كرة القدم"، وهو ادعاء جريء إلى درجة أنه قريب من الخيال.
وعلى الرغم من هذا، يشكل المشروع مثالاً نموذجياً للتركيز الرأسمالي – مؤسسات أكبر حجماً تدفع الأصغر حجماً إلى التوقف عن العمل، وفي هذه الحالة من خلال فوزها عليها بالمزايدة على المواد الخام: اللاعبين الموهوبين. لكن حتى في الشركات العادية، لدى السلطات الحق في حماية المستهلك عندما تتحول المنافسة إلى تلاعب في السوق، وكرة القدم ليست قطاع أعمال عادي.
والواقع أن احتمال – إمكان – عدم انتظام أداء اللاعبين وخطر الخسائر الرياضية والمالية متأصلان في نجاح "المنتج". وفي ظل الدوري الممتاز، لن يكون هناك أي تنافس. ففي الأجل البعيد هو سيقتل هذه النوادي المقتنعة الآن في شكل تام بأنه سيؤدي إلى الخلاص المالي.
ومن المحزن أن بعض النوادي – لن نذكر أسماء – ستجد نفسها في أسفل التصنيف، فتثير الأسف وليس الفخر، وتكون في حال من التطهر. وسيكون الإقصاء بمثابة رحمة. فقد تتعطل كرة القدم وتتشوه نتيجة لهذا التفرع الأخير، لكنها ستتعافى وتتمكن من البقاء، بل وتزدهر من جديد. وستستمر نوادي الدوري الممتاز في العمل في شكل من أشكال العالم الموازي لكرة القدم، ولا شيء سوى شارة واسم يربطان بينها وبين ماضيها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لا يتمنى العديد من المشجعين شيئاً من هذا القبيل للنوادي التي يحبونها، أو اللعبة في شكل عام. ومن الواضح أن رد الفعل الصاخب إزاء هذه الخطط أذهل بعض الذين شاركوا في تأسيس المنافسة، إذ تشير نوادي الدوري الممتاز الست كلها الآن إلى أنها تريد الخروج.
والواقع أن المسألة حساسة إلى حد يجعل ساسة من مختلف أنحاء العالم يسارعون إلى دعم الذين يرون في الدوري الممتاز طريقاً مسدودة – فهناك عدد أكبر مما ينبغي من الأصوات في البلدات والمدن الهامشية المعرضة لخطر يمنعهم من التزام الصمت. ولن يُشكَر رئيس وزراء يقتل كرة القدم الإنجليزية لفشله، وبوريس جونسون يعرف ذلك.
لقد بُنِيت أسس الدوري الممتاز على قوة الإرادة الجماعية للفرق المعنية. والواقع أن الطبيعة المتفائلة للإعلان الأولي من قبل منشئي الدوري الممتاز قد تفسح المجال أمام إدراك بعض المالكين أن الأمر لا يستحق المجازفة فحسب. على الأقل في الوقت الحالي.
ماذا عن المستقبل إذاً؟ لقد شعر السيد جونسون وغيره في عالمي السياسة وكرة القدم بقليل مما يمكن أن يصيب "اللعبة الجميلة". وربما كان الاتحاد الأوروبي في وضع أفضل مقارنة بإنجلترا في تقييد النوادي الإيطالية والإسبانية بتقاليده القوية في قوانين مكافحة الاحتكار والقوانين الخاصة المرتبطة بالرياضة وقد يكون ذلك كافياً للأطراف المعنية كلها لتعيد النظر.
وستكون هناك دائماً قاعدة مشجعين عبر العالم قد ترحب بمجموعات متنوعة من لاعبي كرة القدم المكلفين جداً تلعب مع بعضها بعضاً بنصف حماسة في أكبر عدد من المباريات يمكن أن يكلف اللاعبون أنفسهم عناء المشاركة فيها. لكن هذه ليست كرة القدم كما نعرفها، ويبدو أننا لم نصل إلى هذا الحد بعد.
© The Independent