سجلت أسعار النفط تذبذباً في أدائها، إذ هبطت بالتداولات المبكرة بفعل زيادة المخزونات الأميركية وزيادة إصابات فيروس كورونا في الاقتصادات الكبرى المستهلكة للنفط، ثم ارتفعت بعد ظهور بيانات أميركية بشأن طلبات إعانة البطالة تدعم التحسن الاقتصادي، ثم عاودت الانخفاض من جديد بمستويات هامشية.
وانخفضت أسعار خام برنت القياسي 9 سنتات أو ما يعادل 0.09 في المئة إلى 65.26 دولار للبرميل، عقب أن انخفضت 1.25 دولار يوم الأربعاء.
وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 7 سنتات أو ما يعادل 0.09 في المئة إلى 61.29 دولار للبرميل، بعد أن خسرت 1.32 دولار يوم الأربعاء. وقال ساتورو يوشيدا محلل السلع الأولية لدى راكوتين للأوراق المالية، "الزيادة غير المتوقعة والمرتفعة في المخزونات الأميركية غذت المخاوف بشأن ضعف الطلب والتي جاءت في مواجهة توقعات لتعاف قوي للطلب. وأضاف يوشيدا وفق "رويترز": "ما يلحق الضرر بمعنويات السوق أيضاً حقيقة أن جائحة كوفيد-19 تنتشر مجدداً بوتيرة سريعة في الهند واليابان على الرغم من الحقيقة في أنه كانت ثمة آمال في أن توزيع اللقاح سيحسن وضع العدوى".
وسجلت الهند، ثالث أكبر مستهلك في العالم للخام، يوم الخميس 314835 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا على مدى الأربع والعشرين ساعة الماضية، وهي أعلى زيادة يومية مسجلة في أي مكان. ومن المتوقع أن تعلن اليابان، رابع أكبر مستورد في العالم للنفط، عن ثالث حالة طوارئ في طوكيو وثلاث مقاطعات في غرب البلاد قد تدوم لنحو أسبوعين وفقاً لتقارير بثتها وسائل إعلام. وتحولت الأسعار للارتفاع، فور إعلان بيانات وزارة العمل الأميركية، انخفاض الطلبات الجديدة لإعانات البطالة بمقدار 39 ألف طلب خلال الأسبوع الماضي، عند أدنى مستوياتها الأسبوعية منذ مارس (آذار) 2020، أي قبل انطلاق الجائحة، مسجلة 547 ألف طلب في الأسبوع المنتهي في 17 أبريل (نيسان) الجاري.
ارتفاع المخزونات
وتضررت الأسواق بفعل ارتفاع مخزونات النفط الأميركية، بعد إعلان إدارة معلومات الطاقة زيادة طفيفة في مخزونات البلاد من النفط الخام والبنزين على مدى الأسبوع المنتهي في 16 أبريل، بينما تراجع مخزون نواتج التقطير. وارتفعت مخزونات الخام 594 ألف برميل على مدى الأسبوع المنتهي في 16 أبريل إلى 493 مليون برميل، مقارنة مع توقعات المحللين لانخفاضها ثلاثة ملايين برميل. وهبط مخزون الخام بنقطة التسليم في كاشينج بولاية أوكلاهوما 1.3 مليون برميل في أحدث أسبوع، بحسب إدارة المعلومات.
وانخفض استهلاك الخام بمصافي التكرير 286 ألف برميل يومياً الأسبوع الماضي، ولم تتغير معدلات تشغيل المصافي خلال الأسبوع.
في حين زادت مخزونات البنزين 86 ألف برميل إلى 235 مليون برميل، وانخفضت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، 1.1 مليون برميل إلى 142.4 مليون برميل، في مقابل توقعات لتراجع 956 ألف برميل.
ونزل صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام 416 ألف برميل يومياً الأسبوع الماضي.
