منح رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين مساء الأربعاء 5 مايو (أيار) الحالي، زعيم المعارضة يائير لبيد تفويضاً لتشكيل الحكومة المقبلة بعد فشل رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو.
وقال ريفلين في خطاب رسمي من مقر الرئاسة في القدس الغربية "تحدثت مع يائير لبيد وأخبرته أنني منحته التفويض مدة 28 يوما لتشكيل الحكومة".
وكان ريفلين، اجتمع مع زعماء الأحزاب، لمشاورتهم حول من يوكل إليه مهمة تشكيل الحكومة المقبلة، بعد فشل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ذلك، واستمرار حالة الجمود السياسي التي تعيشها الدولة العبرية.
وفاز حزب الليكود بزعامة نتنياهو بأكبر عدد من المقاعد في الكنيست خلال انتخابات 23 مارس (آذار) الماضي، التي جعلت نتائجها تأمين أغلبية برلمانية من 61 مقعداً مهمة معقدة.
فشل نتنياهو
وكان أمام نتنياهو 28 يوماً لتشكيل الحكومة بعد انتخابات رابعة غير حاسمة في أقل من عامين. لكنه مع انتهاء تفويضه منتصف ليل الثلاثاء، أبلغ الرئيس ريفلين بعدم قدرته على إنجاز المهمة.
وسلّط فشل نتنياهو الضوء على الانقسامات العميقة في صفوف الناخبين الإسرائيليين الذين توزعت أصواتهم على معظم الأحزاب السياسية، بما في ذلك اليمينية المتشددة وحزب إسلامي محافظ.
وأعرب ريفلين عن شكوكه في قدرة أي نائب آخر على تشكيل الحكومة.
وتوقع سياسيون، الأربعاء، قيام الرئيس الإسرائيلي بمنح فرصة لتشكيل الحكومة ليائير لبيد، زعيم المعارضة والمذيع التلفزيوني السابق، إذ حل حزبه "يش عتيد" (هناك مستقبل) الوسطي في المرتبة الثانية بحصوله على 17 مقعداً.
والتقى ريفلين يوم الأربعاء، كلاً من لبيد والزعيم اليميني المتشدد نفتالي بينيت الذي قد يصبح "صانع ملوك" على الرغم من حصول حزبه "يمينا" على سبعة مقاعد فقط.
ولطالما كان بينيت حليف نتنياهو وعهد له الأخير حقيبة الدفاع، لكن ما لبثت علاقة الرجلين أن تفككت.
ويواجه رئيس الوزراء المنتهية ولايته تهماً بالفساد حول قبوله هدايا فاخرة، وسعيه لمنح تسهيلات تنظيمية لجهات إعلامية نافذة في مقابل حصوله على تغطية إعلامية إيجابية.
واستمعت المحكمة في الخامس من أبريل (نيسان) المنصرم إلى إحدى الشهادات التي جاء فيها أن بينيت هو من قاد حملة التشهير ضد رئيس الوزراء.
وقال بينيت، الإثنين، إنه كان سيبرم صفقة مع نتنياهو، لكنه توصل إلى نتيجة أن رئيس الوزراء غير قادر على تشكيل ائتلاف حكومي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
صفقة لبيد
وحصل لبيد، الأربعاء، على تأييد زعيم حزب "الأمل الجديد" جدعون ساعر، ويبدو أن لبيد في طريقه للحصول على مزيد من دعم الكتل المناهضة لنتنياهو كخيار أفضل لتشكيل الحكومة.
وقال لبيد، إنه عرض على بينيت صفقة تناوب على منصب رئاسة الوزراء ضمن ائتلاف دوري من أجل الوصول إلى اتفاق، يمكن أن ينهي بقاء نتنياهو في السلطة والمستمر منذ 12 عاماً.
وصرح بينيت، الإثنين، بأنه سيدعم تشكيل حكومة "وحدة" في حال فشل نتنياهو في ذلك، خصوصاً أنه يضع ضمن أولوياته تجنب الذهاب إلى انتخابات هي الخامسة خلال أقل من ثلاث سنوات.
وصل نتنياهو إلى السلطة في عام 1996 لمدة ثلاث سنوات، وعاد في 2009، وما زال إلى اليوم. وهو معروف بحنكته السياسية، ويُتوقع أنه ما زالت لديه أوراق يلعبها.
وأشارت تقارير عدة، الأربعاء، إلى محاولة حزب الليكود ضمان حصول بينيت على تفويض ريفلين وليس لبيد.
انتخابات جديدة
وفي حال رأى ريفلين عدم قدرة أي نائب على تشكيل الحكومة، سيكون عليه تحويل الأمر إلى البرلمان، ومنحه مهلة 21 يوماً لترشيح رئيس للوزراء أو الدعوة إلى انتخابات جديدة.
وخلُص استطلاع للرأي نشره، الأربعاء، المعهد الإسرائيلي للديمقراطية أن 70 في المئة من الإسرائيليين يتوقعون فشل محادثات تشكيل الحكومة وإجراء انتخابات جديدة.
ويُعتبر هذا التوقع بارقة أمل لنتنياهو الذي ينسب إليه الفضل في احتواء كورونا بعد حملة التطعيم الطموحة التي قادها.
ويعمل نتنياهو وحلفاؤه على سَن قانون ينتخب بموجبه الشعب رئيس الوزراء مباشرةً أملاً في الفوز بالتكليف، لكنه لا يملك غالبية في الكنيست لتحقيق ذلك.