في معلومات مؤكدة، ستنظر مراجعة الحكومة البريطانية لكرة القدم في طرق تدبير شؤون الرياضة وتمويلها، فضلاً عن نماذج الملكية البديلة للنوادي.
وأعلنت اختصاصات لجنة المراجعة، التي سترأسها تريسي كراوتش وزيرة الرياضة السابقة والنائبة عن حزب المحافظين إثر الصدمة التي أحدثتها ستة نوادٍ في الدوري الإنجليزي الممتاز بالإعلان عن نيتها الانضمام إلى الدوري السوبر الأوروبي المنشق كما سمي.
بيد أن تلك النوادي تراجعت نوعاً ما عن المسألة بعد رد فعل عنيف شبه جماعي من الجماهير، ولكن أثارت هذه الحادثة تساؤلات كبيرة عن دور الأموال في "اللعبة الجميلة".
وقالت كراوتش في بيان لها، إن "كرة القدم تعني الكثير للعديد من الأشخاص في البلاد، وستتمحور مراجعتي بشكل أساسي حول الجماهير." وأضافت قائلة: "ستنظر المراجعة بشكل وثيق في مسائل التدبير والملكية والتمويل، وستتخذ الخطوات اللازمة للحفاظ على نزاهة اللعبة وجانبها التنافسي، والأهم من ذلك على الرابط الذي تتمتع به الأندية مع جماهيرها والمجتمع المحلي".
يشار إلى أن الدوري الإنجليزي الممتاز هو إحدى أكثر المنافسات تمويلاً في العالم، إذ يدر أموالاً طائلة من المستثمرين الذين يستحوذون على النوادي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويعتبر أنصار النموذج الحالي أنه ساهم في انتشار شهرة كرة القدم الإنجليزية في كل أنحاء العالم، بيد أن معارضي هذا النموذج يزعمون أن النظام المفتوح المتاح للجميع أرسى عدم الاستقرار وجعل النوادي بعيدة عن جماهيرها.
وفي سياق متصل، لا بد من الإشارة إلى أن عدداً من النوادي انهارت خلال السنوات الأخيرة، ومنها نادي بوري الذي طرد من اتحاد كرة القدم في عام 2019، ونادي ماكليسفيلد تاون الذي تم إغلاقه بقرار من المحكمة العليا، ويعتبر من أقدم النوادي، إذ تأسس في عام 1974.
وتمتلك بلدان أخرى نماذج ملكية مختلفة وتعمل في ظل قيود أكثر صرامة في ما يتعلق بإدارة النوادي وتمويلها.
وغالباً ما يضرب المثل بالنموذج الألماني الذي تقضي قواعده بامتلاك الجماهير نسبة 51 في المئة من أي نادٍ رياضي، الأمر الذي يحد من مساهمة رؤوس الأموال الخاصة.
ويعتبر الداعمون لهذه المقاربة أن ذلك شكل أحد العوامل التي أدت إلى اتخاذ النوادي الألمانية قراراً بعدم الانضمام إلى الدوري السوبر الأوروبي.
وفي معرض الإعلان عن الأطر المرجعية لهذه المراجعة، قال وزير الرياضة نايجل هادلستون: "كرة القدم تبدأ وتنتهي بالجماهير، وقد تجلى هذا الأمر بحماس كبير خلال هذا الأسبوع. لا شك أنها نقطة تحول في لعبتنا الوطنية".
"علينا الاستفادة من هذا الزخم. تمثل النوادي القلب النابض للمجتمعات المحلية التي تقع فيها، ومن شأن هذه المراجعة المهمة أن تساعد في وضع كرة القدم على سكة أكثر متانة في المستقبل بشكل تكون أصوات الجماهير مسموعة".
© The Independent