أطلقت جمعية مكافحة "السكتة الدماغية" وهي مؤسسة خيرية رائدة في المملكة المتحدة في مكافحة السكتات الدماغية، في 26 أبريل(نيسان)، أول إعلان تلفزيوني لها.
يسلّط الإعلان الضوء على الخطر الناجم عن هذا الظرف الصحي على حياة الناس في جميع الفئات العمرية، وكان الإعلان موضع ترحيب على وسائل التواصل الاجتماعي لإظهاره مدى أهمية أن ندرك التأثير الذي قد تحدثه هذه الحالة في حياة الناس.
توفي أكثر من 40,000 شخص جراء سكتة دماغية في المملكة المتحدة في 2015، وهو ما يعادل حالة وفاة واحدة كل 13 دقيقة. وأفادت "جمعية مكافحة السكتة الدماغية" أنّ السكتة هي رابع سبب رئيس للوفاة في المملكة المتحدة، كما أنّه وراء وفاة 400 طفل سنوياً في أنحاء البلاد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ثمة أنواع مختلفة من السكتات الدماغية، ومدة التعافي وثيقة الصلة بقوة النوبة. وكلما أسرع الشخص بتلقّي العلاج، تراجع حجم الأضرار اللاحقة بالدماغ.
وفي ما يلي كل ما تحتاج إلى معرفته عن السكتات الدماغية، بدءاً بكيفية تحديد أعراضها إلى الأنواع المختلفة منها:
ما هي السكتة الدماغية؟
تعرّفها جمعية "مكافحة السكتة الدماغية" في المملكة المتحدة على أنها "نوبة دماغية" تحدث عندما يقطع تدفّق الدم إلى الدماغ.
وهذا يمنع العناصر الغذائية الرئيسة والأكسجين من الوصول إلى الدماغ، ما يسبب أضراراً بالغة للخلايا الدماغية. وهذه الأضرار قد تؤدّي إلى تدهور قدرة الشخص على الكلام والحركة والتفكير.
ما هي أنواع السكتة الدماغية؟
ثمة ثلاثة أنواع من السكتة الدماغية.
السكتات الدماغية الإقفارية، وهي الأكثر شيوعاً وتحدث عندما تسد جلطة دموية الشريان الذي ينقل الدم إلى دماغك.
تتشكل جلطات الدم عادة في المناطق التي ضاقت فيها الشرايين مع مرور الوقت نتيجة تراكم الرواسب الدهنية؛ وتُعرف هذه العملية باسم تصلّب الشرايين.
أما السكتات الدماغية النزفية فتحصل عند حدوث نزيف داخل الدماغ أو حوله بسبب تمزق في الأوعية الدموية. وهذا يقتل كل الخلايا الدماغية المحيطة.
والنوع الثالث، بحسب مؤسسة القلب البريطانية، هو سكتة صغيرة يسبّبها انخفاض طفيف في إمدادات الدم إلى جزء من الدماغ.
ويجب تفادي أن تسبب هذه الأنواع من السكتات، التي يشار إليها أحياناً بالنوبات الإقفارية العابرة، أضراراً دائمة في الدماغ، وتنتهي معظم أعراضها في غضون 24 ساعة.
ما هي أسباب السكتة الدماغية؟
أما بالنسبة إلى السكتات الدماغية الإسكيمية، وهذه يسبّبها ضيق الشرايين، فقد يؤدي إلى حدوثها بعض الأمور مثل التدخين والسمنة والسكري والإفراط في تناول الكحول وارتفاع الكوليسترول في الدم.
والجدير بالذكر أنّ الشرايين تضيق بشكل طبيعي مع تقدمك في السن، لذلك كبار السن هم أكثر عرضة للخطر. أما الأسباب الرئيسة للسكتات الدماغية النزفية، وهي أقل شيوعاً، هي الإجهاد وعدم ممارسة الرياضة والسمنة والتدخين.
كيف تكتشف أنّ شخصاً ما يتعرّض لجلطة دماغية؟
تختلف أعراض السكتة الدماغية من شخص إلى آخر وتختلف باختلاف نوع السكتة، على الرغم من أنّ هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية تستخدم اختصار و.ذ.ك.و. لتعداد العلامات الرئيسة على النحو التالي:
• الوجه - قد يتدلّى الوجه على جانب واحد، أو قد لا يكون الشخص قادراً على الابتسام، أو قد يميل فمه أو تميل عينه إلى أسفل.
• الذراعان - قد لا يتمكن المصاب بالسكتة الدماغية من رفع الذراعين وإبقائهما في الأعلى بسبب الضعف أو التنميل في إحداهما.
• الكلام - قد يكون كلام الشخص متلعثماً أو مشوشاً أو قد لا يتمكّن من التحدث على الإطلاق على الرغم من أنّه يبدو واعياً.
• الوقت - اتّصل بالرقم 999 على الفور إذا لاحظت أياً من هذه العلامات أو الأعراض.
إذا كنت تشك في أنك تتعرض لجلطة دماغية أو أن أي شخص آخر يتعرض لها، فإنّ هيئة خدمات الصحة الوطنية البريطانية تنصح بالاتصال على رقم الطوارئ 999 على الفور وطلب سيارة إسعاف.
ماذا يحدث بعد أن يصاب شخص بسكتة دماغية؟
تختلف وتيرة التعافي ومقدارها من السكتة الدماغية على قدر الضرر الذي لحق بالدماغ.
فبعض الأشخاص سيتعافون بسرعة، لكنّ آخرين سيحتاجون إلى مساعدة طويلة الأمد على أيدي مجموعة من الاختصاصيين، مثل خبراء النطق والتغذية والعلاج الفيزيائي وعلماء النفس.
بعد السكتة الدماغية، قد تتعرّض الوظائف المعرفية لدى المصاب (التواصل والوعي المكاني والذاكرة والتركيز) إلى ضرر شديد، وفي هذه الحالات، ستُعتمد خطة لإعادة التأهيل بهدف مساعدة الشخص على التعافي بشكل كامل.
وقد تؤدي السكتات الدماغية كذلك إلى وهن في الجسد وفي بعض الأحيان، إلى الشلل. عندئذ، سيوصى بالعلاج الفيزيائي وقد يوفر عامل رعاية صحية للعناية بالمصاب.
تشمل المشكلات الأخرى التي قد تبرز بعد حدوث السكتة الدماغية مشكلات في الرؤية وفي ضبط المثانة وصعوبة في البلع.
وقد تحدث أيضاً بعد السكتة الدماغية مشكلات في الصحة النفسية، مثل الاكتئاب والقلق.
© The Independent