قالت مراكز تتبع أوروبية وأمريكية اليوم السبت إن من المتوقع أن تدخل بقايا أكبر صاروخ صيني، والذي أطلق الأسبوع الماضي، عائدة عبر الغلاف الجوي في وقت متأخر من مساء اليوم السبت أو صباح الأحد.
كانت وزارة الخارجية الصينية قد قالت أمس الجمعة إن معظم حطام الصاروخ سيحترق عند دخول الغلاف الجوي ومن المستبعد بشدة أن يسبب أي ضرر، وذلك بعدما قال الجيش الأمريكي إن قيادة الفضاء الأمريكية تتابع ما وصفه بدخول خارج عن السيطرة للصاروخ عبر الغلاف الجوي.
وقال مركز المراقبة والتتبع الفضائي في الاتحاد الأوروبي (إي.يو إس.إس.تي) إن أحدث توقعاته بشأن توقيت العودة عبر الغلاف الجوي لبقايا الصاروخ (لونج مارش 5 بي) هو 190 دقيقة قبل أو بعد 0211 بتوقيت جرينتش غدا الأحد.
كما قام مركز دراسات العودة المدارية والحطام (كوردس) التابع لمؤسسة الفضاء الجوي الأمريكية، وهو مركز للأبحاث والتطوير يركز على الفضاء، بتحديث توقعاته بشأن عودة الصاروخ وقال أن جسم الصاروخ سيدخل الغلاف الجوي في حدود أربع ساعات قبل أو بعد الساعة 0322 بتوقيت جرينتش يوم الأحد.
وقال مركز المراقبة والتتبع الفضائي الأوروبي على موقعه الالكتروني إن احتمالات تأثير الصاروخ على مناطق مأهولة على الأرض "ضعيفة". لكنه أشار إلى أن عدم السيطرة على حركة الصاروخ تجعل أي تكهنات غير مؤكدة.
وانطلق الصاروخ (لونج مارش 5 بي) من جزيرة هاينان الصينية في 29 أبريل نيسان، حاملا على متنه مركبة تيانهي غير المأهولة، والتي كانت تحمل ما كان سيصبح أماكن للمعيشة في محطة فضائية صينية دائمة.
كان جوناثان ماكدويل عالم الفيزياء الفلكية قد أبلغ رويترز في وقت سابق أن هناك احتمالا بسقوط أجزاء من الصاروخ على الأرض، وربما في منطقة سكنية مثلما حدث في مايو (أيار) 2020 عندما سقطت أجزاء من الصاروخ (لونج مارش 5 بي) الأول على ساحل العاج، مما ألحق أضرارا ببعض المباني وإن لم ترد أنباء عن إصابات بشرية.
ويتقلص ارتفاع جسم الصاروخ منذ الأسبوع الماضي، لكن سرعة الانخفاض لا يمكن تحديدها بسبب متغيرات في الغلاف الجوي لا يمكن التنبؤ بها.
وهذا الجزء من أكبر قطع الحطام الفضائي التي تعود عبر الغلاف الجوي إلى الأرض، حيث يزن 18 طنا.
توقعات الجيش الأميركي
وفي وقت سابق، قالت شبكة "سي أن أن"، إن الجيش الأميركي أشار إلى أن حطام الصاروخ الذي فقدت بكين السيطرة عليه، سيسقط في مكان ما في تركمانستان، اليوم السبت.
وأضافت الشبكة نقلاً عن تقديرات الجيش الأميركي أن الصاروخ سيسقط فوق تركمانستان في منطقة آسيا الوسطى نحو الساعة 11:00 مساء السبت بتوقيت غرينتش.
وأشارت إلى أن الاحتمالات تشير إلى أن الصاروخ سيسقط على اليابسة وليس في المحيط، ويبقى سقوطه في منطقة مأهولة بالسكان محتملاً.
وكانت القوات الجوية الأميركية قد نشرت على موقع "سبيس تريك" توقعاتها بشأن الصاروخ الصيني، مشيرة إلى أنه سيدخل الغلاف الجوي للأرض 9 مايو (أيار) فوق تركمانستان.
