تحيي منظمة اليونسكو "اليوم العالمي لحرية الصحافة" المقرر في 3 مايو (أيار) من كل سنة ، وهو يدور هذا العام حول الروابط القائمة بين الصحافة والديمقراطية. واليوم انطلق الاحتفال الذي ينظم بالتعاون بين اليونسكو والحكومة الإثيوبية ومفوضية الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا (إثيوبيا)، ويستمر ثلاثة أيام. وتقام بالتزامن مع الاحتفال الرسمي، مئات الانشطة ا في جميع أنحاء العالم.
يوفر "اليوم العالمي لحرية الصحافة" لهذا العام، والمنظم تحت شعار "الإعلام من أجل الديمقراطية والصحافة والانتخابات في زمن التضليل الإعلامي"، منبراً للتأمل في مجموعة من الشواغل المعاصرة ذات الصلة، ويحاول الإجابة على العديد من الأسئلة التي تراود الناس في هذا الصدد٬ ومن بينها مثلاً: كيف يمكن للصحافة الارتقاء عن المضمون العاطفي والأخبار المزيفة خلال فترة الانتخابات؟ وما الذي يجب فعله لمواجهة الخطابات التي تنتقص من أهمية عمل الصحفيين؟ وإلى أي مدى ينبغي تطبيق اللوائح الانتخابية على الإنترنت؟
ويتخلل اليوم الأول من الاحتفال مؤتمر أكاديمي (1 مايو) يستعرض أحد الأبحاث التي أجريت أخيراً بشأن مسألة أمن أوسلامة الصحفيين. ويتمثل الهدف من هذا المؤتمر في تعزيز الحوار بين الباحثين والجهات الفاعلة السياسية في إطار اهتماماتهم المشتركة. ويتناول المؤتمر جملة من القضايا في مقدمتها مسألة أمن الصحافيات وكذلك أولئك الذين يعملون على تغطية أحداث الانتخابات. ويتضمن البرنامج أيضاً مختبراً مخصصاً لمناقشة المضايقات التي تتعرض لها الصحافيات على الإنترنت، فضلاً عن عدد من الجلسات المواضيعية المتنوعة التي تتناول٬ من بين جملة من القضايا٬ الإعلام في فترة الانتخابات في أفريقيا، وإصلاحات وسائل الإعلام في إثيوبيا.
وتقوم المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، ثاني أيام الاحتفال (2 مايو) ٬ بتدشين أبرز تظاهرات الاحتفال إلى جانب الرئيسة الإثيوبية، سهلورق زودي٬ والأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، وفيرا سونغوي، ونائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، السفير كويسي كوارتي. ومن المتوقع مشاركة أكثر من ألف شخص في الاحتفال، من بينهم ممثلون عن المجتمع المدني والهيئات الإعلامية والجمعيات المهنية والجامعات وقطاع القضاء. ويجريعلى هامش المؤتمر٬ تنظيم مجموعة من الجلسات المتوازية والعامة بشأن موضوع تعزيز الدور الذي تضطلع به وسائل الإعلام في ظل التحديات الجديدة التي تعترض رسالتها، وفهم الروابط القائمة بين وسائل الإعلام والديمقراطية والانتخابات. ويتخلل الاحتفال أيضاً عدد من الأنشطة البارزة من بينها حفلة توزيع جوائز اليونسكو- غييرمو كانو العالمية لحرية الصحافة ،مساء الثاني من مايو. وتمنح المديرة العامة الجائزة، بناءً على توصية من لجنة تحكيم دولية مستقلة، للصحفيين وا لون وكياو سوي المعتقلين في ميانمار٬ بحضور رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، ونائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، السفير كويسي كوارتي.
وكانت اليونسكو استهلت هذا العام ، حملة الدفاع عن الصحافة التي تشجع وسائل الإعلام على الإعراب عن تضامنها من أجل بلوغ صحافة حرة ومستقلة. وتدعو الحملة مختلف المنابر الإعلامية إلى استخدام لافتات الحملة سواء على منشوراتها المطبوعة أو منصاتها الرقمية. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت "اليوم العالمي لحرية الصحافة" في عام 1993، بناءً على توصية من الدورة السادسة والعشرين للمؤتمر العام لليونسكو في 1991. ويهدف هذا اليوم في المقام الأول إلى الاحتفاء بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، وتقييم أوضاع حرية الصحافة في شتّى أنحاء العالم، والدفاع عن وسائل الإعلام من الهجمات التي تهدد استقلاليتها، والإشادة بالصحافيين الذين فقدوا حياتهم في سبيل أداء رسالتهم المهنية.