هذا الأسبوع، أصبح فيلم الرسوم المتحركة الكلاسيكي "بياض الثلج" ("سنو وايت") Snow White من إنتاج شركة "ديزني"، موضوع نقاش عام ساخن حول موضوع التراضي، نابع من المشهد الذي يقوم خلاله الأمير بتقبيل بياض الثلج أثناء نومها.
باختصار، نشأ الجدل من تقييم نشرته "مدينة ديزني للألعاب" على الموقع الإلكتروني "أس أف غيت" SFGate، ناقش فيه المراجعون جولة "أمنية بياض الثلج المسحورة" التي جرى تجديدها أخيراً. وعلى غرار فيلم الرسوم المتحركة الكلاسيكي، تنتهي الجولة بتقبيل الأمير الدمية المتحركة التي تمثل بطلة القصة النائمة بهدف إيقاظها من سباتها الناجم من تسميمها.
وفي المراجعة التي حملت عنوان "رحلة بياض الثلج الجديدة في "ديزني لاند" تضيف سحراً، ومشكلة جديدة أيضاً"، اقترحت المؤلفتان كيتي دوود وجولي تريمين أن القبلة غير مقبولة ويجب إزالتها من الجولة.
وورد في المراجعة، "القبلة التي يطبعها (الأمير) من دون موافقتها، وهي نائمة، لا يمكن أن تكون حباً حقيقياً إذا كان شخص واحد يعي ما يحدث".
وبينما رد كثيرون على ذلك محاججين بأن تلك القضية ضُخّمَتْ بشكل مبالغ فيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أشار آخرون إلى أن بياض الثلج لا تعطي موافقتها على القبلة في المشهد، وأنه من المهم تثقيف الأطفال حول موضوع التراضي منذ صغرهم.
ومع بروز بياض الثلج في المناقشات العامة، نقدم إليكم خمسة أفلام رسوم متحركة أخرى من كلاسيكيات "ديزني" التي يمكن الإشارة إلى أنها لا تلقى الصدى المطلوب في عام 2021.
5 – "بوكاهونتاس" Pocahontas (1995)
على الرغم من أن "بوكاهونتاس" شكّل أول فيلم من إنتاج شركة "ديزني" يستند إلى تاريخ حقيقي، إلا أنه استغل حرية التصرف إلى أقصى درجاتها عندما تناول موضوع كيفية تفاعل المستوطنين الأميركيين الأوائل مع المجتمع الأميركي الأصلي. وبينما أرادت "ديزني" تصوير قصة حب بين بطلة العمل الأميركية الأصلية (بوكاهونتاس) التي تُعلِّم المستوطن (والشخص الذي تغرم به في النهاية) جون سميث تقدير الهدايا الطبيعية للأرض، فقد تجاهل العمل تماماً التاريخ والفظائع الوحشية التي ارتكبها المستعمرون ضد الأميركيين الأصليين.
في الواقع، بلغ عمر بوكاهونتاس الحقيقي آنذاك ما يتراوج بين 12 و13 سنة (على عكس ما تقترحه نسخة "ديزني" من الحكاية بأن الفتاة كانت في عمر الـ18 أو 19 سنة). وكذلك احتجزها المستعمرون بهدف الحصول على فدية في 1613. وتزوجت لاحقاً من جون رولف (وليس سميث)، ويعتقد بعض المؤرخين أنها أُجبرت على ذلك الارتباط. وبعد الزواج، قُدمت إلى المجتمع الإنجليزي بوصفها مثلاً على "المتوحشة المتحضرة" من أجل توليد الاستثمار في مستعمرة "جيمستاون" المنشأة حديثاً. وكذلك لاحقاً حينما كانت في الـ20 أو 21 سنة، أثناء طريق عودتها إلى فرجينيا.
4. "دامبو" Dumbo (1941)
بينما يبدو العمل ظاهرياً أنه قصة عن فيل شاب يعمل في سيرك ويتعلم الطيران، يعرض "دامبو" بشكل بارز جوقة من الغربان الكوميدية السوداء، التي جادل النقاد في تجسيدها للصور النمطية للشخص المستعبد في الأعمال الفنية التي أنجزت في تلك العقود من الزمن. يضاف إلى ذلك أن اسم زعيم الجوقة هو حرفياً "جيم كرو" وهو الاسم الذي ارتبط لفترة طويلة بشخصية المستعبد الأبله في تلك الأعمال الفنية.
3- أريستوقراطيون Aristocrats (1970)
على غرار ما ورد آنفاً، تملك شركة "ديزني" تاريخاً طويلاً من إغراق شخصياتها بتنميطات عنصرية. ولم تفلت من ذلك حتى هذه القصة التي تبدو بريئة في ظاهرها عن حفنة من الماكرين المثقفين. ولطالما انتُقِدت تلك القصة بسبب تثبيتها أنماطاً كاريكاتيرية عن الآسيويين، خصوصاً عبر القطة السيامية التي تعزف البيانو، وتتكلم عن الطعام الآسيوي بلكنة كاريكاتيرية متهكمة.
2- "بيتر بان" Peter Pan (1953)
بعد نصف قرن من صدور فيلم "بيتر بان"، لم يقل أبداً مستوى عدم الارتياح الذي يرافق مشاهدة أغنية "ما الذي يجعل الرجل الأحمر أحمر؟".
إذ تعمد ويندي بصفتها الشخصية البارزة في الفيلم، إلى جانب إخوتها، والفتيان المفقودين، بزيارة قبيلة من الأميركيين الأصليين في "نيفرلاند"، وتسأل حفنة من الأولاد مضيفيهم بعض الأسئلة العنصرية تماماً. (ما الذي يجعل الرجل الأحمر أحمر؟ لماذا يسألك "كيف"؟). وتأتي إجابتهم على شكل أغنية محملة بالصور النمطية ومقطع راقص يستخف بلغة السكان الأصليين (التي كان يوجد منها المئات في السابق) وتقديمها على هيئة أصوات بلا معنى. وفي الوقت نفسه، تتمتع الشخصيات المرسومة نفسها ببشرة حمراء زاهية حرفياً وملامح مبالغ فيها بشدة.
1 - أغنية الجنوب Song of the South (1946)
وصف المؤرخ الثقافي جيسون سبيرب فيلم "أغنية الجنوب" بأنه "أحد أكثر النصوص العنصرية الهجومية في هوليوود". وينطوي على عدد من المشكلات، ولم تضعه "ديزني" مطلقاً على أشرطة الفيديو المنزلية، كما أنه غير متوفر عبر منصتها "ديزني بلس" للبث التدفقي.
تدور أحداث "أغنية الجنوب" في مزرعة في جنوب الولايات المتحدة خلال عصر إعادة الإعمار. وانتقد لأسباب عدة تشمل الصور النمطية العنصرية المسيئة للسود، وتقديم المَزارع بصورة مثالية، من بين أشياء أخرى.
ووصل أمر انتقاد "أغنية الجنوب" إلى حد أن جولة "سبلاش ماونتن" التي تقدمها "ديزني لاند" المستندة إلى تسلسل مشاهد من الفيلم (تقدم بأسلوب الرسوم الإحيائية المصنوعة بواسطة الكمبيوتر)، قد تغيرت موضوعاتها أخيراً، بسبب ردة الفعل المستمرة. ومنذ يونيو (حزيران) 2020 ، تعتمد النسخة الأميركية من الجولة على قصة "الأميرة والضفدع" بدلاً من ذلك.
© The Independent