يجري المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، جولة في المنطقة تشمل حتى الآن عُمان والسعودية، في إطار مساعي واشنطن لإيجاد نهاية للحرب في اليمن.
والتقى المبعوث الأميركي عند وصوله إلى الرياض، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، واستعرضا الجهود المشتركة المبذولة بشأن الوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية.
اللقاء اليمني
كريستوفر هينريل، سفير الولايات المتحدة لدى اليمن، الذي حضر اللقاء في الرياض، كان قد التقى وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني أحمد عوض بن مبارك.
وأوضح أحمد بن مبارك خلال اللقاء، أن ميليشيات الحوثي مستمرة في تصعيدها العسكري في مأرب ضد المدنيين والنازحين، على الرغم من المبادرات والتنازلات التي قدمت في سبيل تحقيق السلام، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
وأعرب المسؤول اليمني عن تقدير حكومته الدعم المستمر الذي تقدمه واشنطن لليمن، مثمناً الجهود التي يبذلها ليندركينغ لإحلال السلام في البلد الذي يخوض حرباً منذ ست سنوات.
ومن جانبه جدد السفير موقف بلاده الداعم للشرعية، ولأمن ووحدة واستقرار البلاد، وقال هينزل، إن "التصعيد العسكري في محافظة مأرب يشكل تهديداً لجهود السلام الحالية"، مجدداً التزام بلاده مواصلة الجهود لدعم عملية السلام، وإنهاء الحرب في اليمن.
محطة عُمان
وبحسب بيان وزارة الخارجية الأميركية، فإن الجولة ستشمل مسقط أيضاً، التي تقيم فيها قيادات حوثية.
وتتركز الزيارة بحسب البيان نفسه، على "ضمان وصول السلع والمساعدات الإنسانية إلى أنحاء اليمن بانتظام ودون عوائق، ودعم وقف دائم لإطلاق النار وانتقال الأطراف لعملية سياسية".
وتصاعد القتال في الأيام الماضية مع مواصلة الحوثيين الهجوم للسيطرة على مأرب، والذي إذا نجح سيعزز قبضة الحركة في أي مفاوضات سياسية في المستقبل.
ودافع الحوثيون في مارس (آذار) الماضي عن "شرعية معركتهم". وفي تغريدة له على "تويتر"، قال القيادي في الجماعة محمد البخيتي، إن "الشعب اليمني يخوض معركة مقدسة ضد كل طواغيت العالم، الذين تكالبوا عليه، وسيترتب عليها مصير الأمة".
وبحسب مجلس الأمن الدولي، فإن معركة مأرب "تعرض مليون نازح داخلياً لخطر كبير وتهدد جهود التوصل إلى حل سياسي، في وقت يتحد المجتمع الدولي بشكل متزايد لإنهاء النزاع".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
عقدة مأرب
وتعقد معركة السيطرة على محافظة مأرب اليمنية الغنية بالغاز الجهود للوصول إلى وقف إطلاق نار شامل يؤدي لإنهاء الحرب.
وقالت الخارجية الأميركية، إن "الموقف الدولي واضح ومتوافق، وعلى الحوثيين وقف هجماتهم على مأرب التي لن تؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي تهدد الشعب اليمني".
وكان ليندركينغ وصف الأسبوع الماضي معركة مأرب، بأنها أكبر تهديد منفرد لجهود السلام، مضيفاً أن دعم إيران لحركة الحوثي "كبير جداً وفتاك"، على الرغم من نفي إيران هذا الدعم.
ظريف يلتقي مسؤولاً حوثياً في مسقط
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف التقى، الأربعاء، المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام في مسقط.
وبحسب وزارة الخارجية الإيرانية، فإن ظريف جدد التأكيد على موقف إيران بأن "الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتسوية الأزمة في اليمن، والمطالبة بوقف إطلاق النار وتفعيل المفاوضات اليمنية اليمنية".
وخلال لقائه عبد السلام، أعرب ظريف عن "أسفه للحرب المفروضة على مدى ستة أعوام ضد الشعب اليمني"، مطالباً بـ"إنهاء هذه الحرب"، وفقاً لوزارة الخارجية الإيرانية.
تعطل المبادرات
تولي الدبلوماسية الأميركية التي تركز على إنهاء الحرب، مبادرة الرياض التي أعلنتها في 22 من مارس الماضي اهتماماً.
وتضمنت المبادرة التي أعلن عنها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وقفاً شاملاً لإطلاق النار تحت رقابة أممية للوصول إلى اتفاق سياسي، إضافة إلى فتح مطار صنعاء لعدد من الرحلات الإقليمية والدولية، وإيداع الضرائب والإيرادات الجمركية لسفن المشتقات النفطية من ميناء الحديدة في الحساب المشترك في البنك المركزي اليمني بالحديدة، وفق "اتفاق ستوكهولم".
وكانت الحكومة اليمنية قد قبلت بالمبادرة، إلا أن الحوثيين أبدوا رفضهم لها، في مخالفة للإجماع الدولي الذي دعم الخطة السعودية لإنهاء الأزمة.
وفي الوقت الذي لاقت فيه المبادرة السعودية ترحيباً من المجتمع الدولي، أبدت جماعة الحوثي موقفاً سلبياً منها، مؤكدةً أنها "لا تتضمن شيئاً جديداً". واعتبر البخيتي أن المبادرة تضع اليمن تحت الوصاية الدولية، ولا تتضمن سحب دول التحالف قواتها من البلاد.
وتأتي المحاولة في وقت تتعثر فيه الحلول العسكرية لتحقيق نتائج حاسمة، كما هي الحال في مأرب، التي تتعرض لمحاولات حوثية مستمرة منذ قرابة الشهرين، للسيطرة عليها من دون تقدم ملموس.