أعلن المجلس العسكري الحاكم في تشاد، مساء الأحد، 25 أبريل (نيسان)، رفضه التفاوض مع المتمردين الذين أطلقوا قبل أسبوعين هجوماً ضد العاصمة، ويتهمهم الجيش بقتل الرئيس إدريس ديبي خلال المعارك بين الطرفين.
وقال المتحدث باسم المجلس العسكري، عزم برماندوا أغونا، في بيان تلاه عبر التلفزيون الوطني "تيلي تشاد"، إن العسكريين عازمون على السيطرة على المتمردين. وطلب من النيجر المجاورة مساعدة تشاد في "القبض" على زعيم "جبهة التناوب والوفاق في تشاد"، "فاكت"، محمد مهدي علي. وأكد المتحدث أن "الوقت ليس للوساطة ولا للتفاوض مع الخارجين عن القانون". وأضاف، "تدعو تشاد النيجر إلى التعاون والتضامن، من أجل تسهيل القبض على مجرمي الحرب وإحالتهم إلى العدالة".
حكومة انتقالية
وعين ألبير باهيمي باداكيه، آخر رئيس وزراء لإدريس ديبي، رئيساً للحكومة الانتقالية، وفقاً لمرسوم وقعه رئيس المجلس العسكري الانتقالي.
وحل باهيمي باداكيه في المرتبة الثانية في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 11 أبريل مع 10.32 في المئة من الأصوات، بفارق كبير عن الرئيس الراحل الذي أعيد انتخابه في الجولة الأولى بحصوله على 79.32 في المئة.
وشغل باهيمي باداكيه منصب رئيس الوزراء حتى عام 2018، عندما تم إلغاء المنصب. وسيرأس بموجب الميثاق الانتقالي حكومة انتقالية سيعين أعضاؤها ويعزلهم محمد إدريس ديبي، نجل الرئيس السابق.
في مرسوم آخر وقعه الرجل القوي الجديد للنظام، تم تعيين ابن شقيق الرئيس السابق إدريس ديبي، إدريس يوسف بوي، سكرتيراً خاصاً لرئيس المجلس، وهو المنصب الذي كانت تشغله حتى الآن هندا ديبي إتنو، أرملة الرئيس الراحل.
"فاكت"
وكانت "فاكت" قد أبدت، السبت، استعدادها لوقف إطلاق النار بعد وساطة بدأها، الجمعة، بين الجيش والمتمردين، رئيسا النيجر وموريتانيا، العضوان في تجمع دول الساحل الخمس (تشاد ومالي وموريتانيا والنيجر وبوركينا فاسو).
وأجرى رئيس النيجر، محمد بازوم، اتصالاً مع زعيم المتمردين، مهدي علي، وفق ما أفاد به مستشار للرئيس. وقال مهدي علي، مساء السبت، لوكالة الصحافة الفرنسية، "تجاوبنا مع وساطة النيجر وموريتانيا، وأكدنا استعدادنا للالتزام بهدنة، بوقف لإطلاق النار"، لكنه أشار إلى أن الجيش التشادي ما زال يقصف قواته.
محافظة كانيم
واتهمت القوات التشادية متمردي "فاكت"، ولا سيما زعيمهم، بالفرار إلى الأراضي النيجرية، غير أن مهدي علي أكد أنه ما زال في تشاد، وتحديداً في محافظة "كانيم" بالمنطقة المحاذية للنيجر على مسافة نحو 400 كيلومتر شمال نجامينا. وقال تعليقاً على رفض المجلس العسكري التفاوض، "إذا أرادوا الحرب، فنحن لها، وإذا تعرضنا لهجوم فسنرد".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضح مصدر دبلوماسي أفريقي أنه "في تصديها لجبهة التناوب والوفاق في تشاد التي قدمت لها حركات تمرد تشادية متمركزة في ليبيا، أو السودان، دعمها من غير أن تقحم قواتها في الوقت الحاضر في المعركة، تشعر نجامينا أنها تحظى بالدعم الدولي". وأشار إلى حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مراسم تشييع الرئيس ديبي، الجمعة، وفرنسا حليفة منذ زمن طويل للبلد الذي يعد من الأفقر في العالم، والذي حكمه ديبي بيد من حديد أكثر من 30 عاماً. وتعهد ماكرون في كلمة بأن "فرنسا لن تسمح لأحد، لا اليوم، ولا غداً، بالمساس باستقرار تشاد وسلامتها".
تقدم المتمردين
وكان متمردو "فاكت"، المتمركزون في ليبيا على حدود تشاد الشمالية، قد مروا عبر النيجر خلال تقدمهم حول العاصمة نجامينا في جنوب البلاد في منتصف أبريل (نيسان)، بحسب مصادر عدة متطابقة.
وأوقف الجيش التشادي تقدم المتمردين، الاثنين، في "كانيم"، مدعوماً جواً بـ"طلعات استطلاع ومراقبة" قام بها الجيش الفرنسي، وقتل 300 متمرد في المعارك، بحسب الجيش التشادي. وأكدت مصادر عدة، أواخر الأسبوع، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن المعارك كانت دامية جداً "من الطرفين"، ولم يعلن الجيش التشادي أي حصيلة، لكنه ذكر مقتل "عشرات الجنود التشاديين".
وغداة هذه المعارك، أعلن المتحدث باسم الجيش، الثلاثاء، وفاة إدريس ديبي، إثر إصابته بجروح على الجبهة.
مهام الرئاسة
وتولى نجل الرئيس الراحل الجنرال محمد إدريس ديبي (37 سنة)، قائد الحرس الجمهوري، مهام الرئاسة محاطاً بـ14 من أقرب الجنرالات إلى والده، وهو يمسك بكامل الصلاحيات، لكنه وعد بإنشاء مؤسسات جديدة بعد انتخابات "حرة وديمقراطية" تعهد بإجرائها بعد عام ونصف العام.
وأعلن رؤساء دول مجموعة الساحل الخمس بالإجماع خلال مراسم التشييع دعمهم للمجلس العسكري.
والنظام الجديد لا يخوض معركة مع المتمردين فحسب، بل يواجه أيضاً خطراً من الداخل، إذ تفيد إشاعات تسري في نجامينا منذ وفاة ديبي بانشقاقات داخل صفوف الجيش.