على ما يبدو أن أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة الأميركية قد ربحت الرهان، حيث أن سهرة أوسكار 2021 تعتبر أول حفل كبير لتوزيع جوائز السينما في زمن وباء كورونا تظهر بشكل يشبه الحفلات المعتادة، وإن كان ينقصه الكثير، ولكنه كان أقرب إلى الأجواء المعروفة بسجادة حمراء مليئة بالنجوم وعدد كمامات أقل، كما أن الحضور لم يلتزموا كثيراً بمبدأ التباعد الاجتماعي وظهروا في أحاديث جانبية وودية معاً، وهو أمر يتواءم مع تصريحات المسؤولين عن الحفل الذي تأجل لمدة شهرين، حيث أكدوا أن الحفل سيكون بالحضور الشخصي ولن يكون افتراضياً.
أنتوني هوبكنز يشكر الأكاديمية من ساحة منزله
ولكن على الرغم من هذا تم التواصل مع بعض المشاركين عبر الإنترنت، ممن تعذر حضورهم، كما أن نجم الحفل الأبرز أنتوني هوبكنز (83 سنة)، لم يتمكن من الحضور وظهر بعد الحفل بساعات قليلة في فيديو وهو يستمتع بالطبيعة أمام منزله بمقاطعة ويلز الإنجليزية، وحرص خلال الفيديو على شكر صناع فيلمه "الأب" وكذلك عائلته وأيضاً أكاديمية أوسكار على تتويجه بجائزة أفضل ممثل في دور رئيس عن دور The Father لتكون الأوسكار الثانية في تاريخه، وليكسر بها الرقم القياسي للراحل كريستوفر بلامر الذي كان يعتبر أكبر من حصل على الأوسكار في فئة الممثل المساعد وذلك حينما كان في الـ82 من عمره، فيما حصل فيلم هوبكنز أيضاً على جائزة أفضل سيناريو مقتبس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أقيم حفل أوسكار الـ93 في موقعين بمدينة لوس أنجليس الأميركية، الأول هو المكان التقليدي مسرح دولبي الشهير والثاني هو محطة القطارات يونيون، ربما لإتاحة الفرصة لحضور أكبر عدد من المشاهير "لم يتجاوز الـ170 شخصاً" من دون التقيد كثيراً بالإجراءات الصارمة، حيث ظهر النجوم في الهواء الطلق معظم الوقت، وتسنى لمحبي السينما العالمية متابعة عدد كبير من المشاهير يسهمون في فقرات الحفل، بينهم براد بيت ورينيه زيلويجر وريز ويذرسبون وجلين كلوز، فيما نشرت نيكول كيدمان لقطة طريفة لها وهي تتابع الحفل من المنزل حيث كانت تجلس على الأرض أمام شاشة عملاقة في غرفتها، وعلى ما يبدو أن الأريحية التي كان يتعامل بها الحضور جاءت من المتابعة الصارمة لحالة الحضور الصحية على مدار ثلاثة أيام قبيل الحفل وأيضاً قياس درجة الحرارة بشكل متواصل، وكذلك لاتساع نطاق حملات التلقيح في أنحاء العالم وبالأخص في الولايات المتحدة وبريطانيا.
النساء يقتنصن الجوائز ويصنعن التاريخ
على مستوى الجوائز جاء الفائزون بأوسكار 2021 وكأنهم نسخة معدلة قليلاً من فائزي جوائز بافتا الإنجليزية هذا العام أيضاً، حيث تكررت أسماء وأفلام عدة، وأبرزها بالطبع فيلم Nomadland الذي فاز بجائزة أفضل فيلم، وأيضاً بطلته فرانسيس مكدورماند أفضل ممثلة رئيسية، ومخرجته الصينية كلوي تشاو أفضل مخرجة لتكون ثاني امرأة تحصل على جائزة أفضل إخراج في تاريخ الجائزة الرفيعة، حيث حصلت عليها قبلها كاثرين بيجيلو عام 2010، كما أن تشاو أول امرأة آسيوية تنالها كذلك.
اللافت أن الحضور النسائي كان طاغياً في ما يتعلق بحصد الجوائز حيث توجت 15 امرأة بـ17 جائزة من أصل 24 فئة، بينها جوائز أفضل صوت وأفضل تصميم إنتاج وأفضل سيناريو أصلي والأخيرة ذهب لفيلم "شابة واعدة" الذي بدوره يتناول قضايا النساء اللاتي تعرضت للاعتداء والتعنيف، فيما "نتفليكس" تعتبر أكثر جهة إنتاجية حصلت أعمالها على جوائز أوسكار هذا العام، حيث حصدت 7 جوائز من أصل 35 ترشيحاً، وكان أبرز أفلامها المتوجة MANK، أما منصة "فيسبوك" فقد حصدت أول جائزة أوسكار في تاريخها وهي جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير Colette الذي تولت إنتاجه.
خروج العرب بلا جوائز
وحصل دانيال كالويا على جائزة أفضل ممثل في دور مساعد عن دوره في فيلم Judas and the Black Messiah، وهو الفيلم الذي حصل على جائزة أغنية أفضل أغنية أصلية وهي Fight for you، والكورية الجنوبية يون يوه جونغ أفضل ممثلة دور مساعد فيلم Minari، وفاز فيلم Soul بجائزتي أفضل فيلم أنميشن وأفضل موسيقى تصويرية، وحصل الفيلم الدنماركي Another Round على جائزة أفضل فيلم أجنبي، وهي الفئة التي كان مرشحاً لها الفيلم التونسي "الرجل الذي باع ظهره"، كذلك خرج فيلم الفلسطينية فرح نابلسي "الهدية" بلا تتويج.