تبديد المخاوف
وكانت الصين قد سعت، الجمعة، إلى تبديد المخاوف السائدة حيال إمكان سقوط حطام صاروخها في نقطة مأهولة على الأرض، مؤكدة أن هذا الخطر "ضئيل جداً"، مشيرة إلى أنه سيتفكك بأكثريته في الغلاف الجوي.
وانطلق صاروخ "لونغ مارتش 5 بي" من جزيرة هاينان الصينية في 29 أبريل (نيسان) حاملاً مركبة تيانخه، التي تحتوي ما سيصبح أماكن معيشة ثلاثة أفراد في محطة فضاء صينية دائمة.
وكان إطلاق المركبة أول مهمة من 11 أخرى مطلوبة لإكمال المحطة.
وتسعى الصين إلى إنشاء محطتها لضمان وجود دائم لها في الفضاء، وبخاصة بعد عدم سماح القوى الغربية لها بالمشاركة في المحطة الفضائية الدولية التي تأسست قبل أكثر من 20 عاماً.
وستستمر عملية تجميع محطة الفضاء الصينية أكثر من عام وتجري نحو عشر مهمات متتالية بينها أربع رحلات مأهولة. ويفترض أن تصبح المحطة قابلة للتشغيل في 2022.
وبعد صمت طويل لدى الجهات الدبلوماسية والمسؤولين عن قطاع الفضاء في الصين، أدلت بكين بتعليقها الأول، الجمعة.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين خلال مؤتمر صحافي دوري "بسبب التصميم التقني لهذا الصاروخ، أكثرية مكوناته ستحترق وتُدمر خلال العودة للغلاف الجوي".
وأشار إلى أن "احتمال التسبب في أضرار للنشاطات الجوية أو (الأشخاص والمنشآت والنشاطات) على الأرض ضئيل جداً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
متابعة أميركية
وأعلنت الولايات المتحدة في وقت سابق أنها لا تستبعد أن يسقط جسم الصاروخ في منطقة مأهولة، قائلة إنها تتابع الوضع عن كثب.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال مؤتمر صحافي، الخميس، "وفقاً لآخر التقديرات التي رأيتها، فمن المتوقع حصول ذلك في الثامن أو التاسع من أيار (مايو)".
وأضاف "نأمل بأن يسقط في مكان لا يؤذي فيه أحداً، في المحيط أو في مكان ما من هذا القبيل، نأمل بذلك". وأسهمت هذه التصريحات في تأجيج المخاوف.
ليست المرة الأولى
وهذه ليست المرة الأولى التي تفقد فيها الصين السيطرة على مركبة فضائية عند عودتها إلى الأرض. ففي نيسان (أبريل) 2018، تفكك المختبر الفضائي "تيانغونغ-1" عند عودته إلى الغلاف الجوي بعد عامين من توقفه عن العمل. ونفت السلطات الصينية يومها أن تكون قد فقدت السيطرة على المختبر.
وتستثمر الصين مليارات الدولارات على برنامجها الفضائي سعياً إلى اللحاق بروسيا والولايات المتحدة في هذا المجال. وقد أرسل البلد الآسيوي العملاق أول مواطن صيني إلى الفضاء سنة 2003. كما وضعت في مطلع 2019 مركبة عند الجانب المظلم من القمر، في سابقة عالمية.
كما جلبت بكين العام الماضي عينات من القمر، وأنجزت العمل بنظامها "بيدو" للملاحة عبر الأقمار الاصطناعية (منافس نظام "جي بي أس" الأميركي).
وتخطط الصين لإنزال روبوت صغير بعجلات على المريخ خلال الأسابيع المقبلة، ولإيفاد بعثات بشرية إلى القمر بحلول سنة 2030.
كذلك فإن المحطة الفضائية الصينية المستقبلية المسماة "تيانغونغ" ("القصر السماوي")، ستدور في مدار الأرض المنخفض في خلال عشر سنوات إلى خمس عشرة سنة.