أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة الثامن من مايو (أيار)، أن السبب وراء شغور منصب المبعوث الأممي للصحراء الغربية منذ عامين هو أنه اقترح خلال هذه الفترة أسماء 12 مرشحاً لتولّي هذه المهمة لكنها جميعها قوبلت بالرفض، سواء من أحد طرفي النزاع أو من واحد أو أكثر من أعضاء مجلس الأمن الدولي.
وأدلى رئيس الوزراء البرتغالي الأسبق بتصريحه هذا خلال جلسة استماع عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة للنظر في ترشحه لولاية ثانية (2022-2026)، لا ينافسه فيها أحد.
آلية للتعيينات
وأوضح غوتيريش أنه اتخذ أخيراً قراراً يتعلّق بالتعيينات الرئيسة في الأمم المتحدة، يقوم على الطلب من الدول الأعضاء في الجمعية العامة البالغ عددها 193 دولة، أن تقترح عليه أسماء مرشحين لشغل هذه المناصب.
وأضاف أن هؤلاء المرشحين سيمثلون أمام "لجنة" تختار من بينهم "اسمين أو ثلاثة أسماء" ترفعها إليه، من دون أن يوضح ممن ستتكوّن هذه اللجنة ولا الآلية التي ستتبعها في غربلة الأسماء.
لكن الأمين العام لفت إلى أنه "حتى مع اعتماد هذه الآلية، ستظل هناك حالات صعبة، لا سيما المناصب المتعلقة بأزمات معينة"، إذ يجب على المرشح الذي سيقع عليه الاختيار "الحصول على موافقة مجلس الأمن الدولي وأطراف النزاع".
12 اسماً
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضح غوتيريش أن أبلغ مثال على هذه الصعوبات هو قضية الصحراء الغربية، التي "اقترحنا 12 اسماً للمنصب" لم يحصل أيّ منها على الإجماع اللازم، من دون أن يكشف عن هذه الأسماء ولا عن الجهات التي اعترضت على كل منها.
وقال، "واضح أنه من الصعب للغاية في هذه الحالة أن تفعل شيئاً آخر سوى البحث عن شخص يمكنه القيام بهذه المهمة".
وتعليقاً على تصريح الأمين العام، أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، "حتماً، إن عدم وجود مبعوث حتى اليوم لا يرجع إلى قلة جهود الأمين العام". وأضاف أن غوتيريش "سيواصل البحث عن شخص يكون مقبولاً، أو على الأقل لا ترفضه الأطراف المعنية".
وآخر مبعوث أممي للصحراء الغربية هو الرئيس الألماني السابق هورست كوهلر، الذي استقال في مايو 2019 رسمياً لدواعٍ صحية، لكنه في الواقع تخلّى عن هذه المهمة بعدما اصطدم بحقيقة استحالة إحراز أي تقدّم فيها.
"مهمة مستحيلة"
وقال دبلوماسيون لوكالة الصحافة الفرنسية إنه إضافة إلى المرشحين الـ12 الذين تحدث عنهم الأمين العام، جرى الاتصال بشخصيات أخرى خلال العامين المنصرمين، لكنها جميعها طلبت مهلة للتفكير ثم اعتذرت عن قبول هذه "المهمة المستحيلة"، على حد تعبير أحد المرشحين.
والنزاع في الصحراء الغربية مستمر منذ عقود، إذ تطالب جبهة "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير المصير أقرّته الأمم المتحدة عام 1991. أما المغرب الذي يسيطر على نحو 80 في المئة من هذه المنطقة الصحراوية الشاسعة، فيقترح منحها حكماً ذاتياً تحت سيادته.
وعاد الملف إلى الواجهة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعد إعلان الانفصاليين إنهاء التزامهم اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 1991، وذلك ردّاً على عملية عسكرية مغربية في منطقة عازلة في أقصى الصحراء الغربية.