انخفاض إنتاج ليبيا النفطي
إلى ذلك أفادت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، الخميس، بأن إنتاج البلاد من النفط انخفض إلى نحو مليون برميل يومياً في الأيام القليلة الماضية، وذلك للمرة الأولي منذ شهور، فيما قد يواصل الهبوط في ظل مشكلات تتعلق بالميزانية. وكانت ليبيا العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) تنتج يومياً 1.3 مليون برميل من النفط الخام قبل توقف ميناء الحريقة، وهي تضخ حالياً عند أدنى مستوى لها منذ شهور. وأدى التأخير في تمويل إصلاحات البنية التحتية إلى توقف في ميناء الحريقة الرئيسي لتصدير النفط.
وأعلنت المؤسسة التابعة للدولة والتي تتخذ في طرابلس مقراً، الاثنين، حالة القوة القاهرة على الصادرات من ميناء الحريقة النفطي شرق البلاد، والذي تشغله شركة الخليج العربي للنفط التابعة للمؤسسة، وذلك بسبب رفض مصرف ليبيا المركزي تسييل ميزانية قطاع النفط لشهور طويلة، ما أجبر الشركة على التوقف عن ضخ 280 ألف برميل يومياً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتسمح حالة القوة القاهرة بإعفاء الشركة من مسؤولياتها في حال عدم الامتثال لعقود التسليم. وأوضحت أن البنك المركزي الليبي يتحمل المسؤولية القانونية الكاملة عن الوضع بعد أن رفض تحويل 222 مليون دولار خصصتها الحكومة للقطاع". وذكرت المؤسسة الوطنية للنفط أنها تسلّمت أقل من اثنين في المئة مما تحتاجه في 2021، للعمل في قطاعي الصيانة والإنتاج. وقالت الشركة في 18 أبريل إنها علّقت الإنتاج لأنها لم تتلق ميزانيتها منذ سبتمبر (أيلول).
وأعلنت شركة سرت لإنتاج وتصنيع النفط والغاز، وهي شركة أخرى تابعة للمؤسسة الوطنية للنفط، الأربعاء، أنها غير قادرة على مواصلة إنتاج النفط وقد تضطر لوقفه تماماً في غضون 72 ساعة بسبب وضعها المالي الحرج.
ويهدد الخلاف بين مؤسسة النفط الوطنية والبنك المركزي الليبي بوقف انتعاش إنتاج الخام في البلاد، بعد التوصل إلى هدنة لنهاية الحرب الأهلية في منتصف عام 2020.
وشهدت ليبيا، والتي تملك أكبر الاحتياطات النفطية في أفريقيا، حالاً من الفوضى منذ الإطاحة بالرئيس معمر القذافي في 2011، وتسببت تلك التطورات التي شهدتها البلاد في تقلبات بشأن إنتاج النفط الخام.
العراق نحو بيع حصة في حقل نفطي
تستهدف الحكومة العراقية الانتهاء من بيع حصة "إكسون موبيل" في حقل "غرب القرنة -1" النفطي بحلول نهاية يونيو 2021، بعدما رفضت شركة "شيفرون كورب" الأميركية منافستها الكبرى مبادراتٍ لشراء الحصة. وقال خالد حمزة المدير العام لشركة نفط البصرة الحكومية التي تشرف على إنتاج الخام في المنطقة خلال مقابلة مع وكالة "بلومبيرغ"، إنها قد تفتح محادثات مع المزيد من الشركات بعد أن قدمت "إكسون" طلباً لبيع حصتها البالغة 32.7 في المئة في يناير (كانون الثاني). وأضاف حمزة أن شركة نفط البصرة "ليس لديها اعتراض" على قيام شركة صينية بشراء الحصة.وكانت وزارة النفط العراقية، قالت في وقت سابق من شهر أبريل الجاري إنها تجري محادثات مع شركات أميركية بشأن احتمال شراء حصة "إكسون" كمشغِّل في الحقل. وذكرت وكالة " بلومبيرغ" العام الماضي أن الشركتين الصينيتين العملاقتين، وهما "تشاينا ناشيونال بتروليوم كورب"، و"سينوك ليمتد" تدرسان شراء الحصة.