انخفضت أسعار النفط الاثنين 3 مايو (أيار) الحالي، بعد موجة ثانية كارثية من جائحة فيروس كورونا في الهند، حيث كان تعافي الطلب على الوقود في أعلى مستوى، وطغى مزيد من التفاؤل على الأسواق.
ونزلت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يوليو (تموز) المقبل، 48 سنتاً بما يعادل 0.7 في المئة إلى 66.28 دولار للبرميل، في حين بلغ خام غرب تكساس الوسيط تسليم يونيو (حزيران) 63.11 دولار للبرميل بانخفاض 47 سنتاً أو 0.7 في المئة.
ويقترب إجمالي حالات الإصابة بفيروس كورونا في الهند من 20 مليوناً، في حين يتوقع المحللون أن يشهد طلب الهند على الوقود المستخدم في وسائل النقل هبوطاً أكثر حدة في مايو الحالي، بفعل زيادة القيود.
وتوقّع محللون من "آي أن جي"، في مذكرة، نظراً إلى أن كوفيد-19 لم يبلغ ذروته في الهند، "مزيداً من الانخفاض في الطلب على الوقود خلال مايو".
وحثت جهة صناعية هندية رئيسة السلطات على تقليص النشاط الاقتصادي في الوقت الذي تئن فيه منظومة الرعاية الصحية تحت وطأة تسارع وتيرة الإصابات.
لكن، على مستوى العالم، أظهر استطلاع رأي أجرته وكالة "رويترز" أنه من المتوقع أن ترفع التطعيمات الطلب العالمي على النفط، خصوصاً خلال ذروة موسم السفر في الربع الثالث من العام. ما دفع المحللين إلى رفع توقعاتهم لأسعار برنت للشهر الخامس على التوالي.
وتوقع الاستطلاع الذي شمل 49 مشاركاً أن يبلغ متوسط سعر برنت 64.17 دولار للبرميل في عام 2021، ارتفاعاً من متوسط أبريل (نيسان) الماضي، عند 63.12 دولار ومتوسط 62.30 دولار لخام القياس منذ بداية العام.
تحويل مسار شحنات غاز طبيعي مسال عن الهند
في السياق، ذكرت مصادر تجارية ومن قطاع الشحن أن "شحنات غاز طبيعي مسال يجري تحويل مسارها بعيداً من الموانئ في الهند، إذ يقوض تسارع وتيرة الإصابات بفيروس كورونا هناك الطلب المحلي على الغاز".
الطلب على الغاز
وكشفت ريبيكا تشيا، المحللة لدى شركة "كبلر لتحليل البيانات، أنه جرى تحويل مسار ست ناقلات غاز طبيعي مسال عن الهند منذ 20 أبريل، وغيرت وجهتها نحو شمال شرقي آسيا وأوروبا والكويت بدلاً منها.
وتوقعت مصادر تجارية، لوكالة "رويترز"، أن تشهد الأسابيع المقبلة مزيداً من عمليات تحويل المسار وتقليص الشحنات إلى الهند. لكن مصدراً آخر قال إن الشركات تتبنى نهج الانتظار والمراقبة لمعرفة مدى اتساع نطاق إجراءات الإغلاق.
وأضافت المصادر أن الطلب على الغاز تأثر في بعض القطاعات نتيجة إجراءات الإغلاق المفروضة في بعض مناطق البلاد.
إمدادات "أوبك"
وعلى صعيد الإمدادات، ضخت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) 25.17 مليون برميل يومياً في أبريل، بزيادة 100 ألف برميل عن مارس (آذار)، مع زيادة الإنتاج من إيران ومنتجين آخرين. وارتفع إنتاج "أوبك" في كل شهر منذ يونيو 2020 باستثناء فبراير (شباط) الماضي.
وتجري إيران والولايات المتحدة محادثات لإحياء الاتفاق النووي. وهو ما قد يؤدي إلى رفع عقوبات تفرضها واشنطن على طهران. الأمر الذي سيسمح للأخيرة بزيادة صادراتها من النفط.
تطوير حقل المنصورية للغاز بالعراق
واستبعد وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار أن تنخفض أسعار النفط عن 65 دولاراً للبرميل، معتبراً أن تراجع أسعار النفط يجب ألا يكون مبعث قلق بعد تخفيف مجموعة "أوبك+" لقيود الإنتاج اعتباراً من مايو.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف عبد الجبار، خلال مؤتمر صحافي، أن العراق يجري مناقشات في شأن شراء أسهم "إكسون موبيل" في حقل غرب القرنة 1 في جنوب البلاد.
وكشف عن تطوير حقل المنصورية للغاز على الساحل قرب الحدود الإيرانية، متوقعاً أن تبلغ تكلفة التطوير 2.1 مليار دولار.
نزول متوسط سعر خام دبي
على صعيد متصل، قالت مصادر في السوق إن سعر خام دبي القياسي للشرق الأوسط، كما تعرضه منصة "ستاندرد أند بورز غلوبال بلاتس" للتسعير، انخفض في أبريل إلى 62.894 دولار للبرميل في المتوسط.
ويشمل الجدول المتوسطات الشهرية لخامَي دبي وسلطنة عمان في أبريل، كما تعرضها "بلاتس". ويحدد منتجو الشرق الأوسط أسعار البيع الرسمية لخاماتهم في كل شهر بعلاوات أو خصومات مقارنةً مع هذه المتوسطات.
وغيرت "أرامكو" السعودية معيار أسعار البيع الرسمية لخاماتها في الشحنات المتجهة إلى آسيا من أكتوبر (تشرين الأول) 2018 إلى متوسط "بلاتس دبي" والعقود الآجلة للخام العماني في بورصة دبي للطاقة.